المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم تقبيل الصائم ومباشرته - دروس للشيخ مصطفى العدوي - جـ ٣٨

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌فتاوى رمضان

- ‌مقدمة

- ‌تعريف الصيام

- ‌حكم تبييت النية لصيام رمضان

- ‌الحكمة من مشروعية الصيام

- ‌سبب اختصاص الله تعالى بالصيام

- ‌حكم تقبيل الصائم ومباشرته

- ‌حكم الاستمناء في نهار رمضان

- ‌حكم من أذن الفجر وهو جنب

- ‌حكم الاحتلام في نهار رمضان

- ‌حكم الاكتحال للصائم

- ‌حكم السواك للصائم

- ‌حكم استعمال معجون الأسنان للصائم

- ‌حكم تذوق الصائمة للطعام ومضغه

- ‌حكم ما يدخل من القبل أو الدبر للصائم

- ‌أحكام الحقن للصائم

- ‌حكم تناول الحقن لمرضى السكر

- ‌معنى الرفث ليلة الصيام

- ‌حكم من طهرت من الحيض قبيل الفجر ولم تغتسل

- ‌حكم صيام الحائض

- ‌حكم استعمال الأدوية لمنع الحيض للصيام

- ‌صيام المستحاضة

- ‌حكم من أفطر لكبر سنه

- ‌حكم صوم المريض مرضاً مزمناً

- ‌حكم إفطار الحامل والمرضع

- ‌حكم صيام المسافر في رمضان

- ‌حكم الحجامة للصائم

- ‌حكم التقيؤ للصائم

- ‌اختلاف مطالع الهلال

- ‌الزمن الذي يقضي فيه المفطر صيامه

- ‌علاقة شهر رمضان بالقرآن

- ‌حكم من أكل أو شرب ناسياً

- ‌حكم صيام الصبيان

- ‌استحباب السحور للصائم

- ‌وقت إفطار الصائم

- ‌وقت إمساك الصائم عن الأكل والشرب

- ‌عدد ركعات قيام الليل في رمضان

- ‌الاعتكاف في المساجد الثلاثة

- ‌بداية دخول المعتكف إلى معتكفه

- ‌التحلل من مظالم العباد

الفصل: ‌حكم تقبيل الصائم ومباشرته

‌حكم تقبيل الصائم ومباشرته

‌السؤال

هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته وأن يباشرها بما دون الجماع، أم أن ذلك ليس بجائز؟

‌الجواب

يجوز للصائم إتيان هذا إذا كان يملك أمر نفسه، وقد دل على ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم)، والمباشرة هنا دون الجماع بلا شك، قالت رضي الله عنها:(وكان أملككم لإربه)، أي: أنه يستطيع التحكم في نفسه، فيمنع نفسه من الجماع، وفي رواية عن عائشة أيضاً رضي الله عنها قالت:(إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم، ثم ضحكت)، وكذلك قالت أم المؤمنين حفصة رضي الله تعالى عنها:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم)، وكذلك من حديث أم سلمة رضي الله عنها:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم)، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (هششت يوماً فقبلت وأنا صائم، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لقد صنعت اليوم أمراً عظيماً، قال: وما هو؟ قلت: قبلت وأنا صائم، قال: أرأيت لو تمضمضت من الماء، قلت: إذاً لا يضر، قال: ففيم؟)، أي: ففيم تفطر؟ أي: وما هو الضرر إذا قبلت وأنت صائم؟ فالقبلة للصائم كالمضمضة بالنسبة له.

هذا وقد فرق بعض أهل العلم بين الشاب والشيخ في مسألة القبلة، فرخصوا للشيخ الكبير في القبلة ومنعوا الشاب منها؛ لكونها قد تفضي معه إلى الجماع المهلك المحرم، وقد ورد هذا عن عدد من أهل العلم، وقد ورد فيه حديث ضعيف عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حاصله:(أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخرٌ فسأله فنهاه)، إلا أن هذا الحديث لا يثبت من ناحية الإسناد، وإن ثبت فمحله حيث تُخشى الفتنة على الشاب إذا قبّل.

هذا وقد جوّز آخرون من أهل العلم القبلة حتى للشاب، واستدلوا بأن عائشة بنت طلحة كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها زوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو صائم، فقالت له أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:(ما يمنعك أن تدنو من أهلك، فتقبلها وتلاعبها؟ قال: أقبلها وأنا صائم؟! قالت: نعم).

قالوا: فهذه عائشة بنت طلحة، وكانت من أجمل النساء في زمانها، وكانت متزوجة بـ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو شاب، ومع ذلك أرشدتهما عائشة رضي الله تعالى عنها إلى القبلة والملاعبة، ومحل هذا أيضاً أمن الفتنة، والله تبارك وتعالى أعلم.

ص: 7