المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فتاة تشكو الانتكاس - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ١٩٨

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌بين الهداية والانتكاس

- ‌مقدمة في الهداية وفضلها

- ‌هداية النفس تزكيتها

- ‌أسباب الهداية

- ‌أناس عادوا إلى الله

- ‌جبير بن مطعم وكيف اهتدى

- ‌زاذان وسبب هدايته

- ‌القعنبي

- ‌الفضيل بن عياض

- ‌توبة لص في بيت مالك بن دينار

- ‌معوقات الهداية

- ‌الاحتجاج بالمشيئة

- ‌تكرار الوقوع في المعصية

- ‌القنوط من رحمة الله

- ‌النظرة الخاطئة للالتزام

- ‌التسويف

- ‌ربط الالتزام بأشياء أخرى

- ‌الاحتجاج بواقع بعض الملتزمين

- ‌اعتقاد أن النية الطيبة وحدها تكفي

- ‌النظر إلى من هو دونه في الالتزام

- ‌النظر إلى المكاسب والمغانم الدنيوية

- ‌حب التحرر وعدم التقيد

- ‌الخوف من اضطهاد المجتمع والأهل وأذيتهم

- ‌الانتكاس

- ‌رسالة من شاب منتكس

- ‌فتاة تشكو الانتكاس

- ‌رسالة من داعية يشكو كثرة المنتكسين

- ‌انتكاس شاب عمره خمس عشرة سنة

- ‌أسباب الانتكاس

- ‌عدم معرفة الدين كاملاً يسبب الانتكاس

- ‌خطأ الاقتداء والتعلق بغير المنهج الإسلامي

- ‌سلوك طريق الهداية لأغراض فانية

- ‌عدم التخلص من شوائب الماضي

- ‌عدم الإكثار من سماع المواعظ

- ‌الانعزال عن الرفقة الصالحة

- ‌الآفات القلبية سبب للانتكاس

- ‌الشعور بالكمال سبب في الانتكاس

- ‌عدم هجر قرناء السوء

- ‌الاشتغال بالدنيا

- ‌السفر إلى بلاد الكفار

الفصل: ‌فتاة تشكو الانتكاس

‌فتاة تشكو الانتكاس

وهذه رسالة من فتاةٍ تقول: كنتُ أعيش في هذه الدنيا في طاعة الله، وأصلي وأتصدق وأذكر الله عز وجل، وكنتُ أقوم بأعمالٍ كثيرة من الطاعات، ولكن الآن انقلب أمري رأساً على عقب، فصرتُ لا أصلي وأكره الصلاة، وقطعت رحمي ونسيتُ أهلي وتشاحنت مع أخواتي على دنيا فانية، واغتبت أختي، وكذلك فإنني الآن حزينة على نفسي أشد الحزن، ولا أدري كيف لا أعود عن خطئي، وأنا الآن غافلة وتراودني المشاعر للتوبة الصادقة، ولقد ظلمت نفسي وضيعتها وأهويتُ بها في الجحيم كل ذلك حدث خلال سنةٍ واحدة، أقطع الصلوات، وصيامي عن الطعام والشراب فقط، كنتُ أقسم مصروف المدرسة بيني وبين الصدقة، والآن لا أخرج شيئاً، وإن سألتني عن لساني فلقد اتخذت الكذب هواية، والغيبة فاكهة، والنميمة وسيلة لأعيش بها، والشتائم والمسبات صارت روتيناً دارجاً لا أستطيع تركه، وإن سألت عما أرى فإنني أرى الأفلام ولا أغض بصري، وأسهر على المسلسلات، وأذني لسماع الموسيقى والأغاني، والحسد قائم، وأنا عاقةٌ لوالدي، وأهملت حتى في الدراسة إلى آخر هذه الرسالة الطويلة.

ورسالة أخرى من شاب من المغرب يقول: كنتُ في بيتٍ تربيت فيه تربية دينية وأحافظ على الصلوات منذُ الصغر، وأرافق والدي إلى المسجد وأنا ابن ثلاث سنين، وأتقنت كل العبادات، وأحسست برضا الله ورضا الناس، وكنت الوحيد الذي يدخل المسجد في سن مبكرة كسني، وكانت تلك السنوات أحسنها ما في تاريخ ميلادي، لكن ما أن وصلت إلى سن المراهقة بدأت أتأخر في صفوف المصلين، وفجأةً انقطعت عن الصلوات، ورافقت أصدقاء السوء من حولي، وفارقت بلدي للدارسة فانقطعت عن أهلي ووالدتي، وتولد عندي مرضان خبيثان، مرض حب المال وحب الشهوة! واستعملت ذلك فيما حرم الله ووقعت على الأخص في فواحش الزنا واللواط حتى بالحيوانات والسرقة من الأسرة، وأكل أموال أصحاب الدين، والغش وإلى آخره.

وعرضتُ عن كتاب الله، وانكببت على قراءة الكتب الخليعة ومشاهدة أفلام الجنس، ولم أعمل بأحكام كتاب الله، مع العلم أنني أعرفها تمام المعرفة، وأعرف الفرق بين الحلال والحرام، والمكروه والمستحب، كلما تذكرت ذلك يحترق قلبي ألماً وحزناً حتى دراستي التي كنتُ متفوقاً فيها أصبحت في هذه السنة أنفر منها إلى آخر الرسالة الطويلة.

ص: 26