المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مفاصلة عمر الفاروق للكفر وأهله - دروس للشيخ علي القرني - جـ ٣٧

[علي القرني]

فهرس الكتاب

- ‌السماء والسماوة

- ‌سمو ماضينا وسماوة حاضرنا

- ‌حقيقة سماوة حاضرنا

- ‌سمو ماضينا وأسرار السمو

- ‌توحيد مصدر التلقي عند الجيل الأول

- ‌مصدر التلقي عند عمر بن الخطاب

- ‌تربية النبي صلى الله عليه وسلم للجيل الأول

- ‌سماوة الجيل الحاضر ومصدر التلقي

- ‌العمل بالكتاب والسنة عند الجيل الأول

- ‌تطبيق الكتاب والسنة عند السعدين

- ‌العمل بالكتاب والسنة عند الصديق

- ‌تطبيق الكتاب والسنة عند نساء الصحابة

- ‌تطبيق السنة عند ابن رواحة

- ‌أبو طلحة وتطبيقه لكتاب الله

- ‌تطبيق السنة عند الشافعي وأحمد

- ‌تطبيق الوحي عند الأجيال المتأخرة

- ‌صدق التميز والمفاصلة مع الكفر وأهله عند الجيل الأول

- ‌مفاصلة عمر الفاروق للكفر وأهله

- ‌ثمامة بن أثال ومفاصلته للكفر وأهله

- ‌التميز والمفاصلة عند الجيل الحاضر

- ‌معرفة المنهج الصحيح لمنزلة الدنيا من الآخرة عند الجيل الأول

- ‌حقيقة الدنيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو عقيل الأنصاري وإيثاره الآخرة على الدنيا

- ‌حقارة الدنيا عند عبادة بن الصامت

- ‌الجيل الحاضر واغتراره بالدنيا

- ‌عزة وشجاعة الجيل الأول

- ‌عزة يزيد بن معاوية أمام قيصر

- ‌عزة أبي يوسف المراكشي أمام ملك كستانة

- ‌نصائح وتوجيهات إلى أفراد جيل هذا الزمان

الفصل: ‌مفاصلة عمر الفاروق للكفر وأهله

‌مفاصلة عمر الفاروق للكفر وأهله

لما أسلم عمر رضي الله عنه وأرضاه قال المشركون: [[صبأت، فقال عمر: كذبتم! ولكني أسلمت وصدَّقت، فثاروا إليه، فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، وأعيى من التعب فقعد، فقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم! أحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا]]، وحاله:{إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} [هود:54 - 55].

لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا

الله يعلم أنا لا نحبكمُ ولا نلومكمُ ألا تحبونا

كلٌ له نية في بغض صاحبه بالله نبغضكم دوماً وتقلونا

الله أكبر! ما كان بين إسلامه رضي الله عنه وبين أن قاتلهم وقاتلوه، وقال:[[افعلوا ما بدا لكم]] إلا سويعات عديدة، وحاله:

إذا كان قلبي لا يغار لدينه فما هو لي قلب ولا أنا صاحبه

إنه التميز والمفاصلة الحاسمة مع الباطل وأهله، ورفض الالتقاء في منتصف الطريق.

إنه الفاروق الذي جاءه أبو سفيان من أشراف قومه ليشفع له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شد عقد الحديبية، فقال له ببراء من أعداء الله:[[أنا أشفع لكم؟! والله الذي لا إله إلا هو لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به]] حاله: كان العيش معهم والشفاعة لهم ممكنة.

ولكنهم ركبوا مسلكاً يحيد عن الجسد المشرقِ

وقد ولي الأمر منهم رجالٌ يخالف منطقهم منطقي

نأوا عن هدى الله في نهجهم وساروا وسرتُ فلم نلتقِ

إنه على بصيرة من دينه واثق بمنهجه موقن برسالته لو شك الناس -جميعًا- في الحق ما شك فيه؛ لأنه يفترض أنه خلق وحده، وكلف بالحق وحده، وسيحاسب عليه وحده.

وعلى مقادير الرجال فعالهم قطع المهند تابعٌ لحديدهِ

ص: 18