المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌يؤخذ بالقرائن في أحكام الحوادث الكلية - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٤

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌التوسم والفراسة

- ‌الفراسة معناها وأقسامها

- ‌أصحاب الفراسة من السلف

- ‌فراسة أبي بكر الصديق

- ‌عمر صاحب فراسة

- ‌فراسة عثمان بن عفان

- ‌القاضي إياس ممن اشتهروا بالفراسة

- ‌الشافعي وفراسته

- ‌مسألة الحكم بالقرائن

- ‌القيافة يؤخذ بها في معرفة الأنساب

- ‌يؤخذ بالقرائن في أحكام الحوادث الكلية

- ‌يؤخذ بالقرائن في مسألة إقرار المريض بمرض الموت

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يحكم بالقرينة

- ‌القاضي إياس والقضاء بالقرائن والشواهد

- ‌الشيخ صالح بن عثمان وشدة فراسته

- ‌القاضي أبو حازم وتأخير الحكم بسبب قرينة

- ‌القضاة كانوا أصحاب فراسة

- ‌فراسة كعب بن سور

- ‌من أنواع الفراسة

- ‌فراسة عبد الملك بن مروان

- ‌فراسة المنصور

- ‌سرعة البديهة جزء من الفراسة

- ‌الفراسة في تحسين اللفظ

- ‌أحمد بن طولون وفراسته الحادة

- ‌تحذير القضاة من الاستعجال في تنفيذ الأحكام

- ‌العلاقة بين القيافة والفراسة

- ‌العلاقة بين الفراسة وتأويل الرؤى

- ‌أسباب في تحصيل الفراسة

الفصل: ‌يؤخذ بالقرائن في أحكام الحوادث الكلية

‌يؤخذ بالقرائن في أحكام الحوادث الكلية

وكذلك يؤخذ بالقرائن في فقه أحكام الحوادث الكلية وفقه نفس الواقع وأحوال الناس ويميز بها بين الصادق والكاذب، والمحق والمبطل، وهذا من عدل هذه الشريعة ومجيئها بما يسعد الخلائق وأنه لا عدل فوق عدلها.

وكذلك فإن النبي سليمان عليه السلام قد استدل بالمحق من المبطل لما جاءت المرأتان كل واحدة تدعي الولد، فحكم به داود عليه السلام للكبرى، فلقيهما سليمان عندما خرجتا من عنده فسألهما عن القضية فأخبرتاه أنهما اختصمتا في الولد، أختان كل واحد معها ولدها، فخرجت إلى البرية، فجاء الذئب فعدا ببنت إحداهما فأخذه، فاختصمتا في الولد، كل واحدة تقول: هذا ولدي، جاءتا إلى داود فحكم به للكبرى؛ لأن الولد كان مع الكبرى، فلما خرجتا من عنده سألهما سليمان، ثم قال سليمان: ائتوني بالسكين أشقه بينكما، نصف لها ونصف لك، فقالت الصغرى: هو ولدها يرحمك الله، فقضى به للصغرى، وعرف أن الرحمة ما جاءت إلا من الأم الحقيقية، فأي شيء أحسن من اعتبار هذه القرينة الظاهرة؟! فاستدل برحمة الصغرى ورضا الكبرى على ذلك وأن الصغرى رفضت ذبح صغيرها بسبب ما قام بقلبها من الرحمة والشفقة التي وضعها الله في قلب الأم، وقويت هذه القرينة عنده حتى قدمها على إقرارها، وحكم به لها مع قولها هو ابنها.

ص: 11