المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وجوب الثقة بالله عز وجل - دروس للشيخ محمد حسان - جـ ١٥٨

[محمد حسان]

فهرس الكتاب

- ‌هذا هو الإسلام يا أمريكا

- ‌عالمية الإسلام

- ‌براءة الإسلام من الإرهاب

- ‌أمريكا واليهود أصل الإرهاب وأساسه

- ‌سبب مشاكل البشرية هو ترك الإسلام ومحاربته

- ‌الإسلام دين جميع الأنبياء

- ‌أخلاق الإسلام مع غير المسلمين

- ‌تعظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للوفاء بالعهود

- ‌عدل عمر رضي الله وأخلاقه مع أهل بيت المقدس

- ‌وفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالعهود للكفار

- ‌حقوق الإنسان بين حضارة الإسلام وحضارة الغرب

- ‌موقف الغربيين من الإسلام

- ‌عمر بن عبد العزيز وموقفه من فتح سمرقند

- ‌موقف صلاح الدين الأيوبي من عدوه ريتشرد قلب الأسد

- ‌محمد الفاتح وتسامحه مع غير المسلمين

- ‌اعتراف كتاب غربيين بتسامح الإسلام

- ‌الإسلام دين التسامح

- ‌أوروبا وحقوق الإنسان

- ‌الإسلام وحقوق الإنسان والحيوان

- ‌واجب المسلم تجاه المشركين

- ‌من يحمل هم الإسلام

- ‌يجب على المسلم أن يعمل للإسلام بقدر استطاعته

- ‌وجوب الثقة بالله عز وجل

- ‌لا يتحقق للمسلم كمال الاتباع حتى يدعو إلى الإسلام

- ‌واجب الإعلام في دول الإسلام

- ‌حمل همّ الإسلام واجب على كل مسلم

- ‌المستقبل للإسلام

- ‌إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بانتشار الإسلام

- ‌اعترافات غربية بمستقبل الإسلام

الفصل: ‌وجوب الثقة بالله عز وجل

‌وجوب الثقة بالله عز وجل

لابد أن تمتلئ القلوب ثقة مطلقة في الله، ولابد أن نعلم أن الذي يدير أمر الكون هو الله، ولا يقع شي في الكون إلا بإذنه وأمره وعلمه وحكمته وقدره وإرادته، فلا تظن أن الله قد خلق الخلق وغفل عنهم، حاشا لله! بل لا يقع في كونه إلا ما يريد، والله هو الاسم الذي تقال به العثرات، والله هو الاسم الذي تستجاب به الدعوات، والله هو الاسم الذي تستمطر به الرحمات، والله هو الاسم الذي تدفع به الكربات، والله هو الاسم الذي به ولأجله قامت الأرض والسماوات، والله هو مالك الملك وملك الملوك، وجبار السماوات والأرض؛ فأين عاد؟ وأين ثمود؟ وأين فرعون؟ وأين قارون؟ وأين هامان؟ وأين أبرهة؟ وأين أصحاب الفيل؟ وأين الظالمون؟ وأين التابعون لهم في الغي؟ قال الشاعر: أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هل خلد الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان قال الرحيم الرحمن: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:6 - 14].

وقال عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1 - 5].

فلا أحد يتحكم في الكون إلا الواحد الأحد، فلماذا اختل اليقين في قلوبنا؟! ولماذا ضعفت الثقة بربنا؟ ولماذا أصبحنا لا نؤمن إلا بالماديات؟ وقد كنا قبل ذلك ندعو على أعداء الأمة، فتنظر إلينا بعض الأعين نظرات تحمل من المعاني ما الله به عليم، وكأنها تقول: ما يقول هؤلاء الدراويش؟ وما الذي ينتظرونه؟ فشاء الله جل وعلا أن يضمد جراح القلوب القلقة، وأن يذهب شك القلوب المتشككة، وأن يعلم أهل الأرض أن الذي يتحكم في الكون هو الله وحده، ولا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تقضي على دين الله؛ لأن الذي وعد بحفظ هذا الدين هو رب العالمين، وهذا ما سنتعرف عليه في عنصرنا الأخير وذلك بعد جلسة الاستراحة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

ص: 23