المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم القتال من أجل الحرية وتحرير الوطن - دروس للشيخ عبد العزيز بن باز - جـ ٥

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌أهمية الجهاد في سبيل الله

- ‌الحكمة من مشروعية الجهاد

- ‌أطوار تشريع الجهاد

- ‌الأدلة على الجهاد

- ‌الأدلة من القرآن على وجوب الجهاد

- ‌الأدلة من السنة على وجوب الجهاد

- ‌فضل المجاهدين في الكتاب والسنة

- ‌أمثلة في الجهاد القائم

- ‌أهمية مجاهدة النفس حتى تستقيم لجهاد الأعداء

- ‌موقف أهل الباطل من الجهاد

- ‌الجهاد فرض كفاية

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الجهاد مع أي جماعة قامت للجهاد في سبيل الله

- ‌الجهاد فرض عين مع الاستطاعة

- ‌خطورة المعاصي على المجاهدين

- ‌حكم القتال من أجل الحرية وتحرير الوطن

- ‌حكم مجاهدة الطواغيت في البلاد الإسلامية

- ‌الجهاد فرض عين على المجاهدين

- ‌من أنواع الجهاد في سبيل الله

- ‌معنى حديث: (من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)

- ‌نصيحة إلى القائمين على الإعلام في بلاد الإسلام

- ‌مدى صحة حديث: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)

- ‌حكم أخذ المال أو الهدية من الكافر

- ‌الهدف من عدم جمع المساعدات علناً في المملكة للمجاهدين في سوريا

- ‌حكم كشف المرأة لوجهها

- ‌الوفاء بالحقوق (الأجرة)

- ‌واجب المسلمين تجاه المجاهدين في سوريا

- ‌المجوس ليسوا من أهل الكتاب

- ‌مقام المرأة حال نفاسها عند أهلها عرف يصطلح عليه

الفصل: ‌حكم القتال من أجل الحرية وتحرير الوطن

‌حكم القتال من أجل الحرية وتحرير الوطن

‌السؤال

القتال في هذه الأزمنة قتال من أجل تحرير الوطن أو الحرية، ما حكم هذا القتال، وما حكم من قاتل معهم؟

‌الجواب

القتال أنواع: أحدها وهو أعلاها: أن يقاتل لإعلاء كلمة الله وهذا هو الجهاد في سبيل الله، وهذا هو الواجب على كل من يقاتل، وإن كان يدافع عن وطنه ويريد بقتاله إعلاء كلمة الله؛ لأن إخراج وطنه من أيدي الكفرة نصر لدين الله وللمسلمين، فينوي بقتاله إعلاء كلمة الله وتوسعة رقعة بلاد المسلمين وتكثير سوادهم، ولا يقاتل لمجرد الوطن فقط، ولكن المفروض إذا قاتل دون نفسه أو دون بيته أو دون حريمه أو دون أولاده أو دون بلاده فهو مظلوم ويعتبر شهيداً، لكن ليس هو المجاهد في سبيل الله، فالمجاهد في سبيل الله هو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لكن هذا يقاتل؛ لأنه مظلوم للدفاع، فهو مظلوم شهيد إن قتل إذا كان مسلماً، ولكن إنما يكون مجاهداً له فضل المجاهدين إذا قاتل لإعلاء كلمة الله وتكون كلمة الله هي العليا.

عرفت أن الجهاد أنواع: الجهاد الذي له فضل عظيم والذي جاءت فيه الآيات والأحاديث هو الجهاد الذي يقاتل صاحبه لإعلاء كلمة الله.

وهناك أنواع من القتال والجهاد لا تكون بهذه المثابة؛ لأنه قد يقاتل لحفظ نفسه؛ لأنه اعتدي عليه فيكون شهيداً إن قتل، وقد يقاتل لأنه اعتدي على حريمه وأهله فيقاتلهم للدفاع، إن قتل فهو شهيد ومظلوم، وقد يقاتل لأنه اعتدي على ماله فيقاتل للدفاع على ماله وإن قتل فهو شهيد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال:(يا رسول الله! الرجل يأتيني يريد مالي؟ فقال: لا تعطه مالك، قال: فإن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: فإن قتلته، قال: هو في النار، قال: فإن قتلني؟ قال: فأنت شهيد) فدل على أن من يقتل مظلوماً دون ماله أو نفسه أو نسائه فهو شهيد.

وهكذا من يقاتل لإخراج الكفرة من بلاده أو لإنقاذ بلاده التي ابتليت بالكفرة، ولمساعدة جماعته على إخراجهم، فهم مظلومون، لكن لا يكون جهادهم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) هذا لون وذاك لون، المقاتل الذي له الشرف الكامل وله فضل الجهاد الكامل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو المجاهد في سبيل الله، الذي تعمه أحاديث فضل الجهاد وما وعد الله به المجاهدين، وهناك أنواع من القتال وأنواع من الجهاد يعتبر صاحبها مدافعاً ومظلوماً وشهيداً من أجل أنه مظلوم لا من أجل أنه قاتل في سبيل الله ولا أنه جاهد في سبيل الله.

ص: 16