المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خدمة الحرب على العراق لليهود الغاصبين في أرض فلسطين - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٤٥

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌الحرب بين الحقائق والمبادئ والمواقف

- ‌دور المنبر

- ‌حقائق حرب الغرب على العراق

- ‌مخالفة الدول المحاربة للعراق وأفغانستان للقوانين والأعراف الدولية

- ‌الغرب والديمقراطية المزعومة

- ‌مخالفة الغرب للديمقراطية

- ‌حقيقة الديمقراطية التي يريدها الغرب في الإسلام

- ‌حقيقة الديمقراطية التي يريدها الغرب في الإسلام

- ‌بغي الغرب واستعلاؤهم وعدوانهم على بقية الأمم والشعوب

- ‌حقيقة حزب البعث

- ‌المقارنة بين خطر الديمقراطية الغربية والقومية العربية

- ‌ذكر بعض المبادئ الثابتة التي تراعى في النظر إلى الأوضاع الحربية

- ‌وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة

- ‌وجوب مراعاة مصالح الأمة الإسلامية

- ‌أهمية النظر إلى مآلات الأمور

- ‌شمولية القرآن الكريم

- ‌بعض المواقف والأحكام التي تجب معرفتها

- ‌حكم مظاهرة ومعاونة أعداء الإسلام

- ‌وجوب جهاد الكفار الغزاة

- ‌خدمة الحرب على العراق لليهود الغاصبين في أرض فلسطين

- ‌توجيهات مهمة للمسلمين في ظروف الحرب

- ‌وجوب الصدق في التوبة والعودة إلى الله عز وجل

- ‌أهمية الحذر من الإرجافات والشائعات

- ‌وجوب الوحدة والحذر من الفرقة

- ‌الاعتصام بالكتاب والسنة مصدر العزة والكرامة

الفصل: ‌خدمة الحرب على العراق لليهود الغاصبين في أرض فلسطين

‌خدمة الحرب على العراق لليهود الغاصبين في أرض فلسطين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.

أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه.

وإن هذه الحرب الدائرة والأعمال الجائرة ينبغي ألا تغفلنا أو تنسينا صلتها الأساسية في انبعاثها وأسبابها وفي مآلاتهها وغاياتها بقضية الإسلام والمسلمين الأولى في أرض فلسطين، فلا يخفى على كل عاقل أن هذا كله في مصلحة اليهود الغاصبين، بل إنه من أساسه وانبعاثه إنما كان لأجلهم ولأجل تمكينهم، ولأجل بقائهم على قوتهم ومعهم الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وهم الذين يرفضون التوقيع على الاتفاقيات، ولم يصل إليهم أحد من التفتيش، ولم يذكر أحد أنهم يحتاجون إلى تفتيش.

وهذه الحرب من أهدافها أن ينشغل الناس، ويمكن لليهود من انتهاز الفرصة وقيامهم بأمور قد يكون فيها تهجير وضرب وترحيل لإخواننا المسلمين من أرض فلسطين، وغير ذلك مما هو معلوم.

ونحن نعلم أنه خلال شهر قتل اليهود سبعة وثمانين من إخواننا في فلسطين ولا أحد يتكلم، ولا أحد يذكر شيئاً، ونعرف ما عندهم من الجرائم والمخالفات للقوانين الدولية ولقرارات مجالس الأمن وغير ذلك، وما التمكن من العراق إلا طريق لزيادة تمكينهم، وزيادة إضعاف قوة العرب والمسلمين، والإرهاب والخلخلة لأوضاع المجتمعات والدول العربية والإسلامية بما يجعلها مضطربة حائرة، أو خائفة مترددة، أو مستسلمة ذليلة، حتى لا يبقى هناك أي قدرة على مواجهة أولئك اليهود الغاصبين، ويكون ذلك مزيداً من القوة والتمكين لهم على حساب الإسلام والمسلمين.

ولو أننا تمعنا لعرفنا الروابط، ولرأيناها واضحة جلية، ولذلك نحن نعلم قول الله عز وجل:{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض} [المائدة:51]، وقد بين الله عز وجل لنا أنهم:{لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً} [التوبة:10]، ونحن نعلم قول الله جل وعلا:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82]، كل ذلك مما ينبغي ألا نغفل عنه ولا ننساه، ولا نغفل عما يجري هناك، فإنه مركز الدائرة وقطب الرحا ونقطة الالتقاء والصراع الحقيقي، وكل الطرق تؤدي إلى روما كما يقولون، وأزعم أن كل القضايا التي تحاك ضد المسلمين لها من قريب أو بعيد صلة بالمواجهة الحقيقية الشاملة بين الإسلام وأعدائه في أرض الإسراء.

ص: 20