الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غربة السنة بين أهل الإسلام
أمة الإسلام: وفي هذا الزمن الذي اشتدت فيه غربة الإسلام في بلاد الإسلام، وحتى عند أهل الإسلام، وأخذت السنة تطمس معالمها، وتُطارد في بقاع كثيرة، وينتقص أهلها في كل مكان، ويحلُّ محلها الضلالة والبدع والمعاصي والفسوق، ومع ذلك فعلى المسلم المبتغي لثواب الله الخائف من عذاب الله أن يتمسك بالسنة ولو تركها الناس، ويُغليها ولو أرخصوها، ويعزها ولو أهانوها، فإن ذلك سبيل المؤمنين الصالحين.
ومخالفة السنة تؤدي إلى الفتنة والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وإذا كانت هذه نتيجة مخالفة سنته فكيف نرجو لأمتنا الإسلامية اليوم خروجاً من فتنة، أو نجاة من عذاب، وهي في الجملة قد خالفت أوامر الله ورسوله، فلا تكاد تلتقي مع السنة إلا في القليل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن تأمل حياة المسلمين اليوم وجد هذا حقيقة ناصعة لا مبالغة فيها، فقد تساهل كثير من الناس في تعاليم الدين الحنيف، وعطلوا أحكام الإسلام وتعاليمه، وساروا مع أعداء الإسلام شبراً بشبر وذراعاً بذراع.
أليست الأمة الإسلامية اليوم قد تخاذلت وتخالفت وتساهلت في تحقيق العقيدة الصحيحة؟
أليست البدع والضلالات قد انتشرت بينهم من غير نكير؟
أليس الفساد والانحراف قد بدا وظهر في شباب الأمة ونسائها؟
أليست كبائر الذنوب والمعاصي الجالبة لسخط الله ومقته منتشرة بين ظهرانيها اليوم؟
أليس شباب المسلمين اليوم قد ضل أكثرهم عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وشُغلوا واشتغلوا بتافه القول ورديء الأعمال، وأصبح ولاؤهم لغير الله، وأصبحت اهتماماتهم مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؟
أليس قد انتشر بين نساء المسلمين اليوم ما يخالف سنة المصطفى الأمين من التبرج والسفور والاختلاط، وما يورث الفتنة، ويهدم الفضيلة، ويقضي على العفة والحياء؟
أليس هذا كله وأكثر منه موجوداً بين المسلمين اليوم؟
فاتقوا الله عباد الله: من للسنة المطهرة اليوم؟! يدافع عنها، ويتمسك بها، ويتبع أوامرها، ويجتنب نواهيها، إن لم تكونوا أنتم يا أمة الإسلام، ويا أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يقوم بذلك.
من للبدع والمعاصي التي اشرأبت بأعناقها؟! من لها يقضي عليها ويخالفها، ويحذر منها، ويهجر أهلها ويبغضهم؟! إن لم تكونوا أنتم -يا أمة الإسلام- خير من يقوم بذلك.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع السنة، والبعد عن البدعة والمعصية، وأن يجنب المسلمين في كل مكان الشرور والأخطار، وأن يعيدهم إليه عوداً حميداً إنه على كل شيء قدير.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.