الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم جهاد أعداء الله عز وجل
السؤال
لا شك أن عدونا يتربص بنا الدوائر، وأن الجهاد ضد هؤلاء فرض عين علينا خاصة، فما موقفنا الآن وقد استعدت هذه الجيوش لحربنا الآن؟ وما هو واجبنا نحن المسلمين نحو هذه الحرب؟ هل نجاهدهم أو نبقى نعتمد على غيرنا؟ وهل نأثم على جلوسنا، وفقكم الله؟
الجواب
الاعتماد على غير الله عز وجل كفر ومذلة وسبب سقوط هذا الإنسان من عين الله عز وجل، والله تعالى لما أنزل الملائكة ما قال للمسلمين: هذا النصر جاء، بل قال:{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [الأنفال:10]، مع أنهم ملائكة يضربون بقوة الله تعالى.
إذاً: من باب أولى أن يكونوا أناساً من البشر فضلاً عن ناس غير مسلمين يكرهون الإسلام ويكرهون بلاد الإسلام والدولة الإسلامية، فلا يعتمد على هؤلاء، وإنما هؤلاء نعتبرهم قوة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شرهم وشر من جاءوا ليحاربوه.
أما موقفك أيها المسلم! فأنت مطالب بالجهاد في سبيل الله، والدفاع عن بلاد المسلمين، فعليك أن تستعد لهم بقدر ما أوتيت من قوة، ولا مانع أن تنضم إلى المجموعة غير المسلمة في مثل هذه الظروف؛ لأن الظروف يوجد فيها عدو يطوق بلاد المسلمين، ويطوق دولة إسلامية، ويريد أن يقضي على هذا الإسلام في مهده.
ولذلك فنحن مطالبون أن ندافع عن بلاد المسلمين، لا عنها كتراب، وإنما عنها كأرض للإسلام، وكمقدسات يتجه إليها المسلمون في كل يوم خمس مرات في صلاتهم، ويحجون ويعتمرون إليها، فلابد أن نستميت في الدفاع عن هذه البلاد.
وأقول أيضاً: نحن لا نفرط بهذه الدولة، ولا نريد غيرها، وإن كان الواشون والمنافقون لربما يوقعون بيننا وبينها، فنحن لا نريد غيرها، فهي التي تحكم بشرع الله، ولكن نرجو أن تضرب بيد من حديد على هؤلاء المفسدين؛ حتى لا تفسد العلاقات بيننا وبينها؛ لأن هؤلاء المنافقين والعلمانيين إنما يريدون أن تفسد العلاقات بين المؤمنين والدولة، ثم يحدث ما يحدث من جفاء، وهذا هو أكثر ما يحدث الخلل في صفوف المسلمين.
إذاً: لابد من الدفاع، فقد يصبح الدفاع فرض عين في مثل هذه الظروف وليس فرض كفاية، وقد أجمع علماء المسلمين على أنه إذا هجم عدو من الخارج على دولة إسلامية، فإن كل واحد من هؤلاء المسلمين أصبح عليه فرض عين أن يكافح هؤلاء بقدر ما أوتي من قوة، ومن يتأخر عن ذلك فهو من الذين قال الله تعالى عنهم:{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [الأنفال:16].