المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المرحلة الثانية: حملة صليبية أخرى - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٨٥

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌رسالة إلى فتاة الإسلام

- ‌إلى من هذه الرسالة

- ‌خطاب إلى بنت الخليج

- ‌الصليبيون واهتمامهم بالمرأة

- ‌الحملات الصليبية الأولى القديمة

- ‌المرحلة الأولى: الحملة الصليبية الحديثة على مصر

- ‌المرحلة الثانية: حملة صليبية أخرى

- ‌الحرب العالمية الأولى

- ‌ظهور الحركة النسائية والاتحاد النسائي

- ‌مسيرة إفساد المرأة في المملكة العربية السعودية

- ‌التعليم

- ‌الجمعيات

- ‌التلفاز

- ‌الصحافة

- ‌تطوير الجيش

- ‌ابتعاث النساء إلى الخارج

- ‌نوادٍ رياضية للنساء

- ‌دخول القوات الغربية

- ‌الصبر والمجاهدة تجاه الفساد

- ‌واجبنا تجاه هذه القضية

- ‌الأسئلة

- ‌انتشار ظاهرة تدليك النساء

- ‌حكم قيادة المرأة للسيارة

- ‌التحسن الطفيف في برامج التلفاز

- ‌مخططات تدمير أخلاق المرأة المسلمة

- ‌الأسواق والصحف الداعية للسفور والرذيلة

- ‌تطوع المرأة في الحرب

- ‌فهم خاطئ

- ‌الوجود الصليبي وإفساد المرأة

- ‌حكم احتفال النصارى بأعيادهم في بلاد الإسلام

- ‌الغزو الفكري عبر المجلات النسائية

- ‌أنصار الباطل

- ‌عمل المرأة في المستشفيات كممرضة

- ‌الرقابة الإسلامية على الصحف

- ‌التشهير بأسماء كبار المفسدين

- ‌دور حزب البعث في تحرير المرأة

- ‌نداء من فتاة

الفصل: ‌المرحلة الثانية: حملة صليبية أخرى

‌المرحلة الثانية: حملة صليبية أخرى

في هذه المرحلة تجلت بوضوح قضية إفساد المرأة مع ظهور حملة صليبية أخرى في عهد إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا المشهور، كان إسماعيل باشا حاكماً على مصر في أواخر القرن الماضي الميلادي، وقد تلقى تعليمه في باريس، ثم لما تولى حكم مصر، شُقت قناة السويس؛ فكان الاحتفال التاريخي -كما يسمى- حضرته الامبراطورة يوجيني، وحضره امبراطور النمسا، وحضره كثير من زعماء أوروبا المتهتكين المتخلعين، وكان الرجل قد تربى تربية غربية؛ فقام بتطبيق الحياة الغربية بحذافيرها في مصر، أو شرع في ذلك؛ فهو أول من أدخل نظام الجمارك -مثلا- وهو الذي أدخل ديواناً أو مجلساً كما أسماه الشورى بظنه، وأنشأ جمعية عمومية، وعاش في الترف والبذخ، حتى ورط مصر في ديون بلغت مائة مليون جنية، وهي من الناحية المعنوية تعادل اليوم مائة مليار جنية.

وفي عهد إسماعيل باشا افتتحت لأول مرة في العالم الإسلامي مدارس للبنات، على نمط مدارس البنين وعلى الطريقة الغربية، تحتوي على سنوات معينة ومنهج كمنهج البنين، ثم مراحل بعضها يتلو بعضاً، كانت هذه هي المرة الأولى، ونتيجة للسيطرة الإنجليزية والفرنسية التي جاءت بسبب هذه الديون بدأت في عهده دعوة الانحلال، والفسق، والفجور، وكان رئيس وزرائه نوبار باشا الأرمني، وكان في حكومته وزيران: أحدهما فرنسي والآخر انجليزي، وفي ظل حكم هذا الرجل قامت ونمت وترعرعت الدعوة إلى الإباحية وإفساد المرأة.

حتى أن الإنجليز عندما جاءوا وأجهضوا ثورة أحمد عرابي وقضوا عليها، كان ممن أيد الإنجليز ودلهم وشجعهم على دخول القاهرة وحثهم على ذلك، وقاوم الشعب وقال لهم: لا تقاوموا الإنجليز، وهؤلاء إنما جاءوا لمصلحتنا، وما قدموا إلا لخير البلاد، ولدفع الظلم، ورفعه عنها، ولكي تكون حكومة شوروية انتخابية كان من جملتهم المدعو محمد سلطان باشا، وهو والد هدى شعراوي التي قد يأتي الحديث عنها -إن شاء الله- فالقضية ضالعة عميقة الجذور في العمالة أيضاً.

المهم أنه لأول مرة في الشرق عرف ما يسمى "البرلمان" في أيام إسماعيل باشا عام (1866م)، ثم خلفه الخديوي توفيق، ولأول مرة -أيضاً- في الشرق يعلن ما يسمى الدستور، فأعلن الدستور في عام (1882م)، وفي كل مرة يراد أن توجد حياة نيابية، أو دستورية، أو شورية -إن استخدم المصطلح الإسلامي- تظهر قضية المرأة لأن الأعداء المتربصين يريدون أن يفيدوا من هذا الوضع، فيقولوا: نصف المجتمع لا بد أن يظهر، وأن يمّثل، وأن يكون له دورٌ ووجود، وفي هذه الأثناء وبعدها ظهرت الحركة، وظهر جمال الدين الأفغاني الذي تتلمذ عليه محمد عبده، والشيخ محمد عبده -كما ثبت- هو الذي وضع أكثر كتاب قاسم أمين تحرير المرأة وظهرت دعوة قاسم أمين -المتوفى عام (1908م) - وانتشرت الحركة وكان اللورد كرومر المندوب البريطاني يرعاه.

ص: 7