المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر بعض خبر مولاه زيد بن حارثة - الأيام النضرة في السيرة العطرة - جـ ٤

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌[مواليه، أفراسه، سلاحه، صفته الخلقية]

- ‌ذكر موالي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان معنى المولى

- ‌ذكر بعض خبر مولاه زيد بن حارثة

- ‌ذكر بعض خبر أسامة بن زيد

- ‌ذكر مؤذنيه صلى الله عليه وسلم

- ‌من أخبار بلال بن رباح

- ‌من أخبار أبي محذورة

- ‌من أخبار عبد الله بن أم مكتوم

- ‌ذكر خطابته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر شعرائه صلى الله عليه وسلم

- ‌عظم حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتصديقهم له

- ‌ذكر خبر ناقة القصواء

- ‌بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌لا عيش إلا عيش الآخرة

- ‌ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خبر سيفه ذي الفقار

- ‌إنفاق رسول الله ما كان يملكه قبل موته

- ‌ذكر أوصاف رسول الله الخلقية

- ‌بيان أشهر من وصف الرسول من الصحابة

- ‌وصف شعره صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف جبينه وحاجبيه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف أشفار عينيه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف فمه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف لونه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف لحيته صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف شعره في صدره صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف سعة صدره صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف زنديه وراحتيه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف قدميه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف عظامه في جسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌وصف صوته صلى الله عليه وسلم

- ‌جمال خلقته العامة صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌ذكر بعض خبر مولاه زيد بن حارثة

‌ذكر بعض خبر مولاه زيد بن حارثة

وأشهرهم اثنان: زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وابنه أسامة، ثم يأتي بعد ذلك شقران الذي اسمه صالح، وسفينة، وسيأتي الحديث إجمالاً عنهم أجمعين.

أما زيد بن حارثة فهو مولى النبي صلى الله عليه وسلم الأول، وحبه، وكان خديجة رضي الله عنها، فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه فأصبح مولى له، فلما جاء أهله يطلبونه اختار النبي عليه الصلاة والسلام على أهله، فأشهد عليه الصلاة والسلام الناس على أن زيداً ابنه يرثه، فلما أبطل الله ما كان عليه القرشيون من التبني أصبح مولى للنبي عليه الصلاة والسلام، وكان حبيباً للنبي عليه الصلاة والسلام، واستشهد رضي الله عنه وأضاه في غزوة مؤتة هو وعبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وقد جعله النبي عليه الصلاة والسلام أميراً على الجيش الذي توجه إلى مؤتة.

وكان زيد هذا أبيض، وابنه أسامة كان أسمر اللون، فكان الناس أحياناً يشكو فيهما في النسل، فيقع هذا موقعاً غير حميد في قلب وصدر نبينا صلى الله عليه وسلم، حتى مر عليهما رجل من بني مدلج -وهم قوم أعطوا في القيافة حظاً- وهما نائمان، وقد غطيت رءوسهما وبقيت أقدامهما ظاهرة، وكانت قدما زيد بيضاء وقدما أسامة سوداء، ومجزز المدلجي لا يدري أن هذا زيد ولا يدري أن هذا أسامة، ولا يرى رءوسهما، وإنما رأى الأقدام وهي في اللون، فقال والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يسمع: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، ففرح صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا زاده يقيناً فيما يشكك الناس فيه، فدخل صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها تبرق أسارير وجهه، فقال:(أما علمت أن مجززاً المدلجي نظر إلى قدمي أسامة وأبيه فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض؟!).

والإنسان إذا أحب شيئاً أحب ما يتعلق به، فلما أحب النبي صلى الله عليه وسلم زيداً وأسامة أحب كل ما يفرحهما ويبعد عنهما السوء والشرور، كما أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا يحبون النبي عليه الصلاة والسلام ويحبون كل ما يتعلق به صلوات الله وسلامه عليه.

ص: 4