المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيرازي وإحسان ظنه بالمسلمين - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٦٧

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌تصفية النفوس من الأحقاد

- ‌خطر آفة الحقد على المجتمعات

- ‌معنى الحقد وما ينبني عليه

- ‌آثار الحقد على الحاقد والمحقود عليه

- ‌حكم الحقد في الشريعة

- ‌عناية الإسلام بإزالة الضغائن من القلوب

- ‌أثر تفشي الحقد على المجتمع

- ‌نقاء قلوب الرعيل الأول

- ‌علو أخلاق الأنبياء

- ‌عظم أجر العبد النقي القلب

- ‌سلامة صدور الصحابة رغم نزاعاتهم الدنيوية

- ‌الشيرازي وإحسان ظنه بالمسلمين

- ‌عمر يعرض حفصة للزواج

- ‌الفرق بين الموجدة والحقد

- ‌كيفية توجيه طاقة الحقد

- ‌متى يحل السلام ويزول الحقد

- ‌علاج الحقد

- ‌حقيقة البغض في الله

- ‌تجنب المجالس التي يدار فيها الحقد

- ‌الزيارات الإيمانية

- ‌الاعتذار لمن أخطأ

- ‌الأسئلة

- ‌العفو خير من الاقتصاص يوم القيامة

- ‌الفرق بين حب الرئاسة وطلبها

- ‌حكم راتب إمام المسجد

- ‌أقل مدة الاعتكاف

- ‌من أفطر ولم يقض تفريطاً

- ‌عظم أجر بر الوالدين

- ‌صوم المريض

- ‌حكم الوفاء بالنذر للمعسر

- ‌معنى: السخيمة

- ‌معنى الهجر الشرعي والدنيوي

- ‌نبذ الاختلاف حول المسائل الدعوية

- ‌حكم قطيعة الرحم

- ‌وجوب مفارقة رفقاء السوء

- ‌علاج الصديق الحاسد

- ‌مجاهدة النفس على إزالة الحقد

- ‌مقابلة إساءة الحاقد بالإحسان

- ‌علاج بلاء الحقد

الفصل: ‌الشيرازي وإحسان ظنه بالمسلمين

‌الشيرازي وإحسان ظنه بالمسلمين

قال الذهبي رحمه الله في ترجمة الإمام القدوة المجتهد أبي إسحاق الشيرازي قال: وقيل: إن أبا إسحاق نزع عمامته وكانت بعشرين ديناراً -عمامة نفيسة- وتوضأ في دجلة فجاء لص فأخذها وترك عمامة رديئة بدلاً منها فطلع الشيخ فلبسها وما شعر، حتى سألوه وهو يدرس -أي أنهم أشعروه- فقال بكل بساطة: لعل الذي أخذها محتاج.

ولأن الجنة لا يصلح أن يدخلها إلا من كان قلبه سليماً نظيفاً تماماً، فإن الله لا يدخل أهل الجنة الجنة إلا بعد أن ينقوا ويهذبوا وتكون صدورهم سليمة، كما قال الله عز وجل:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [الأعراف:43] وفي آية أخرى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47] وذكرنا الآية التي فيها دعاء المؤمنين: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر:10].

يقول عليه الصلاة والسلام مبيناً صفة أهل الجنة: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد) أهل الجنة إذاً أيها الإخوة لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد، هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما.

لو واحد قال: هل يمكن ألا يقع بين إنسان مسلم وأخيه أي نوع من أنواع الخصام؟ هذا يؤذيك بكلمة، وهذا يجرحك بتصرف، والإنسان نفسه حساسة تتأثر، نحن بشر نقول: نعم، هذا لا يمكن في الواقع، نعم نحن مطالبون ألا نغضب وأن نكظم الغيظ:{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134] لكن لا يستطيع الإنسان في الحقيقة ألا يحزن ولا يغضب من أي تصرف مهما حصل من أي واحد، لا يمكن، بل إن الصحابة رضوان الله عليهم كان بعضهم يجد على أخيه في نفسه، وإليك هذا المثل من صحيح البخاري رحمه الله:

ص: 12