المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حال الناس في الدنيا - دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود - جـ ٢٢

[عبد الرحمن بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌وصايا وتوجيهات للمرأة المسلمة

- ‌حال الناس في الدنيا

- ‌القدوة في نساء الصحابة رضي الله عنهن

- ‌حقيقة الدنيا

- ‌كيفية التعامل مع الأولاد

- ‌الحذر من الهجوم الموجه ضد المرأة

- ‌الإيمان عماد التربية

- ‌وصايا نافعة

- ‌أهمية التقوى

- ‌المرأة الصالحة سراج البيت

- ‌أهمية قيام المرأة بالدعوة إلى الله

- ‌وجوب طاعة المرأة زوجها

- ‌ضرورة إصلاح المرأة علاقتها مع أهل زوجها

- ‌أهمية تعلم العلم الشرعي

- ‌خطر جهاز الدش

- ‌الأسئلة

- ‌حكم صبغة الشعر ولبس البنطال الواسع والتصوير للمرأة

- ‌حكم تكشف المرأة عند أخي زوجها

- ‌المصحف الذي على جانبيه تفسير يسير لا يخرج عن كونه مصحفاً

- ‌حكم الإحرام من جدة

- ‌خطر تعليق الصور والصليب على الملابس

- ‌حكم إظهار الوجه والكفين

- ‌حكم العمرة عن الغير

- ‌حكم صلاة النساء في مصلىً منفصل عن مصلى الرجال

- ‌كيفية التخلص من الشيطان ووسوسته

- ‌حكم نتف المرأة شعر حاجبيها ووجهها للزينة

- ‌كيفية نصيحة المرأة لزوجها

- ‌أهمية تكرار النصيحة

- ‌موقف المرأة من وجود الدش في منزلها

- ‌الميزان الذي ينظم حياة المرأة

الفصل: ‌حال الناس في الدنيا

‌حال الناس في الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيتها الأخت المسلمة! كثيراً ما يفكر الإنسان في هذه الحياة ومشاكلها وتفاوت الناس تجاهها وصراع الأمم والشعوب حولها، سواءٌ أكان صراعاً عالمياً أم صراعاً محلياً، وكل ذلك منطلقه الدنيا وما فيها من جاه أو منصب أو مال أو زينة من زينة الحياة الدنيا.

ويلتفت المرء المسلم والمرأة المسلمة إلى هذا الذي يجري من حوله فيرى عجباً! يرى الناس يتطاحنون على أمور الدنيا ويتنافسون فيها، وتتحول أخلاقهم وعلاقاتهم وارتباطاتهم -بل أحياناً قراباتهم- إلى أن تكون الموازين موازين دنيوية.

والدنيا كل إنسان يعيش فيها في كبد، كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز:{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4]، ويتساوى في ذلك المؤمنون والكفار، فكلهم يعيشون حياتهم فرحاً أياماً وحزناً أياماً، وكلهم يمرضون ويشفون، ويفرحون ويحزنون، ويغضبون ويرضون، وهذه هي سنة الحياة التي لا تتخلف؛ لأن هذه الدنيا فانية وليست باقية.

أيتها الأخت المسلمة! كنا نرى هذا عند من لا يؤمن بالله واليوم الآخر فما بالنا نراه أيضاً عند المؤمنين بالله تعالى واليوم الآخر؟! فما الفرق بين المرأة المسلمة المؤمنة بربها العابدة المصلية الخائفة لمقام ربها وبين غيرها ممن لا يؤمن بذلك كله، ولا يعمل شيئاً من ذلك كله؟ ولماذا نرى كثيراً من المسلمات حالهن شبيه بحال هؤلاء الذين لا يخافون الله ولا يرجون اليوم الآخر؟ إنه سؤال ينبغي أن تقف عنده المرأة المسلمة، فما أثر الإيمان بالله؟ وما أثر الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وما أثر الإيمان بالملائكة والكتب والنبيين؟ وما أثر الإيمان باليوم الآخر الذي لا شك فيه؟ ثم ما أثر الإيمان بالقضاء والقدر؟ وهذه هي أركان الإيمان.

ص: 2