المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية الحفظ في طلب العلم - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٢

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌طالب العلم والحفظ

- ‌الحفظ نعمة وعبادة

- ‌ماهية الحفظ وميزاته

- ‌أهمية الحفظ في طلب العلم

- ‌الأمور المساعدة على الحفظ

- ‌تكرار المحفوظ

- ‌مذاكرة المحفوظات مع الإخوان

- ‌العمل بالمحفوظ

- ‌تعليم العلم

- ‌المداومة على الحفظ ولو على القليل

- ‌إخلاص النية

- ‌الصلاح وترك المحرمات

- ‌فعل الطاعات

- ‌التقلل من الدنيا

- ‌الحجامة

- ‌الأدعية والأذكار

- ‌رفع الصوت بالقراءة

- ‌التمهل في القراءة

- ‌حسن الاستماع لما يراد حفظه

- ‌عدم إرهاق النفس وإملالها وحملها على ما لا تطيق

- ‌التدرج والاقتصاد

- ‌الاهتمام بالغذاء المناسب

- ‌السعي للتذكر

- ‌وظائف طالب العلم

- ‌أوقات الحفظ

- ‌أماكن الحفظ

- ‌أبحاث متعلقة بالذاكرة

- ‌أولويات الحفظ

- ‌من أخبار الحفاظ

- ‌أبو هريرة رضي الله عنه

- ‌الإمام البخاري رحمه الله

- ‌أحمد بن حنبل رحمه الله

- ‌إسحاق بن راهويه رحمه الله

- ‌بكر بن محمد الحنفي رحمه الله

- ‌سليمان بن داود الطيالسي رحمه الله

- ‌سفيان الثوري رحمه الله

- ‌الشعبي رحمه الله

- ‌عبد الله بن أبي داود السجستاني رحمه الله

- ‌أبو زرعة رحمه الله

- ‌أبو عبد الله الختلي رحمه الله

- ‌الحافظ الدارقطني رحمه الله

- ‌الجعابي رحمه الله

الفصل: ‌أهمية الحفظ في طلب العلم

‌أهمية الحفظ في طلب العلم

ينبغي لطالب العلم أن يكون جُل همته مصروفاً إلى الحفظ والإعادة، فلو صح صرف الزمان إلى ذلك كان الأولى، أهم شيء لطالب العلم أن يحفظ، غير أن البدن مطية، وإجهاد السير مظنة الانقطاع، وكان الخليل بن أحمد رحمه الله يقول مبيناً أهمية الحفظ لطالب العلم: الاحتفاظ بما في صدرك أولى من حفظ ما في كتابك، واجعل كتابك رأس مالك، وما في صدرك للنفقة.

وقال عبد الرزاق رحمه الله: كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علماً.

لأن الصفحات والكتب التي فيها ذكر الله لا يُمكن أن تدخل الحمام، لكن الحفظ الذي يكون في صدر الحافظ يذهب معه في كل مكان.

وقال هبة الله البغدادي:

علمي معي أينما همت يتبعني بطني وعاء له لا بطن صندوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق

وقال عبيد الله الصيرفي:

ليس بعلم ما حوى القمطر ما العلم إلا ما حواه الصدر

وقال ابن شديد الأزدي:

أأشهد بالجهل في مجلس وعلمي في البيت مستودع

إذا لم تكن حافظاً واعياً فجمعك للكتب لا ينفع

فبعض الناس يكثرون من شراء الكتب، وترى كثيراً من الشباب إذا صارت الفرصة في معارض الكتاب اشتروا الكتب، وهذا أمر مهم لا يمكن التزهيد فيه؛ أن يحوي المراجع عنده، ويشتري من الأمهات والكتب المهمة والرسائل النافعة ما يعينه على الطلب والبحث، ولكن الأهم من هذا كله هو الحفظ.

وبعض الأغبياء يهونون من أمر الحفظ، فإذا رأوا شخصاً حفظ صحيح البخاري مثلاً، قالوا: وماذا استفادت الأمة لما زادت نسخه من صحيح البخاري؟ فهؤلاء ما علموا أهمية الحفظ ولا علموا فائدته.

الحفظ: هو الذي يجعل العلم في صدرك فتستفيد منه، فإذا احتجت إليه كان معك؛ في تعليم، وفي دعوة، وفي نصيحة وفي فتوى، حتى في تحضير الدروس، وعدد من العلماء الكبار لا يحضرون الدروس؛ لأن العلم في صدورهم محفوظ، ومن العلماء المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، لم يكن يحضر دروسه مطلقاً؛ لأن العلم في صدره مستودع، ومتى احتاجه وجده، فلو كان في سفر ليس معه مكتبته ولا مراجع فعنده العلم في صدره.

ص: 4