المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من مظاهر الاجتماع في عيد الأضحى - دروس للشيخ عبد الرحمن السديس - جـ ٧٥

[عبد الرحمن السديس]

فهرس الكتاب

- ‌تحديات ومآس وبشائر

- ‌ثناء وتعظيم لله رب العالمين

- ‌فضائل وأحكام عيد الأضحى المبارك

- ‌شروط الأضحية

- ‌سنن الأضحية

- ‌من مظاهر الاجتماع في عيد الأضحى

- ‌ضرورة التوحيد في جميع الأحوال والأفعال

- ‌التحذير من صرف العبادة لغير الله وقت الخطوب والملمات

- ‌عزة الأمة وعلاقتها بالعقيدة

- ‌مسئولية الناس في الحفاظ على عقيدتهم وأمتهم

- ‌مسئولية الولاة والحكام تجاه الأمة

- ‌مسئولية العلماء تجاه الأمة

- ‌مسئولية الدعاة إلى الله تجاه الأمة

- ‌مسئولية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تجاه الأمة

- ‌مسئولية رجال الإعلام تجاه الأمة

- ‌مآسي المسلمين تقطر دماً في شتى البقاع

- ‌مأساة المسلمين في كوسوفا

- ‌مأساة المسلمين في بورما وكشمير

- ‌مأساة المسلمين في فلسطين

- ‌مآسي المسلمين والمبشرات

- ‌صفة الحج إجمالاً

- ‌تنبيهات مهمات لحجاج بيت الله الحرام

- ‌نصائح وتوجيهات لعموم الناس

- ‌الحذر الحذر من المسكرات والمخدرات

- ‌الحفاظ على الأسرة المسلمة

- ‌القيام بحقوق المسلم على أخيه المسلم

- ‌القيام بحقوق الوالدين

- ‌شباب الإسلام والقيام برسالتهم

- ‌المرأة المسلمة والحفاظ على العفاف والحشمة

- ‌الحفاظ على الصلاة وخطر التهاون بها

الفصل: ‌من مظاهر الاجتماع في عيد الأضحى

‌من مظاهر الاجتماع في عيد الأضحى

إخوة الإيمان: يعد هذا الاجتماع المهيب في هذا اليوم العظيم بآثاره الحميدة، وحِكَمه السامية، مظهراً من مظاهر الوحدة الإسلامية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الأنبياء:92] ومعلماً من معالم الأخوة الإيمانية التي جاء بها هذا الدين الإسلامي الحنيف، الذي أكمله الله وأتمه للبشرية، ورضيه لها ديناً، فلا يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].

لقد جاءت هذه الشريعة السمحة، فأشرقت على أصقاع المعمورة أنوار الإيمان، ورفرفت على أرجائها رايات العز والأمن والاطمئنان، بعد أن كانت البشرية غارقة في أوحال الشرك والوثنية، ومستنقعات الرذيلة والإباحية، وأودية البغي والظلم والجاهلية، فحمل المصطفى صلى الله عليه وسلم راية الدعوة إلى الحنيفية السمحة، فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، وكانت دعوته عليه الصلاة والسلام مرتكزة على أهم قضية على الإطلاق، وأصل القضايا باتفاق، تلكم هي قضية العقيدة وتوحيد الله جل وعلا في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، فلا إله غيره، ولا رب للناس سواه، بذلك أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36]{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ} [لقمان:30]

فمن الذي خلق العباد ورزقهم، وأمدهم بالأسماع والأبصار والعقول والأفكار إلا الله وحده؟ وما سواه من ملكٍ أو نبيٍ أو ولي أو بشرٍ أو حجرٍ أو شجر أو قبر أو ضريح أو سواه كائناً ما كان لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرا، ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا، فالعجب أن يستمرئ أناس التقرب للمخلوق الفقير الضعيف، وينسون الخالق القوي الغني:{آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل:59]{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف:39] سبحانه وتعالى عما يشرك به المشركون علواً كبيراً.

ص: 6