المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عمر يعرض حفصة للزواج - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٦٧

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌تصفية النفوس من الأحقاد

- ‌خطر آفة الحقد على المجتمعات

- ‌معنى الحقد وما ينبني عليه

- ‌آثار الحقد على الحاقد والمحقود عليه

- ‌حكم الحقد في الشريعة

- ‌عناية الإسلام بإزالة الضغائن من القلوب

- ‌أثر تفشي الحقد على المجتمع

- ‌نقاء قلوب الرعيل الأول

- ‌علو أخلاق الأنبياء

- ‌عظم أجر العبد النقي القلب

- ‌سلامة صدور الصحابة رغم نزاعاتهم الدنيوية

- ‌الشيرازي وإحسان ظنه بالمسلمين

- ‌عمر يعرض حفصة للزواج

- ‌الفرق بين الموجدة والحقد

- ‌كيفية توجيه طاقة الحقد

- ‌متى يحل السلام ويزول الحقد

- ‌علاج الحقد

- ‌حقيقة البغض في الله

- ‌تجنب المجالس التي يدار فيها الحقد

- ‌الزيارات الإيمانية

- ‌الاعتذار لمن أخطأ

- ‌الأسئلة

- ‌العفو خير من الاقتصاص يوم القيامة

- ‌الفرق بين حب الرئاسة وطلبها

- ‌حكم راتب إمام المسجد

- ‌أقل مدة الاعتكاف

- ‌من أفطر ولم يقض تفريطاً

- ‌عظم أجر بر الوالدين

- ‌صوم المريض

- ‌حكم الوفاء بالنذر للمعسر

- ‌معنى: السخيمة

- ‌معنى الهجر الشرعي والدنيوي

- ‌نبذ الاختلاف حول المسائل الدعوية

- ‌حكم قطيعة الرحم

- ‌وجوب مفارقة رفقاء السوء

- ‌علاج الصديق الحاسد

- ‌مجاهدة النفس على إزالة الحقد

- ‌مقابلة إساءة الحاقد بالإحسان

- ‌علاج بلاء الحقد

الفصل: ‌عمر يعرض حفصة للزواج

‌عمر يعرض حفصة للزواج

لما تأيمت حفصة من زوجها بـ المدينة، قال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، طبعاً هذا من عادة المجتمع الأول في بساطته ونظافته وسعيهم للعفاف، أن كان الرجل يعرض بنته على من يراه مناسباً، ليس عيباً أبداً وليس فيها شيء مطلقاً، بخلاف حساسية الناس اليوم، يقولون: عيب أن تعرض أختك أو ابنتك على واحد صالح، ويقولون: هل هذه البنت يعني قطعة قماش أو سيارة تعرضها أو سلعة، والحقيقة أنهم لا يفهمون ولا يعقلون.

قال: فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، يفكر، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال عثمان: قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا، وعمر لا يقول تعال أريد واحد غير متزوج، لا، هو يعرض ابنته على رجل دين فقط، عثمان متزوج قبلها، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إلي شيئاً، قال عمر -وهذا هو الشاهد- وكنت أوجد عليه مني على عثمان، لأنه لا اعتذر ولا وافق هذه القصة لها تتمة مهمة، سوف نذكرها بعد قليل إن شاء الله.

لكن الشاهد: أن الصحابة كان يحصل بينهم مواقف، يجد الإنسان فيها على أخيه، لكن ما ينام إلا ونفسه طيبة، لا يدوم غضب الإنسان على أخيه، سرعان ما يفيئون ويتغافرون.

فإذاًَ أيها الإخوة، يصعب أن نقول: لا يمكن لإنسان أن يغضب من تصرف أخيه أبداً، هذا شيء غير واقعي، ومهما حاولت فلا بد أن تفاجئ يوماً من الأيام بتصرف يغضبك، أو كلمة تجرحك.

ص: 13