المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معرفة الحقوق الزوجية - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٣٤

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب المسلم على عتبة الزواج [1، 2]

- ‌وقفات مع الزواج

- ‌بعض فوائد النكاح

- ‌الحث على الزواج في الكتاب والسنة

- ‌حكم التبتل (الاختصاء)

- ‌حرص السلف على الزواج

- ‌فوائد نكاح صاحبة الدِّين

- ‌نكاح البكر

- ‌الحث على الزواج بالمرأة الولود الودود

- ‌شروط غير معقولة عند طلب الزوجة

- ‌كيفية البحث عن الزوجة

- ‌مسألة البحث عن زوج للأخت

- ‌الحث على السعي في التوسط في تزويج الشباب

- ‌النظر في أهل الزوجة

- ‌الاستعداد للزواج أمر مطلوب

- ‌التغافل عن أخطاء الزوجة من بداية الأمر

- ‌الوضوح عند الزواج

- ‌مسألة العيوب الموجودة في الزوجين

- ‌معرفة الحقوق الزوجية

- ‌النظر إلى المخطوبة

- ‌تحريم المواعدة السرية بين الرجل والمرأة

- ‌الخطبة على خطبة الأخ

- ‌أمور ينبغي مراعاتها عند بداية الزواج

- ‌ملاطفة الزوجة عند البناء بها

- ‌الدعاء بالبركة للزوجة عند الدخول عليها

- ‌الصلاة مع الزوجة ركعتين

- ‌الوليمة للعرس

- ‌مقاومة الزوجين للمنكرات التي تحدث في الأعراس

- ‌تحكيم شرع الله عند اختلاف الزوجين

- ‌عدم التهاون في المنكرات

- ‌الأسئلة

- ‌حكم تزويج المرأة قسراً

- ‌وجوب تفرغ الزوج لأهله بعض الأوقات

- ‌مسألة في الاستمتاع بالزوجة

- ‌حكم الشك في الزوجة

- ‌حكم قراءة الكتب الجنسية

- ‌حكم مسألة زواج المرأة بخالها

- ‌حكم إعادة صلاة الاستخارة

- ‌حكم شراء شيء بالتقسيط وبيعه نقداً

- ‌حكم دراسة القوانين الوضعية

- ‌حكم الكشف الطبي قبل الزواج

- ‌الزواج بالمرأة غير الملتزمة

- ‌حكم تكلف الهدايا لأهل الزوجة

- ‌الزواج بالمرأة قبل بلوغها

- ‌مدى تأثير الزواج على الناحية النفسية

- ‌الفرق بين الأرحام والأقارب

- ‌الزواج بامرأة ثيب وهي صالحة وتقية

- ‌حكم زواج المرأة بدون ولي

- ‌حكم تفضيل البكر على الثيب

- ‌إثم الأب إذا لم يزوج ابنه وعنده استطاعة

- ‌حكم الاقتراض من بنك ربوي لغرض الزواج

- ‌معنى الاختصاء

- ‌حكم صلاة الرجل في ملابس النوم

- ‌حث الآباء على مساعدة الشباب في الزواج

- ‌مشكلة الزواج والدراسة

- ‌حكم نشر الشباب لأسمائهم وصورهم في المجلات رغبة في الزواج

- ‌كيفية معرفة رأي الفتاة في العمل والدراسة قبل العقد عليها

- ‌اشتراط عدم سماع الغناء ومشاهدة الأفلام على العريس

الفصل: ‌معرفة الحقوق الزوجية

‌معرفة الحقوق الزوجية

من الأمور كذلك معرفة الحقوق الشرعية لكل منهما، فإن بعض الناس يدخل في الزواج وليس عنده علم بالحقوق الشرعية لزوجته، وبعض النساء تدخل في الزواج وما عندها علم بالحقوق الشرعية لزوجها، فلا يعرف كل واحد منهما ما حق الآخر عليه؛ ولذلك يحصل الخصام والنكد والمشاجرات التي لو كانت الحقوق الشرعية واضحة لما حصلت، وكذلك فإنه لو علمت الحقوق الشرعية لما حصل بين الزوج وزوجته كثير من المشكلات.

عن عبد الله بن عمرو قال: (زوجني أبي امرأة من قريش -بالمناسبة نساء قريش هن أصلح النساء بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم أحناهن على ولد في صغره، وأرعاهن لما في ذات يد الزوج، خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش- فلما دخلت عليَّ جعلت لا أنحاش لها -أنحاش: مأخوذ من التجمع والجمع أي: لا أقربها- مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته -الكنة هي زوجة الابن- حتى دخل عليها -وهذا فيه فائدة تفقد أبي الزوج لزوجة ولده بعد الدخول؛ لأنه قد يكون هناك خلل يستطيع أن يساعدها في حله- فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفاً -ما كشف ستراً ولا جانباً هذا تلميح دقيق ناتج من فطنة عظيمة، قالت: خير الرجال ولدك، هذا أحسن الرجال لكنه لا يفتش لنا كنفاً- ولم يعرف لنا فراشاً، يقول عبد الله بن عمرو بن العاص: فأقبل عليَّ -أي: أبي- فعاتبني وعضني بلسانه -أي: عنفني ووبخني- فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب وفعلت وفعلت -فعلت ببنت الناس وتركتها بغير حق الفراش- ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال: أتصوم النهار؟ قلت: نعم.

قال: وتقوم الليل؟ قلت: نعم.

قال: لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام -وهو صلى الله عليه وسلم يعاشر النساء- ثم قال لي: فمن رغب عن سنتي فليس مني، قال: اقرأ القرآن في كل عشرة أيام، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: فاقرأه في كل ثلاثة أيام، ثم قال: صم في كل شهر ثلاثة أيام، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتى قال: صم يوماً وأفطر يوماً فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود، وقال له: إن لكل عمل شرة -أي: نشاط وقوة- ولكل شرة فترة -أي: هبوط وانحدار، فإما إلى سنة وإما إلى بدعة- فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك).

قال مجاهد: كان عبد الله بن عمرو حين ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعدد تلك الأيام، أي: يصوم سبعة متوالية ثم يفطر سبعة، وكان يقول:[لئن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ].

فالشاهد من القصة كيف أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان من اجتهاده في العبادة لا يعطي زوجته حقها حتى حصل ذلك التنبيه.

وكذلك قال سلمان الفارسي لـ أبي الدرداء لما رأى أم الدرداء متبذلة وشكت له زوجها، قال:(إن لأهلك عليك حقاً) وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 19