المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[أسباب الابتلاء وأنواعه] - الأصول الشرعية عند حلول الشبهات

[صالح آل الشيخ]

الفصل: ‌[أسباب الابتلاء وأنواعه]

[تمهيد الإيمان بالقضاء والقدر]

[ما يؤمن به المسلم]

تمهيد الإيمان بالقضاء والقدر يؤمن المسلم:

(1)

بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

(2)

وبأن القضاء والقدر ماضيان.

ولكن قضاء الله - جل وعلا - وقدره مرتبطان بالعلل الكونية، والعلل الشرعية.

[أسباب الابتلاء وأنواعه]

أسباب الابتلاء، وأنواعه:(1) يصيب الله - جل وعلا - أمة الإسلام بما يصيبها بسبب ذنوبها تارة، وابتلاء واختبارا تارة أخرى.

(2)

يصيب الله - جل وعلا - الأمم غير المسلمة بما يصيبها إما عقوبة لما هي عليه من مخالفة لأمر الله - جل وعلا - وإما لتكون عبرة لمن اعتبر، وإما لتكون ابتلاء للناس، وبعد ذلك الابتلاء فهل يكتب لهم النجاة أو لا؟

ص: 5

قال الله - تعالى -: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40]

وهذا في العقوبات التي أصيبت بها الأمم، العقوبات الاستئصالية العامة، والعقوبات التي يكون فيها نكاية، أو يكون فيها إصابة لهم.

(3)

تصاب الأمة بأن يبتليها الله عز وجل بالتفرق فرقا، بأن تكون أحزابا وشيعا، لأنها تركت أمر الله - جل وعلا -.

(4)

تصاب الأمة بالابتلاء بسبب بغي بعضهم على بعض، وعدم رجوعهم إلى العلم العظيم الذي أنزله الله - جل وعلا -.

قال الله - تعالى - فيما قصه علينا من خبر الأمم الذين مضوا قبلنا: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [آل عمران: 19]

ص: 6

وقال - سبحانه -: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 4]

عند أهل الكتاب العلم النافع، ولكن تفرقوا بسبب بغي بعضهم على بعض، وعدم رجوعهم إلى هذا العلم العظيم الذي أنزله الله - جل وعلا -، تفرقوا في العمل، وتركوا بعضه.

(5)

يصاب قوم بالابتلاء بسبب وجود زيغ في قلوبهم، فيتبعون المتشابه.

قال الله - جل وعلا - في شأنهم: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7]

فليس وجود المتشابه سببا في الزيغ، ولكن الزيغ موجود أولا في النفوس.

فالله - سبحانه - أثبت وجود الزيغ في القلوب أولا، ثم اتباع المتشابه ثانيا، وقد جاءت (الفاء) في قوله - جل وعلا -:{فَيَتَّبِعُونَ} [آل عمران: 7] لإفادة الترتيب والتعقيب.

ص: 7