المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نتعلم من الصحابة اليقين بصدق كلام رسول الله - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ١٦١

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌ماذا نستفيد من الجيل الفريد

- ‌مقدمة عن الصحابة رضوان الله عليهم

- ‌تعريف الصحابي

- ‌عدد الرواة من الصحابة

- ‌الصحابة في الفتوى

- ‌فضل الصحابة في الكتاب والسنة

- ‌فضل الصحابة في القرآن

- ‌وصف الصحابة في السنة النبوية

- ‌العلماء الجهابذة وعقيدتهم في الصحابة

- ‌الحسن البصري يصف الصحابة

- ‌أيوب السختياني وعقيدته في الصحابة

- ‌قول الطحاوي في الصحابة

- ‌قول الإمام أحمد بن حنبل في الصحابة

- ‌قول أبي زرعة في الصحابة

- ‌ابن القيم ووصفه للصحابة

- ‌الصحابة وسبب قوة إيمانهم

- ‌الصحابة فتحت لهم الأمصار

- ‌فضائل لبعض الصحابة دون غيرهم

- ‌منزلة عبد الله بن حرام

- ‌أبي بن كعب سيد القراء

- ‌الصحابة والخلافة

- ‌حرص التابعين على الاستفادة من الصحابة

- ‌يزيد بن حيان يذهب إلى زيد بن أرقم

- ‌عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ورؤية أبي اليسر

- ‌معاوية بن قرة ولقاؤه بمعقل المزني

- ‌الصحابة وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌عمرو بن العاص وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حب غلمان الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصحابة وفداؤهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم

- ‌سرعة استجابة الصحابة لأمر الله ورسوله

- ‌معقل بن يسار وسرعة استجابته لأمر الله

- ‌أبو بكر وسرعة تنفيذه لأمر الله

- ‌نتعلم من الصحابة الصدق

- ‌نتعلم من الصحابة اليقين بصدق كلام رسول الله

- ‌تحمل الصحابة للغربة والعذاب في سبيل الله

- ‌تحمل الصحابة للفقر في سبيل الله

- ‌الصحابة تركوا الدنيا لطلب العلم

- ‌أبو هريرة وطلبه للعلم

- ‌الشجاعة عند الصحابة

- ‌حمزة بن عبد المطلب وشجاعته

- ‌الزبير وشجاعته في اليرموك

- ‌تسخير الطاقات عند الصحابة لنصرة الدين

- ‌زيد بن ثابت يتعلم السريانية لخدمة دين الله

- ‌استشعار المسئولية عند الصحابة

- ‌أمور أخرى نتعلمها من الصحابة

- ‌الإيثار

- ‌التراحم بينهم

- ‌الأسئلة

- ‌كتب في فضائل الصحابة

- ‌السؤال عن الفتن التي جرت بين الصحابة

- ‌حكم التسمي بأسماء الصحابة

- ‌عوامل تساعد على الاستيقاظ لصلاة الفجر

- ‌حكم فتح القرآن

- ‌حكم الحلف بالقرآن

- ‌مسألة في الحج

- ‌مسألة في العقيقة

- ‌حكم تطليق المرأة وهي حامل

- ‌استئجار السيارات المنتهي بالتمليك

- ‌أمين هذه الأمة

- ‌حكم استخدام الطبل

الفصل: ‌نتعلم من الصحابة اليقين بصدق كلام رسول الله

‌نتعلم من الصحابة اليقين بصدق كلام رسول الله

كيف كان يقينهم بكلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ اليقين درجة عالية، (عندما يرسل النبي صلى الله عليه وسلم علياً والزبير وأبا مرثد ليأتوا بالخطاب الذي أرسله حاطب مع المرأة، ويفتشوها التفتيش الأولي، فلا يجدون شيئاً، ويقولون لـ علي: ما وجدنا شيئاً -فماذا قالوا للمرأة؟ - قالوا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب، أو لنجردنك، فلما رأت الجد، أهوت إلى حجزتها وأخرجت الكتاب) والقصة في الصحيح، ذهبوا متيقنين بصدق النبي عليه الصلاة والسلام.

وكثير من الأحاديث وردت سواء في علاج الأمراض، أو في أشياء، فما دام النبي عليه الصلاة والسلام قالها، يعني: قطعاً أنها حق، وبعض الناس ينقصهم اليقين بكلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه قصة لطيفة عن عائشة رضي الله عنها: (دخل النبي عليه الصلاة والسلام على عائشة بأسير -أي: لتبقيه عندها ولا يهرب- قالت عائشة: فلهوت عنه) -لعلها كانت حديثة السن- (فذهب، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما فعل الأسير؟ قالت: لهوت عنه مع النسوة فخرج، فقال: ما لك قطع الله يدك -أو يديك؟ - فخرج، فآذن به الناس، فطلبوه، فجاءوا به) -ألقي القبض عليه- (فدخل عليَّ -تقول عائشة - وأنا أقلب يدي، فقال: ما لك أجننت؟ قلت: دعوت عليَّ فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطع) -من يقين عائشة تقول: هذه أو هذه متى ستسقط- (فحمد الله وأثنى عليه، ورفع يديه، وقال: اللهم إني بشرٌ أغضب كما يغضب البشر، فأيما مؤمنٍ أو مؤمنة دعوت عليه، فاجعله له زكاةً وطهوراً) رواه أحمد، وهو حديثٌ صحيحٌ.

فإذاً: النبي عليه الصلاة والسلام إذا دعا على أحَدَ من المؤمنين، فدعوته هذه خصوصية، دعوته عليه تكون بركة ورحمة وخيراً لهذا الرجل المسلم، ولو قال: ثكلتك أمك، أو تربت يداك أو أي دعوة، وهي في الأصل من كلام العرب لا يقصدون بها حقيقتها بالتصديق بكلامه عليه الصلاة والسلام، والالتزام بكلامه كان قائماً بين الصحابة، وليس فقط على مستوى الأفراد، بل على مستوى المجتمع.

وقصة كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه: لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن الكلام مع الثلاثة لما تخلفوا، قال كعب:[فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف] كل المجتمع قاطع بلا استثناء.

وقال له المقداد يوم بدر: (يا رسول الله! إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ((فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)) [المائدة:24] لكن امض ونحن معك، امض نقاتل عن يمينك وعن يسارك، ومن بين يديك ومن خلفك حتى تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم.

إذاً: الالتزام جماعي، الالتزام قائم، ولذلك انتصروا، والحديث في صحيح البخاري وأحمد.

ص: 34