المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم - دروس للشيخ عبد الرحمن السديس - جـ ١١

[عبد الرحمن السديس]

الفصل: ‌حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم

‌حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم

أما محبته عليه الصلاة والسلام فتفوق كل محبة، وتربو على حب النفس والمال والولد، أخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين} ومحبته الحقيقية تقتضي اتباع سنته والوقوف عند نهجه، وقد ضل في هذا كثير من الناس حيث ظنوا جهلاً وضلالاً أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتصر على التغني بشمائله والتمدح بفضائله، وإقامة الأفراح والحفلات عند ذكرى مولده، ونحو ذلك في أوقات معينة، ومناسبات محددة، ورموا من لم يفعل ذلك ببغضه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكفي عملهم هذا انتقاصاً لرسول الله عليه الصلاة والسلام، حيث ذكروه في وقت ضئيل ونسوه في أوقات كثيرة، وذلك إفكهم وما كانوا يفترون.

وليت المسلمين اليوم يستفيدون من مرور هذه المناسبات المجيدة، فيصححوا مسارهم على نهج من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقلعوا عما هم فيه من معاصٍ وبدع، ويستلهموا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته، ويجتمعوا عليها فتأتلف قلوبهم فيعملوا بها طيلة حياتهم، كما جرى على ذلك عمل السلف الصالح بخلاف ما عليه أهل البدع اليوم.

ص: 4