المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اليهود والكيد بين الأوس والخزرج - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٤١

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

- ‌المدينة قبل الإسلام

- ‌اليهود وهجرتهم إلى المدينة

- ‌هجرة العرب إلى المدينة

- ‌اليهود والكيد بين الأوس والخزرج

- ‌مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالهجرة إلى المدينة

- ‌أهمية الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام

- ‌المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار سببها وأهميتها

- ‌المؤاخاة بين المهاجرين أنفسهم

- ‌المؤاخاة الأساسية بين المهاجرين والأنصار

- ‌المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار تحقيق للتكافل الاجتماعي

- ‌عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع والتآخي بينهما

- ‌عقيدة الولاء والبراء عند الصحابة

- ‌إنفاق الصحابة أحب أموالهم في سبيل الله

- ‌أهل الصفة في المدينة

- ‌أهل الصفة رهبان بالليل فرسان بالنهار

- ‌اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأهل الصفة

- ‌اهتمام الصحابة بأهل الصفة

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إعطاء الزكاة بصورة هدية

- ‌الذي يفقد التمييز يسقط عنه التكليف

- ‌حكم صلة الأرحام غير المحارم

- ‌حكم رفع الصوت عند القنوت بالدعاء

- ‌حكم مراجعة المرأة للطبيب

- ‌حكم الاستمتاع بالزوجة في نهار رمضان

- ‌حكم التقبيل في الخد من غير الزوج

- ‌حكم الجمعية المعمولة بين عدة أشخاص يأخذها كل مرة شخص

- ‌حكم تأخير قضاء أيام من رمضان

- ‌الجمع بين قوله تعالى: (أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً) وبين قول رسول الله: (لا هجرة بعد الفتح)

- ‌وقت التأمين للمأموم

- ‌وجوب الزكاة في عروض التجارة

- ‌حكم تعويد الطفل على الصيام إلى وقت الظهر أو العصر

- ‌إخراج الزكاة من مدينة لأخرى

- ‌حكم الزكاة على المنزل المعد للسكن

الفصل: ‌اليهود والكيد بين الأوس والخزرج

‌اليهود والكيد بين الأوس والخزرج

وقد حاول اليهود الدفاع عن تسلطهم بتفتيت وحدة العرب من الأوس والخزرج، ولذلك أذكوا بينهم نار العداوة والحروب، وكان آخر معركة قامت بينهم هي يوم بعاث قبل الهجرة بخمس سنوات، حيث هزم الأوس الخزرج الذين طالما غلبوهم من قبل، ولجأت الأوس إلى محالفة بني النضير وبني قريظة.

لكن هؤلاء المتنافسون من قبائل العرب فطنوا إلى خطورة الإجهاز على بعضهم البعض، فسعوا إلى المصالحة، حتى يكون هناك شيء من التوازن مع اليهود الذين يسكنون يثرب، فاتفقوا على ترشيح رجل من اليهود، وهو عبد الله بن أبي بن سلول ليكون رجلاً متوجاً على الجميع في يثرب، ولاشك أن هذه الوقائع قد ولدت شعوراً بالمرارة عند الطرفين، وكان عبد الله بن أبي على وشك تولي هذا الملك على الجميع بعد وقعة بعاث الذي قتل فيها أعداد كبيرة من الأوس والخزرج، وكانت هذه الموقعة تهيئة هيأها الله تعالى للنبي عليه الصلاة السلام قبل أن يأتي المدينة، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم وجرحوا.

قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام، فجاء على قوم متفرقين يلملمون جراحاتهم، قد قتل معظم ساداتهم.

ولذلك كان هذا الحدث مما سهل قدوم النبي عليه الصلاة والسلام، وبروز المسلمين واجتماع الكلمة عليهم، ولو كانوا قوماً أقوياء متحالفين من الأصل لربما كان دخول المسلمين بينهم صعباً، فكان يوم بعاث منة من الله قدمها لنبيه صلى الله عليه وسلم.

هذه لمحة سريعة عن حال يثرب قبل قدوم النبي عليه الصلاة والسلام، ولاشك أن الشائع عندهم عبادة الأصنام والأوثان، وكانت عندهم العادات الجاهلية السيئة، وكذلك كان عندهم الظلم والبطش والبغي، ولا يوجد عندهم انضباط في أخلاق أو في عادات تهيمن عليهم، ولذلك كان الغالب عليهم الفوضى.

وكان كذلك من الأمور المتفشية الربا وأكله، والخمر وشربه، وغير ذلك من العادات السيئة، ولما حصلت الهجرة، وهو الحدث العظيم الذي أرخ المسلمون به تاريخهم، حيث جعل عمر رضي الله عنه العام الهجري هو الأصل، فأرخ المسلمون من الهجرة؛ لأنها كانت فعلاً البداية الحقيقية لظهور الإسلام؛ لأن المسلمين في مكة كانوا مستضعفين مغلوبين مقهورين، وكانت الهجرة هي الحدث الذي كان الانطلاقة القوية الحقيقية لانتصار الإسلام وهيمنة المسلمين في ذلك الوقت.

ص: 5