المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المقارنة بين خطر الديمقراطية الغربية والقومية العربية - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٤٥

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌الحرب بين الحقائق والمبادئ والمواقف

- ‌دور المنبر

- ‌حقائق حرب الغرب على العراق

- ‌مخالفة الدول المحاربة للعراق وأفغانستان للقوانين والأعراف الدولية

- ‌الغرب والديمقراطية المزعومة

- ‌مخالفة الغرب للديمقراطية

- ‌حقيقة الديمقراطية التي يريدها الغرب في الإسلام

- ‌حقيقة الديمقراطية التي يريدها الغرب في الإسلام

- ‌بغي الغرب واستعلاؤهم وعدوانهم على بقية الأمم والشعوب

- ‌حقيقة حزب البعث

- ‌المقارنة بين خطر الديمقراطية الغربية والقومية العربية

- ‌ذكر بعض المبادئ الثابتة التي تراعى في النظر إلى الأوضاع الحربية

- ‌وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة

- ‌وجوب مراعاة مصالح الأمة الإسلامية

- ‌أهمية النظر إلى مآلات الأمور

- ‌شمولية القرآن الكريم

- ‌بعض المواقف والأحكام التي تجب معرفتها

- ‌حكم مظاهرة ومعاونة أعداء الإسلام

- ‌وجوب جهاد الكفار الغزاة

- ‌خدمة الحرب على العراق لليهود الغاصبين في أرض فلسطين

- ‌توجيهات مهمة للمسلمين في ظروف الحرب

- ‌وجوب الصدق في التوبة والعودة إلى الله عز وجل

- ‌أهمية الحذر من الإرجافات والشائعات

- ‌وجوب الوحدة والحذر من الفرقة

- ‌الاعتصام بالكتاب والسنة مصدر العزة والكرامة

الفصل: ‌المقارنة بين خطر الديمقراطية الغربية والقومية العربية

‌المقارنة بين خطر الديمقراطية الغربية والقومية العربية

فإذا عرفنا هذه الحقائق اعتدلت النظرات، ولم نكن إما مع هؤلاء أو مع هؤلاء، بل نحن مع المبدأ والحق الذي ينبغي أن يكون، ولابد أن نعرف المفاسد والمصالح وأوزانها ومقاديرها.

فإن ديمقراطية أمريكا مسح لأصول ديننا من جذورها، وتغيير لمقومات مجتمعاتنا من أساسها، وانحراف تريد أن تشيعه كما هو شائع عندها وعند مثيلاتها، فهم يريدون دوماً أن يكون في بلادنا مثل الذي في بلادهم مما يزعمونه من حرية المرأة، وحرية الأديان، وانفتاح الفكر والمناهج؛ ليهدموا كل ما هو أصيل في حقوقنا.

وأستحضرها هنا مقالات جاهلية وإسلامية تبين لنا أموراً ينبغي معرفتها: في وقعة حنين كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم بعض مسلمة الفتح، وكان في أول المعركة ما كان من جولة كانت على المسلمين، وإذا بـ صفوان بن أمية وهو حديث عهد بإسلام يضطرب أمره، ويأتيه من يقول: بطل سحر محمد، فلنكن مع القوم الغالبين، فقال وهو إذ ذاك في أول إسلامه: لئن يربني رجل من قريش خير من أن يربني رجل من ثقيف أو هوازن.

أي: إن حكم محمد بالنسبة لهم وهو من قريش، أولى عندهم من أن يكون المتسلط عليهم أجنبياً أنأى وأبعد.

وقالها ابن عباد يوم جاء ابن تاشفين في أواخر عهد الأندلس لينصر أهل الإسلام، فقيل له: يا ابن عباد! إن انتصر ابن تاشفين أخذ ملكك، فقال: لأن أكون ذنباً في الحق أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل! ولا بد أن يعي المسلمون مواقفهم، وأن يزنوا كلماتهم، وأن يعرفوا مبادئهم، فـ المعتمد بن عباد يقول: لأن أكون ذنباً في الحق أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل.

وحسبك بها كلمة قالها في ظرف عصيب؛ وكان ملكه مهدداً، وكانت دولته إلى زوال، لكنه آثر أهل الإسلام والإيمان، وآثر أن يكون ذيلاً في الحق على أن يكون رأساً في الباطل.

هذه بعض الحقائق.

ص: 11