المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وسطية أهل السنة في أفعال العباد - دروس للشيخ صالح بن حميد - جـ ٣٧

[صالح بن حميد]

فهرس الكتاب

- ‌الوسطية في منهج أهل السنة والجماعة

- ‌سبب الحديث عن الوسطية

- ‌معنى الوسطية في اللغة والشرع

- ‌تعريف بأهل السنة والجماعة

- ‌المراد بالسنة والجماعة

- ‌مسميات أخرى لأهل السنة والجماعة

- ‌معالم أهل السنة والجماعة

- ‌من معالم أهل السنة تعظيم الكتاب والسنة والاعتصام بهما

- ‌عدم التعصب لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أهل السنة ليس لهم انتساب خاص

- ‌من خصائص أهل السنة تبنيهم للتوحيد والدعوة إليه

- ‌من منهج أهل السنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌من منهج أهل السنة ضبط العلاقة بين التوكل والأسباب

- ‌الوسطية والاعتدال في الإسلام

- ‌وسطية الإسلام بين الديانات الأخرى

- ‌وسطية الإسلام في الأنبياء

- ‌وسطية الإسلام في العقل

- ‌وسطية الإسلام في الأخلاق

- ‌وسطية الإسلام في الاستمتاع بالزينة

- ‌وسطية أهل السنة والجماعة

- ‌وسطية أهل السنة في باب الأسماء والصفات

- ‌وسطية أهل السنة في أفعال العباد

- ‌الأسئلة

- ‌الرد على من قال: إن أهل السنة متزمتون

- ‌بذل الوسع في الأسباب لا ينافي التوكل

- ‌إمكانية توحد المسلمين مع اختلاف توجهاتهم

- ‌هل تطلب الوسطية في طلب العلم

- ‌حكم الدعاء على كفار معينين

- ‌التوبة فعل العبد والتوفيق من الله

- ‌ضعف التوجيه إلى التوحيد والعقيدة

- ‌اختيار الرفقة الصالحة

الفصل: ‌وسطية أهل السنة في أفعال العباد

‌وسطية أهل السنة في أفعال العباد

كذلك هم وسط فيما يتعلق بأفعال العباد:

بمعنى: أن أهل السنة قالوا: إن للعبد اختياراً ومشيئة وفعلاً يصدر منه، وهو محاسب عليه؛ لكنه لا يفعل إلا بمشيئة الله عز وجل، وهناك من أنكر مشيئة الله عز وجل، وقال: إن العبد يفعل، وأنكر مشيئة الله، وهناك من ألغى فعل العبد ومشيئته، فتوسط أهل السنة والجماعة على حد قوله تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [التكوير:29] وهذا -أيضاً- جليٌ وبخاصة إذا تبينا أن العبد لا يحاسب من أفعاله إلا على ما كان داخلاً تحت قدرته واختياره، والشيء الذي يفعله بغير اختياره لا يُحاسَب عليه، ولهذا فإن النائم، والمغمى عليه، والعاجز، وإذا سقط الإنسان بنفسه سقوطاً على الخطأ فإنه لا يُحاسبه الله عز وجل، وإن كان يحاسَب فيما يتعلق بحقوق الآدميين على تفصيل ليس هذا مكانه، لكن المقصود أن العبد لا يحاسَب إلا على اختياره، فمثلاً: إذا مرض العبد، فإن الله عز وجل لا يحاسبه لماذا مرضتَ؟ أو لماذا أصاب يدك جرح؟ إنما يحاسبه هل صبر أم لا! لماذا؟ لأن الصبر اختيار، فأنت تحاسَب في المرض على الصبر، ولا تحاسب على ذات المرض، لأن المرض ليس بيدك، بل وقع عليك مرض ليس من اختيارك، وإنما الذي هو داخل تحت اختيارك هو الصبر.

لعل ما قدمتُ فيه شيء من الفائدة، وأكتفي بهذا القدر.

أقول هذا القول، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

ص: 22