المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كيفية الطواف المشروع - دروس للشيخ مصطفى العدوي - جـ ٣٧

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌فتاوى الحج والعمرة

- ‌مقدمة

- ‌أدلة وجوب الحج، والفورية والتراخي في وجوبه

- ‌حكم العمرة

- ‌وصايا لمن أقبل على الحج

- ‌آثار واردة في فضل الحج والعمرة

- ‌حج الصبي مع أمه

- ‌مواقيت الإحرام المكانية

- ‌سنن الإحرام في الميقات

- ‌وقت الإهلال بعد الاغتسال في الميقات، وحكم صلاة الركعتين قبل الإهلال

- ‌الاتجاه إلى القبلة عند الإهلال

- ‌معنى الإهلال

- ‌رفع الصوت بالتلبية

- ‌فضل التلبية

- ‌أنواع الحج

- ‌الاشتراط في الحج وما يترتب عليه

- ‌حكم وعقد الزواج للمحرم

- ‌حلق رأس المحرم وأحكامه

- ‌حكم غسل المحرم

- ‌حكم استظلال المحرم بالشمسية

- ‌حكم تغطية المحرم وجهه

- ‌الحجامة للمحرم

- ‌وقت انقطاع تلبية المحرم

- ‌الاغتسال لدخول مكة

- ‌الاضطباع والنسك الذي يشرع فيه

- ‌الوضوء للطواف

- ‌انتقاض الوضوء أثناء الطواف

- ‌كيفية الطواف المشروع

- ‌فضل استلام الحجر

- ‌مشروعية تقبيل الحجر الأسود

- ‌ما يقال عند الإشارة إلى الحجر الأسود

- ‌حكم صلاة ركعتين عقب الطواف

- ‌المصلي في الحرم ومرور الناس بين يديه

- ‌مرور المرأة البالغة بين يدي المصلي

- ‌استلام الحجر بعد ركعتي الفراغ من الطواف

- ‌الشرب من زمزم بعد صلاة الركعتين خلف المقام

- ‌السعي بين الصفا والمروة كيفيته وأذكاره

- ‌حكم الركوب في الطواف

- ‌عمل المتمتع بعد الطواف والسعي

- ‌أعمال الحاج يوم التروية

- ‌التكبير والتلبية عند الاتجاه إلى عرفات

- ‌ما يشرع للحاج فعله يوم عرفة

- ‌حكم صيام الواقف بعرفة

- ‌إدراك الوقوف بعرفة بعد غروب شمس يوم عرفة

- ‌المبيت بمزدلفة وما يشرع فيه

- ‌مكان الوقوف بمزدلفة

- ‌حكم الانصراف من مزدلفة بعد غروب القمر للمعذورين

- ‌وقت رمي الجمرة الكبرى

- ‌صلاة الصبح بمزدلفة وأفضل أوقاتها

- ‌مكان التقاط الحصى لرمي الجمرات

- ‌رمي الجمرة الكبرى يوم النحر

- ‌وقت انقطاع تلبية الحاج

- ‌من يجب عليه الهدي من الحجيج

- ‌أعمال الحاج يوم النحر

- ‌التحلل الأصغر للمحرم

- ‌رمي الجمرات أيام التشريق

- ‌بيع الحاج وشراؤه

- ‌نزول الحيض بعد طواف الإفاضة وقبل طواف الوداع

- ‌استئذان المرأة زوجها للحج

- ‌خروج المعتدة للحج

- ‌ذهاب المرأة للحج بدون محرم وخلاف العلماء رحمهم الله تعالى فيه

- ‌ملابس المرأة المحرمة

- ‌الحيض قبل الوصول إلى الميقات

- ‌لبس الخفين والسراويل للمحرمة

- ‌لبس الحلي للمحرمة

- ‌اكتحال المحرمة

- ‌رفع الصوت بالتلبية للنساء المحرمات

- ‌الحيض بعد إهلال المتمتعة بالعمرة

- ‌رمل المرأة أثناء الطواف في الحج

- ‌انتقاب المرأة في الطواف بعد قضاء العمرة

- ‌زيارة المدينة المنورة بعد الحج أو العمرة

الفصل: ‌كيفية الطواف المشروع

‌كيفية الطواف المشروع

‌السؤال

ما هي صفة الطواف المشروعة؟

‌الجواب

تبتدئ طوافك بالحجر الأسود، فإن استطعت أن تقبله وأن تستلمه قبلته واستلمته؛ إذ هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تبدأ بالطواف، وإن لم تستطع أشرت إليه مكبراً ثم بدأت في الطواف، ولا يشرع لك أن تزاحم الناس؛ إذ أذى المسملين لا يجوز لك، ورب العزة قال:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]، وقال:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، ثم تبدأ بالطواف، وليست هناك أذكار مخصوصة بالطواف كما يفعل بعض الناس، وإنما الذي ورد هو أن يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود:(اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وإن كان في إسناده بعض الضعف اليسير، إلا أن من أهل العلم من يعمل به لكونه في فضائل الأعمال، والأكثرون من العلماء على ذلك في هذا الباب أي: على قول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) بين الركن اليماني والحجر الأسود، أما سائر الأركان فأنت مخير فيها بين الدعاء فتدعو الله تعالى بما شئت، أو تذكره بما شئت، أو تتلو كتابه كيف شئت، أو تصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كيف تشاء، فلا دليل يلزم بشيء معين، والله تعالى أعلم.

وأما الملتزم وهو المكان الذي بين الحجر الأسود وباب الكعبة، ويقارب متراً ونصف المتر على وجه التقريب فيسن عنده الدعاء ويشرع، وأما ما ورد من أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يلصقون صدورهم وخدودهم بالملتزم فإسناده فيه ضعف، وبالله تعالى التوفيق.

فالحاصل أنك تبدأ الطواف بتقبيل الحجر الأسود واستلامه، فإن لم تستطع أشرت إليه بشيء معك أو بيدك وكبرت، ثم تبدأ الثلاثة الأشواط الأولى بالرمل، والرمل: المشي السريع المتتابع، مع الاضطباع، والاضطباع: أن تكون كاشفاً عن كتفك الأيمن مغطياً كتفك الأيسر، وكلما مررت بالركن اليماني استلمته إن استطعت، فإن لم تستطع استلامه فلا تشير إلى الركن اليماني.

فإذا انتهت الأشواط الثلاثة الأولى رجعت عن اضطباعك، وتوقفت عن الرمل، وسرت سيراً كسائر سيرك حول الكعبة، فتدعو ربك عز وجل بما شئت، واحذر أن تتسلل من الفتحة التي هي بين الحِجْر وبين الكعبة، وذلك لأن الحِجْر يعد من الكعبة، وقصة الحجر أن مشركي قريش لما أرادوا بناء الكعبة أرادوا ألا يدخلوا فيها مالاً من الحرام فقالوا: لا ندخل فيها مهر بغي، ولا ربا، ولا حلوان الكاهن، ولا شيئاً من الأموال المحرمة، فقصرت بهم النفقة الحلال أن يبنوا الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام، فبنوا الكعبة على نحو مما هي عليه الآن، والذي لم يستطيعوا بناءه منها أحاطوا عليه بهذا القوس الذي هو الحِجْر، فلا يجوز لك أن تتسلل من الفتحة التي بين الكعبة والحجر وتخرج مختصراً على نفسك الطريق، بل لزامٌ عليك أن تطوف حول هذا القوس الذي هو الحِجْر؛ إذ هو من الكعبة، والله تبارك وتعالى أعلم.

ص: 28