المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌استعارة الرسول دروعا للحرب من المشركين - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٧٤

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌فستذكرون ما أقول لكم

- ‌مشكلتنا الحقيقية

- ‌انصراف الأمة الإسلامية عن القرآن

- ‌منكرات لم تغيرها الأمة

- ‌الغفلة عن أسباب دفع العذاب

- ‌اللجوء إلى الكفار خلل في العقيدة

- ‌ما يترتب على اللجوء إلى الكفار

- ‌قدم العداوة مع الغرب

- ‌حرب الخليج والمخططات الغربية

- ‌مواجهة ذاتية دون الذل للكافر الحربي

- ‌الاستقامة سبيل العزة

- ‌التوبة واللجوء إلى الله

- ‌شموخ الإيمان

- ‌أهداف اجتماع الحشود الغربية

- ‌البترول

- ‌ضرب الصحوة الإسلامية

- ‌الثقة بنصر الله

- ‌أهمية التغيير لتحقيق النصر

- ‌أهمية الإعداد

- ‌الاستمرار في معاداة المرتدين والكافرين

- ‌المفاهيم والقيم وأثرها في النصر والهزيمة

- ‌كيف نواجه أزمة الخليج

- ‌خطأ من أجاز الاستعانة بالكفر

- ‌استعانة الرسول بعبد الله بن أريقط

- ‌معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة

- ‌عدم مشاركة المشركين في المعارك مع الرسول

- ‌استعارة الرسول دروعاً للحرب من المشركين

- ‌الاستدلال بحديث: (تصالحون الروم)

- ‌السخرية من المتدينين وتخويفهم

الفصل: ‌استعارة الرسول دروعا للحرب من المشركين

‌استعارة الرسول دروعاً للحرب من المشركين

‌السؤال

هل استعار النبي صلى الله عليه وسلم دروعاً من الكفار؟

‌الجواب

أولاً: لا! فالحديث الصحيح في سنن النسائي وغيره، وهو بسند صحيح لا شك في صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار من يعلى بن أمية، ويعلى بن أمية صحابيُّ جليلٌ مسلم والحمد لله، لكن ورد في روايات موجودة في السنن والمسند وفي بعض الكتب أنه استعار من صفوان بن أمية وهو مشرك، ولو صحت رواية صفوان كنا سنقول بذلك، لكن الصحيح أنه استعار من يعلى، وليس من صفوان.

ثانياً: على فرض صحة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار دروعاً، نقول: النبي صلى الله عليه وسلم يحكم الجزيرة العربية، وهو قائد الأمة، وولي الأمة، وجيشه اثنا عشر ألفاً، ولذلك قالوا: لن نغلب اليوم من قلة؛ كما أخبر الله عنهم بقوله: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة:25] فكانوا جيشاً عرمرماً، والجيش المسلم قد يستعير من فاجر، أو يأخذ من فاجر أو من تجار الكفار دروعاً، وهذا ليس ممنوعاً، هذا لو صحت الرواية، مع أنها ما صحت، لكن نقول فرضاً، الدولة المسلمة يجوز لها أن تشتري من أحد الكفار أو تستعير منه وليس في ذلك شيء، لكن هل هذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بالكفار أو حارب معه الكفار الآخرون؟ نقول هذا براءةً للذمة؛ لأنه لا يجوز مهما كانت الظروف والضغوط التي علينا أن نبرر لأنفسنا بدليل غير صحيح، لا يصح أن نستدل به في وقت الضرورة، والضرورة مثل الميتة، الميتة أكلها حرام، ولا يوجد دليل يقول: الميتة حلال، لكن في حال الضرورة يجوز أكل الميتة ولا خلاف بين العلماء في حلها عند ذاك.

إذاً: متى تكون الضرورة؟ أو هل هي ضرورة؟ فهذا شيء آخر، لكن هل نستدل بدليل ضعيف أو موضوع على شيء؟ لا، فهذه وسيلة في الاستدلال غير صحيحة.

ص: 27