المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه - الأيام النضرة في السيرة العطرة - جـ ٢

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌[أعمامه وعماته، أزواجه، خدمه]

- ‌ذكر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أقسام أعمام النبي من حيث الإسلام وعدمه

- ‌ذكر حمزة رضي الله عنه وذكر قصة قتله

- ‌ذكر شيء من خبر وحشي رضي الله عنه

- ‌ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌ذكر عاتكة بنت عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌سبب تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من زوجاته خديجة بنت خويلد

- ‌من زوجاته سودة بنت زمعة

- ‌من زوجاته عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌من زوجاته حفصة بنت عمر بن الخطاب

- ‌من زوجاته أم حبيبة بنت أبي سفيان

- ‌بطلان حديث في صحيح مسلم

- ‌من زوجاته أم سلمة

- ‌من زوجاته زينب بنت جحش

- ‌من زوجاته زينب بنت خزيمة

- ‌من زوجاته جويرية بنت الحارث

- ‌من زوجاته صفية بنت حيي

- ‌من زوجاته ميمونة بنت الحارث الهلالية

- ‌إعطاء الإنسان الحرية في المطالبة بحقه

- ‌ذكر من خدمه صلى الله عليه وسلم

- ‌أنس ممن خدم النبي

- ‌عقبة بن عامر ممن خدم النبي

- ‌ربيعة بن كعب الأسلمي ممن خدم النبي

- ‌ابن مسعود ممن خدم النبي

الفصل: ‌ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

‌ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

وأما العباس فقد كان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات -أي أكبر-، لكنه كان مؤدباً، فإذا سئل أيهما أكبر أنت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يقول: هو أكبر مني، وأنا أسن منه، فهذا من الأدب؛ فكلمة أكبر تحتمل أشياء كثيرة، فيقول: هو أكبر مني، أي: في الفضل والعلم والعقل والدين والهداية، وأنا أسن منه، وكلمة أسن تعطي نفس المعنى بالسن، لكنها تؤتي نفس الضعف، كمن يقال: أسن فلان، يعني: ضعف، فاللغة من يعرفها كثيراً يستطيع أن يلعب بألفاظها، فقال العباس: هو أكبر مني، وأنا أسن منه.

قلنا: إن العباس أسلم قبل عام الفتح على الصحيح، وفي معركة خيبر كان أحد الصحابة قد أسلم ويخفي إسلامه عن قريش، ثم لما دخل مكة والنبي عليه الصلاة والسلام قد انتصر في خيبر، أشاع هذا الرجل في القرشيين أن النبي عليه الصلاة والسلام غلب في خيبر وهزم وقتل، حتى يطمئن على ماله ويريد أن يخرج من مكة، قبل أن يخرج جاء إلى العباس وقال له: إن النبي عليه الصلاة والسلام قد انتصر، وإنما أنا قلت هذا خوفاً على تجارتي، وأبشرك أن النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوج بنت ملكهم، أي: بنت حيي بن أخطب، فسكت العباس حتى اطمأن أن صاحبه هذا خرج من مكةفلبس أحسن ثياب -وهذه عادة عند القرشيين الناس من قديم يفرون من الشماتة- فدخل المسجد وقريش في أنديتها تحسب أن النبي عليه الصلاة والسلام قد غلب في خيبر أو قتل، فدخل وهو متجمل متطيب وطاف بالبيت، فلما طاف بالبيت جاء القرشيون إليه يقولون له: هذا والله التجمل لحر المصيبة يا أبا الفضل، يعنون أن محمداً ابن أخيه قد مات، هذا والله التجمل لحر المصيبة يا أبا الفضل! وهي كنية العباس، فقال: وما ذاك؟ فقالوا له: قتل ابن أخيك كذا وكذا، قال: كذبتم، والله لقد أضحى منتصراً معرساً في ابنة ملكهم، أي: متزوجاً بابنة ملكهم، ثم تبين للقرشيين صدق ما قاله أبو الفضل رضي الله عنه وأرضاه.

ثم هاجر العباس بعد ذلك وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم عندما مات، وقلنا: إنه واحد من الستة الذين اشتركوا في غسل النبي عليه الصلاة والسلام، وقلنا: إن الصحيح أنه لم ينزل القبر، وإنما نزل قبره ابناه قثم والفضل، وكنيته أبو الفضل رضي الله عنه وأرضاه.

وزوجته كنيتها أم الفضل لها أخت اسمها ميمونة، وكان أبو الفضل العباس يرى من ميمونة أخت زوجته يرى منها التقوى، فأشار على النبي عليه الصلاة والسلام أن يتزوجها فتزوجها، وهي ميمونة بنت الحارث الهلالية، وهي خالة ابن عباس كما سيأتي، فكان عندها مع النبي عليه الصلاة والسلام فينقل للناس أخبار قيام الليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والعباس كان الصحابة يعرفون له قدره وأنه سيد بني هاشم في زمانه؛ لأنه أكبرهم، وهو أول من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت، وقلنا في درس وفاته عليه الصلاة والسلام: إن الناس صلوا عليه أرسالاً -أي: متفرقين-، فكان أول من صلى عليه عمه العباس، ولم يتقدم أحد، ثم صلى عليه بنو هاشم كلهم كـ علي وغيره من بني هاشم.

هذا ما كان من العباس رضي الله عنه، وقد أكرمه الله أن من ذريته ابنه عبد الله بن عباس الصحابي المعروف بالعلم، ثم من ذريته قيام دولة بني العباس، فـ أبو العباس السفاح مؤسس دولة بني العباس من ذرية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وإنما سميت دولتهم بالدولة العباسية نسبة إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي صلوات الله وسلامه عليه.

هذا بالنسبة لأعمامه.

ص: 6