المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وتبشير القرآن بقرب النصر والفرج - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٧٧

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌رفع المعنويات

- ‌حال الأمة اليوم وواجب الدعاة في رفع المعنويات

- ‌صور من القرآن والسنة في رفع معنويات الأمة

- ‌وتبشير القرآن بقرب النصر والفرج

- ‌تسلية الله لنبيه ورفع معنوياته بالقصص والإسراء والمعراج

- ‌التذكير بمصير الشهداء

- ‌مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه في حفر الخندق

- ‌عدم نشر الأخبار السيئة وإشاعتها

- ‌ثناء الرسول على المحسنين من أصحابه

- ‌الإيمان بالقدر وتصبير الرسول لأصحابه

- ‌قوة الله وضعف الكفار

- ‌مواقف الثابتين ترفع المعنويات

- ‌من ذاكرة التاريخ الإسلامي في رفع المعنويات

- ‌الملك المظفر قطز مع التتار

- ‌ثبات الدعاة والعلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌أثر التوحيد على الثبات في زمن الفرقة

- ‌حسن الظن بالله

- ‌مبشرات للأمة وأسباب هلاك الأعداء

- ‌غطرسة الأمم الكافرة

- ‌كثرة الذنوب والمعاصي عند الغرب الكافر

- ‌شهادة أعدائنا بتفوق هذا الدين

- ‌دراسات غربية تدل على قوة انتشار الإسلام والمسلمين

- ‌انتشار الكتب الإسلامية ونُسخ ترجمة القرآن

- ‌انتصار الإسلام في كافة المواجهات العقدية

- ‌اعتراف الأعداء بصحة الأحكام الإسلامية

- ‌فزع الكفار ورعبهم من أبناء المسلمين

- ‌مصير الإسلام ليس مربوطاً برجال معينين

الفصل: ‌وتبشير القرآن بقرب النصر والفرج

‌وتبشير القرآن بقرب النصر والفرج

من رفع المعنويات في القرآن: أنه كان يبشر بقرب النصر والفرج به إذا حصل، كان ذلك للمؤمنين المضطهدين في مكة تحت الحصار والجوع والقتل والتعذيب والتشويه الإعلامي؛ فكان يقال لهم:{الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ} [الروم:1 - 5].

لما أصيب المسلمون بالإحباط في غزوة أحد عندما قتل منهم سبعون! مآسٍ حصلت، الدواب تحمل بالجثث منطلقة إلى المدينة، هذه تخبر بأنها قد أصيبت بأبيها وأخيها وزوجها، وهذه بابنها، وتلك بخالها وعمها، أيتام وأرامل، ألمٌ نفسي، وهمٌ عظيم أصاب المسلمين في أحد، ماذا سيقول العرب الذين ينظرون؟ ماذا يجري بينهم وبين كفار قريش؟ وسيقول العرب: هؤلاء هزموا، ودينهم لم ينصرهم، فماذا سيكون من التولي إذن، والقوة للكفار؟ ومع ذلك تأتي الآيات ترفع المعنويات وتحيي الأمل في النفوس، يذكرهم أولاً: بأن نصراً قريباً قد حصل: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران:123] ويعدهم بنصرٍ ومدد فيقول: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} [آل عمران:124]، بل هناك زيادة:{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران:125].

بعد الغزوة كان الصحابة يحتاجون أحوج ما كانوا إلى رفع المعنويات، بعد الذي لاقوه من الهزيمة والجراحات والقتل؛ فقال الله لهم مخففاً ومسلياً ورافعاً لنفوسهم:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ} [آل عمران:139] وإن هزمتم بالسلاح فأنتم الأعلون منهجاً وديناً أنتم الأعلون شرعةً وشريعةً أنتم الأعلون بما في نفوسكم من الإيمان بالله عز وجل الذي تضعون به جباهكم لرب العالمين ساجدين: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139].

ويذكرهم بما لحق الكفار من المصائب ويقول لهم: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} [آل عمران:140] كما أصابكم ما أصابكم فقد أصاب الكفار أيضاً قتل وجراح، وهذه أشياء نشهدها حتى اليوم في حال المسلمين المستضعفين في فلسطين، بالرغم مما يصيبهم فإنه يصيب اليهود أيضاً قتل ودمار، يصيبهم أيضاً في اقتصادهم وأمنهم، وهكذا يداول الله الأيام بين الناس:{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران:140].

ص: 4