المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فرقة الإباضية   ‌ ‌السؤال فرقة الإباضية ما هي علاقتها بـ الخوارج؟   ‌ ‌الجواب - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٥٩

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء مع طلبة الجامعة

- ‌نصائح في طلب العلم

- ‌الأمانة الملقاة على طالب العلم

- ‌الإخلاص في طلب العلم

- ‌الحرص على الوقت

- ‌المحبة والأخوة أهمية الأخوة لطالب العلم

- ‌الأسئلة

- ‌الحكمة من اقتران الإيمان باليوم الآخر مع الإيمان بالله

- ‌الإمامة في الدين

- ‌ترك الطاعات خوفاً من الرياء والعجب

- ‌كيفية تصحيح النية في طلب العلم

- ‌الرد على من نسب التأويل والتعطيل للسلف

- ‌كيفية قراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وفهمها

- ‌أخذ العلم والرواية عن أهل البدع

- ‌منشأ الحداثة وغيرها من المذاهب الفكرية المعاصرة وكيفية علاجها

- ‌مقتضيات ولوازم الأخوة

- ‌الجمع بين قول الله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) وحديث (كل مولود يولد على الفطرة)

- ‌حكم الاستثناء في الإيمان

- ‌وحدة المسلمين تكون بالاجتماع على الكتاب والسنة

- ‌ضابط الأصول والفروع في الدين

- ‌إثبات أن الأراضي السبع هي غير السموات السبع

- ‌العرش وإحاطته بالكون

- ‌حكم تحديد أسماء الثلاثة والسبعين فرقة

- ‌التوحيد وعلم الكلام

- ‌فرقة الإباضية

الفصل: ‌ ‌فرقة الإباضية   ‌ ‌السؤال فرقة الإباضية ما هي علاقتها بـ الخوارج؟   ‌ ‌الجواب

‌فرقة الإباضية

‌السؤال

فرقة الإباضية ما هي علاقتها بـ الخوارج؟

‌الجواب

الإباضية في هذا العصر هي الإباضية التي في كل العصور، فليس هناك أي تناقض، وهم فرقة من الخوارج.

وبالنسبة لتصنيف الخوارج نجد أن الإباضية هي أخف الخوارج غموضاً، فأكثر الخوارج غموضاً هم الأزارقة يرون من عداهم من الأمة أنهم كفرة حتى من كان من الخوارج وهو مقيم في دار المسلمين يعتبرونه كافراً، بل أشد كفراً من اليهود.

وأخف منهم بقليل النجدات أتباع نجدة بن عامر قال: هؤلاء المسلمين كفار لكن من كان على منهجنا وأقام عندنا لا نكفره، أي أنهم أخف لكنهم على نفس الغموض.

أما الإباضية فإنهم قالوا: من كان مخالفاً لمنهجنا فإنه كافر، ولكنه كافر كفراً لا يخرجه من الملة هذا في الأصل، فهؤلاء أخف بقليل من الفرقتين السابقتين.

ثم بعد ذلك دخل في عقيدة الإباضية في باب الأسماء والصفات مذهب المعتزلة، فأصبحت الإباضية تعتقد -وإلى يومنا هذا- أن من يؤمن بأن الله عز وجل يرى في الآخرة فإنه كافر، ولازم ذلك أن أهل السنة والجماعة كلهم كفار، ونحن نؤمن بذلك، بل والله نسعى إليه ونشتاق إليه، بأن نرى ربنا وأي فوز أعظم من هذا كما قال الزمخشري أي: من دخول الجنة، مع أن أعظم فوزاً من ذلك أن يرى الله سبحانه وتعالى في الجنة.

ويقولون -أيضاً-: إن القرآن مخلوق، فما كان غير الله فهو مخلوق، ففرقة الإباضية التي أسسها عبد الله بن إباض التميمي أضافت إلى مذهب الخوارج بدعة الاعتزال وإنكار الصفات وإنكار الرؤية، وصاحب الكبيرة عندهم كافر، لكن الكفر عندهم لا يخرج من الملة.

والذين يقولون: إن القرآن مخلوق هم قوم ابتدعوا هذه البدعة، وتأثروا باليهود والنصارى، حيث فلاسفة اليهود ومتكلميهم، قالوا: إن القرآن مخلوق، أي: مثل سائر المخلوقات كما أن الله خلق الناقة وخلق الإنسان، فكذلك خلق القرآن.

وهذا تكذيب لكلام الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله أخبر أن القرآن كلامه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة:6] وهذا كلام الله، وكلامه سبحانه وتعالى صفته، فهل يكون شيء من صفات الله مخلوقة؟! لا يمكن ذلك أبداً! ولهذا لو قال واحد: أقسم بالقرآن، أو بالذكر الحكيم، أو بآيات الله المحكمة؛ لكان هذا القسم صحيحاً، لأنه لا يجوز أن يُقسم إنسان بالمخلوق، وهذا أقسم بغير المخلوق، أقسم بكلام الله، بصفة الله، والقسم لا يكون إلا بصفات الله سبحانه وتعالى، ولم يعهد عن أحد من السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أنه قال: إن القرآن مخلوق.

ولهذا فإن بعض السلف من باب الإلزام بذلك، جعلهم بين أمرين: إما أن يكون السلف علموا أن القرآن مخلوق كما قال هؤلاء أو لم يعلموا، فإن قال: ما علموه، فهم يرون بذلك أنهم جهال، وإن قال علموه، قيل: إما أن يكونوا بلغوه أو كتموه، فاحتار وبهت الذي كفر، لأنهم لو بلغوه لنقل إلينا ذلك، ولو قال: إنهم كتموه لكان هذا قدحاً فيهم أو أننا أعلم منهم، وهذا لا يمكن! فعلى أي حال يكون هذا بدعاً من القول.

ص: 25