المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[عدم شحن النفوس] - الأصول الشرعية عند حلول الشبهات

[صالح آل الشيخ]

الفصل: ‌[عدم شحن النفوس]

[عدم شحن النفوس]

عدم شحن النفوس مهمة دعاة الإسلام توجيه الناس إلى ما ينفعهم.

ولكن بعض الدعاة نسي المهمة الملقاة على عاتقه، فتراه في أوقات يزيد على ما قالته القنوات والإعلام، ويسير على نفس الوتيرة لجعل النفوس تغلي.

تارة باسم الولاء والبراء غير المنضبط شرعا.

وتارة باسم الدعوة للجهاد في سبيل الله - تعالى -.

وتارة كذا، وتارة كذا.

وكل هذا يشحن النفوس دون توجيه صحيح فيما ينفع الأمة ثم ينتج عن ذلك التشاحن والتفرق.

وعلى الدعاة الانتباه في كلماتهم إلى ما ينفع الناس، والحذر من شحن النفوس، وهم لا يعرفون ما ستكون الأبعاد لهذا الشحن الذي قد لا يكون منضبطا بالضابط الشرعي.

ص: 24

وإرشاد الناس، أو بيان الواقع يحصل إذا كانت النفوس خالية.

لكن إذا كانت النفوس مليئة، وهم يتابعون هذه القنوات ليل نهار، ثم يأتي الداعية أو الخطيب يزيد في اشتعالها.

فنتساءل إلى أين تريد - يا خطيب - أن يتجه الناس؟

والجواب ليس ثمة اتجاه إلا إلى زيادة ما في النفوس من اختلافات، وإلا إلى سوء الظن، وإلا إلى ترك الجماعة، فالحذر فالحذر من أن يدعو الداعية إلى مثل ما يضر الناس ولا ينفعهم.

وعلى الدعاة أن يعلموا أن ما دار بين الصحابة من حروب كعلي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه في وقعة (صفين) ، وعائشة رضي الله عنها في وقعة (الجمل) وغير ذلك فمعتقد أهل السنة والجماعة أن هذه

ص: 25

الحروب ليس الصحابة طرفا فيها، فالصحابة وجدوا أنفسهم يتقاتلون وهم لا يشعرون. والذي أشعل هذه الحروب هم الخوارج.

ذكر ذلك شيخ الإسلام، وشارح الطحاوية، وكتب العقيدة.

فسعى الخوارج بين الطرفين، سعوا هنا بشيء، وسعوا هنا بشيء آخر؛ لإعلاء ما يزعمونه حقا من رفع راية ظاهرها حق وباطنها باطل، وهي (لا حكم إلا لله) وهم لا يريدون القتال بين الصحابة، ولكن السعي الذي لم ينتبهوا إلى نتائجه أوقع الصحابة في القتال.

وقتاله الصحابة أعظم مصيبة في التاريخ الإسلامي.

وصار من عقائدنا سلامة ألسنتنا وقلوبنا من الغل، وعدم النيل ممن حصل بينهم القتال.

فإذا قيل من أشعل هذه الفتنة إذن؟

فيقال: هم الخوارج.

ص: 26