المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فتح عمر رضي الله عنه قناة بين النيل والبحر الأحمر - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ١٢٥

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌السيرة العمرية [3]

- ‌تولية أبي بكر رضي الله عنه عمر من بعده

- ‌مباشرة عمر رضي الله عنه للمسئولية بنفسه

- ‌موقف عمر رضي الله عنه مع رعيته عام الرمادة

- ‌توجيه عمر رضي الله عنه وإرشاده للأمة

- ‌حب عمر رضي الله عنه لنقد الناس ونصيحتهم له

- ‌مسئولية عمر المالية ومنهجه في ذلك

- ‌بغض عمر رضي الله عنه للمداهنة والمجاملة

- ‌منهج عمر رضي الله عنه في تولية القضاة ومحاسبتهم

- ‌اتخاذ عمر رضي الله عنه مبدأ الإشراف والمراقبة والمتابعة لعماله

- ‌عمر رضي الله عنه والتنمية

- ‌عدالة عمر رضي الله عنه

- ‌تثبيت عمر رضي الله عنه لأصل الشورى في حياة المسلمين

- ‌الفتوحات في عهد عمر رضي الله عنه

- ‌موقف عمر رضي الله عنه من الأراضي التي ملكها المسلمون بعد فتحها

- ‌إحياء عمر رضي الله عنه للأرض الموات

- ‌حث عمر رضي الله عنه على مبدأ العمل والصنعة والحرفة

- ‌إعمار عمر رضي الله عنه للمدن وتخطيطه لها

- ‌فتح عمر رضي الله عنه قناة بين النيل والبحر الأحمر

- ‌انتشار الرخاء في عهد عمر رضي الله عنه

- ‌العدالة العمرية

- ‌مزايا عدالة عمر رضي الله عنه

- ‌تقرير عمر رضي الله عنه وترسيخه لمنهج العدل

الفصل: ‌فتح عمر رضي الله عنه قناة بين النيل والبحر الأحمر

‌فتح عمر رضي الله عنه قناة بين النيل والبحر الأحمر

كان عمر ينظر أيضاً إلى أمور عجيبة دقيقة، فقد كتب إلى عمرو بن العاص واستدعاه هو وجماعته من أهل مصر، فلما جاء قال عمر رضي الله عنه:(إن مصر بلد كثيرة الخير والطعام، ولقد ألقي في روعي الرفق بأهل الحرمين والتوسيع عليهم حين فتح الله عليهم مصر وجعلها قوة لهم، ورأيت أن أحفر خليجاً من نيلها حتى يسيل في البحر؛ فهو أسهل لما نريد من حمل الطعام إلى المدينة ومكة، فاذهب يا عمرو! وشاور أصحابك)، يريد أن يفتح القناة بين النيل والبحر الأحمر؛ ليسهل الطريق، فذهب عمرو إلى أهل مصر يستشيرهم فخاف أهل مصر أن يضر ذلك بنيلهم وبشربهم وبزراعتهم، فقالوا: نخشى ذلك، فعظم الأمر على أمير المؤمنين يا عمرو! يعني: اجعله عظيماً وخطيراً حتى يصرف النظر عنه، فجاء عمرو إلى عمر رضي الله عنه يعظم له الأمر، ويهوله عليه، فقال عمر -وله فراسة-:(كأني بك يا عمرو! ذهبت إلى أهل مصر فقالوا: نخشى على مائنا وزرعنا، فعظم الأمر لأمير المؤمنين، قال: والله إنه لكما قلت يا أمير المؤمنين! قال عمر: فامض لما أمرتك فاحفر الخليج، فلا يأتين قابل إلا وقد فرغت منه)، فكان كما كان، فما أتى عام إلا وقد جرت السفن فيما بين النيل والبحر الأحمر كما ذكر أهل التاريخ والسير.

وهكذا كان عمر رضي الله عنه يجهد للأمة، فدون الدواوين، وأنشأ النظم الإدارية الحديثة، ورعى الأمة بسياسة حكيمة، فعم الرخاء والنوال، وهكذا يكون كل من سار على منهج الإسلام، والتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ورأى العدالة والحرية والمساواة وأخذ بالشورى كما كان عمر رضي الله عنه.

فالله نسأل أن يجدد في أمتنا سيرة عمر رضي الله عنه، وأن ينهج بنا نهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 19