المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عقوبة صاحب الكذبة تبلغ الآفاق - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٣٢

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌عذاب أهل الكبائر في البرزخ

- ‌حديث سمرة في عذاب البرزخ

- ‌اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالرؤى الصالحة

- ‌تعريف الرؤيا وحكم تعبيرها بدون علم

- ‌أقسام الرؤى

- ‌آداب من رأى ما يزعجه

- ‌آداب من رأى ما يسره

- ‌روايات أخرى لحديث سمرة

- ‌شرح ألفاظ حديث سمرة في عذاب البرزخ

- ‌عقوبة من نام عن الصلاة المكتوبة

- ‌عقوبة صاحب الكذبة تبلغ الآفاق

- ‌عقوبة الزناة والزواني

- ‌عقوبة آكل الربا

- ‌ذكر الرجل الكريه المنظر

- ‌ذكر الروضة المعتمة

- ‌عقوبة خلط العمل الصالح بالسيئ

- ‌منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وقصره في الجنة

- ‌فوائد مأخوذة من حديث سمرة

- ‌الأسئلة

- ‌المدة التي يعتبر فيها الإجهاض نفاساً

- ‌كيفية قضاء الفوائت من الصلوات

- ‌حكم مسح الوجه بعد الدعاء

- ‌حكم قول: "سيدنا" في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم أخذ إجازة اضطرارية للعمرة

- ‌وقت صلاة الضحى

- ‌وجود الرقى في الجاهلية

- ‌سورة تبارك واقية من عذاب القبر

- ‌حكم النظر إلى العورة بعد انفصالها

- ‌حكم من جاءتها الدورة وهي صائمة

- ‌حكم من ينام عن صلاة الفجر

- ‌الجمادات تصيبها العين

- ‌حكم بيع الماء المقروء عليه

- ‌جواز الاغتسال بالماء المرقي فيه في الحمام

- ‌حكم قول: رضي الله عنه للتابعي

- ‌حكم بلع النخامة والنخاعة في الصوم

- ‌كيفية التعامل مع العائن

الفصل: ‌عقوبة صاحب الكذبة تبلغ الآفاق

‌عقوبة صاحب الكذبة تبلغ الآفاق

وبالنسبة للرجل الثاني: (فانطلقنا فأتينا على رجلٍ مستلقٍ لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد) وجاء في رواية: (فإذا أنا بملك وأمامه آدمي، وبيد الملك كلوب من حديد، فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه من اليمين إلى القفا، والعين من اليمين إلى القفا، والمنخر من اليمين إلى القفا) فالذي يتولى التعذيب هو ملك، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك، ويلتئم الشق الأول -الذي في الشق الأيمن- ويعود ليشقه ويشرشره مرة أخرى.

فهذا هو الكذَّاب الذي يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق، والآن مع وجود البث الفضائي، أصبح انتشار الكذبة في الآفاق من أسهل ما يكون، فخذ العبرة، ولذلك قال ابن العربي رحمه الله:"شرشرة شدق الكاذب إنزال العقوبة في محل المعصية، وعلى هذا تجري العقوبات في الآخرة بخلاف الدنيا".

والاختلاف في حال هذا الرجل بحسب اختلاف حاله، فقد جاء في رواية: أنه مضطجع، وفي رواية: أنه جالس، وفي رواية: أنه قائم.

فهذا عذاب الكذابين الذين يكذبون الكذبات التي تبلغ الآفاق وتنتشر في العالم.

والأفق هو: الناحية في السماء، والآفاق هي: النواحي.

ولذلك فإن على الإنسان أن يحذر الكذب وكذا نشره في أي وسيلةٍ ينتشر فيها الكذب، وكلما كانت الوسيلة أشد انتشاراً كان العذاب أشد عليه.

وكذلك فإن من أعظم الكذب: الكذب في المنام، بأن يري الرجل عينيه ما لم تريا، فهذا يكلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل لأن العقد بين الشعيرتين أمر محال، فيكلف بمحال، فيكون عليه عذاب نفسي وجسدي، لماذا ادعى أنه رأى الرؤيا الفلانية وهو لم يرها؟ وبعض الناس ربما يفعلها من باب الدعوة بزعمه! يقول: هذا لا يفيد إلا أن أخترع له رؤيا؟! أقول: رأيتك في القبر وكذا وكذا وكذا! فهذا حرام ولا يجوز، والغاية لا تبرر الوسيلة، يجب أن تكون الوسيلة شرعية، كما أن الغاية شرعية، أما أن نسلك وسيلة غير شرعية لتحقيق غاية شرعية، فليس هذا من هدي الإسلام.

وهنا يأتي سؤال وهو: انظر إلى التقنية الحديثة ماذا تفعل؟ من الأبواب العظيمة التي فُتحت في هذا الزمان باب أتى به هذا الحاسوب في العالم وهو شبكة الإنترنت، فأحد الناس إذا قذف شخصاً على الشبكة كأن أرسل باتهامه وقذفه ربما إلى آلاف الأشخاص، الآن هذا الرجل كيف تكون عقوبته؟ لنا أن نتصور أن الكذبة التي تبلغ الآفاق بالوسائل العصرية من عدة جهات وبعدة صور وأشكال، فبعضهم ربما يستخدم هذه التقنية الحديثة في نشر الشر، والكذب، وظلم الأبرياء، وقذف المسلمين والمسلمات ونحو ذلك، ثم بعد ذلك إذا تاب يقول: ماذا أفعل؟

ص: 11