المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التسمية بعصر الانحطاط - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٣٦

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌المؤامرة على الإسلام

- ‌منشأ الصراع بين الحق والباطل

- ‌ظهور الحق

- ‌أعداء الإسلام في العهد النبوي

- ‌جهود الخلفاء الراشدين في ردع الحاقدين على الإسلام وأهله

- ‌مقتل الفاروق عمر رضي الله عنه

- ‌الفتوحات في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان

- ‌عبد الله بن سبأ اليهودي ومشابهته لبولس

- ‌خلافة علي بن أبي طالب وما فعله اليهودي عبد الله بن سبأ

- ‌مؤامرة يهودية على الإسلام باسم آل البيت

- ‌تنبه خلفاء بني العباس لمكر المجوس

- ‌الخليفة أبو جعفر المنصور

- ‌الخليفة هارون الرشيد

- ‌الفتن في عهد المأمون

- ‌مكر الرافضة بالإسلام

- ‌دور ابن العلقمي في سقوط بغداد

- ‌المؤامرة على الإسلام في عهد الخلافة العثمانية

- ‌من محاولات الهدم للإسلام

- ‌التخطيط للقضاء على الصحوة الإسلامية

- ‌وسائل النصر على الأعداء

- ‌الأسئلة

- ‌أحوال الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كيف تواجه عدوك

- ‌يطلع قرن الشيطان من المشرق

- ‌تشويه الصحابة

- ‌أسباب الحقد على الإسلام

- ‌كتاب منهاج السنة النبوية

- ‌مؤلف كتاب البداية والنهاية

- ‌التسمية بعصر الانحطاط

- ‌إحراق الإمام علي للروافض

- ‌حل مشكلة امتلاء المكتبات بالغث والسمين

الفصل: ‌التسمية بعصر الانحطاط

‌التسمية بعصر الانحطاط

‌السؤال

نحن نسمع عن عصر الانحطاط، وفي هذا العصر ظهر شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية، وظهرت الحركات الإصلاحية، فما رأيك في هذه التسمية؟

‌الجواب

الأمة الإسلامية -بلا شك- مرت بعصور انحطاط، ومنها عصرنا هذا الذي نعيش فيه، لكن الحقيقة التي نقولها نحن ونؤكد عليها: إن كل عصر انحطاط فيه حركة تجديد وفيه دعوة، وهذا فضل من الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو الذي لا ينطق عن الهوى- صح عنه من طرق عديدة عن عدد من الصحابة أنه قال:{لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين} وفي رواية: {يقاتلون على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله} والمقصود بأمر الله ما وضحته الروايات الأخرى أنه الريح الطيبة التي تأتي قبيل قيام الساعة فتقبض أرواح المؤمنين، ثم يبقى الأشرار وعليهم تقوم الساعة.

فلا ضير أن نقول: عصور انحطاط، ولكن نقول: ولله الحمد كلما انحطت هذه الأمة فإن الله يبعث من يجدد لها دينها، أما الإسلام في ذاته فلا ينحط أبداً، ولم ولن ينحط، ولن يستطيع أحد أن يحط من شأنه، لأنه دين الله عز وجل وأي أمة أو دولة تقوم بهذا الدين فإن الله ينصرها ويظهرها، فإن تخلّت عنه فإنه يستبدل قوماً غيرها ثم لا يكونوا أمثالها، أظهر الله تعالى صلاح الدين وأسرته بعد أن كانوا لا قيمة لهم تذكر، وبهذا الدين اعتلوا، ولما جاهد العثمانيون أظهرهم الله عز وجل، وتعلمون كيف بلغ ملكهم.

أيضاً لما عاهد محمد بن سعود رحمه الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على دعوة التوحيد، انظروا كم كان من الأمراء في ذلك العصر موجوداً، وكم كان من حكام، وكم كان من قبائل، وكان محمد بن سعود أميراً على الدرعية فقط، ولا أحد يعرف عنها شيئاً، وليست إلا قرية صغيرة، ولما قامت هذه الإمارة الصغيرة على التوحيد، انظروا كيف ظهر الملك لهذه الأسرة! وهكذا كل من قام على التوحيد فهو مؤيد منصور، والأمة الإسلامية إذا هي تخلت عن التوحيد، وعن العمل بالكتاب والسنة، فإنها تنحط؛ فيستبدل الله قوماً غيرها، فهذه سنّة جعلها الله سبحانه وتعالى أن من نصر هذا الدين فإن الله ينصره، كما قال صلى الله عليه وسلم:{إن الله ليرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين} فبحسب التمسك به يرتفع الناس.

كان خلفاء بني أمية يحكمون العالم تقريباً، وبقية ملوك العالم يعطونهم الجزية، وكان الناس -أيضاً- يعظمون العلم والعلماء، فحج عبد الملك بن مروان وهو ملك الدنيا في عصره ومعه أولاده وحشمه وحاشيته، ومروا في موسم الحج وإذا بزحام شديد وعظيم، فتعجبوا من هذا الأمر! ومن هذا الرجل الذي يزدحم عليه الناس! وإذا به عطاء بن أبي رباح من التابعين قال عنه ابن كثير: كان عبداً أسوداً نوبياً أعمى أقطع، أوصاف كل واحدة منها كافية لكي ينفر منه الناس، وأيضاً كان هذا في عهد أواخر الصحابة، وفي حياة بعض الصحابة، ويكون بهذه الهالة وهذا الاجتماع العظيم وهذا الزحام الشديد على هذا الرجل؛ لأنه عالم أظهره الله {يرفع الله بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين} فهذا الدين وضع أبا جهل وغيره من كفار قريش، ورفع هذا العبد الأسود النوبي الأعمى الأقطع، ورفعه حتى حسده الوليد بن عبد الملك، فقال: يا أبتاه ما هذا؟ قال: يا بني هذا هو الملك، لا ما نحن فيه، فإن من حولي وحولك لولا الملك ما اجتمعوا، وأما هذا فإنهم يأتونه راغبين.

المقصود أن هذا الدين يرفع الله تعالى من تمسك به مهما كان، ومن تركه وتجافى عنه أذله الله -مهما كان-.

ص: 29