الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثاً: المؤسسات التعليمية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري:
1-
معهد الحرم المكي. 2- دار الحديث الخيرية.
3-
كلية الشريعة (جامعة الملك عبد العزيز فرع الكتاب والسنة) جامعة أم القرى حالياً.
1-
معهد الحرم المكي:
تم إنشاء معهد الحرم المكي عام 1384 هـ بناءً على اقتراح سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله الرئيس العام للإشراف الديني بالمسجد
الحرام، وصدر الأمر الملكي في عهد الملك فيصل رحمه الله بتأسيس معهد الحرم على ثلاث مراحل: إعدادي، ثانوي، عال، وتم وضع لوائح تنظيمية للقبول والدراسة متلائمة مع السياسة العامة للتعليم بالمملكة العربية السعودية، وكان الهدف من إنشاء المعهد حفظ ودراسة العقيدة الإسلامية وتعميق الإيمان بها مع الحفظ والالتزام بالكتاب والسنة وتعميق دراستهما في مجال التفسير، وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، وكذلك إعداد المدرسين المتخصصين في الدراسات الإسلامية، وتأهيل الدعاة لنشر هذا الدين على مستوى العالم، ويقوم بالتدريس بالمعهد كوكبة من أهل العلم والفضل. وقد بلغ عدد الطلاب قرابة 1400 طالباً من جنسيات مختلفة من العالم الإسلامي، ويمنح المعهد مكافآت للطلاب تشجيعاً لهم على التحصيل العلمي، وقد بلغ عدد
الذين تخرجوا في المعهد منذ إنشائه حتى عام 1421 هـ قرابة 1415 طالباً (1) .
2-
دار الحديث الخيرية:
فكر في إنشاء هذه الدار بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لما رأوه من قلة الاهتمام بالحديث وعلومه، وتبنى دراسة هذه الفكرة الشيخ عبد الظاهر أبو السمح أحد أئمة المسجد الحرام في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وقد تم وضع نظام الدراسة بهذه الدار، وبدأت الدراسة بها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 1352هـ وبدأت الدراسة في صفين دراسيين، الصف التمهيدي والصف العالي. ويدرس فيهما الكتب الستة (صحيح البخاري - صحيح مسلم - سنن أبي داود - سنن الترمذي- سنن النسائي- سنن ابن ماجه) كما يدرس التوحيد، والقرآن الكريم، والتفسير، وأصول الفقه، والحديث، وقواعد اللغة العربية. وقد كان الهدف من إنشاء هذه الدار هو إعداد طلبة علم لهم إلمام ودراية بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية، كما كان الهدف نشر الوعي الإسلامي وترسيخ العقيدة الصحيحة، وقد طُوِّر نظامُ الدراسة بالدار فكان مرحلتين، وذلك عام 1374 هـ. المرحلة الأولى: القسم التمهيدي، والمرحلة الثانية: القسم العالي. ثم تطورت الدراسة في الدار عام 1389 هـ وأصبحت على مراحل ثلاث:
1-
المرحلة الابتدائية 2- المرحلة المتوسطة 3- القسم العالي.
وفي عام 139
1 هـ ضمت دار الحديث بمراحلها الثلاث إلى الجامعة
(1)
نشرة معهد الحرم المكي، من إدارة المعهد، نسخة منها عندي.
الإسلامية بالمدينة المنورة وسميت: بدار الحديث المكية.
لكن في عام 1395 هـ صدر قرار من الجامعة الإسلامية يقضي بفصل القسم العالي (قسم الحديث) من دار الحديث المكية وجعله قسماً منفصلاً عن الجامعة، ويكون خيرياً، وأصبح دار الحديث الخيرية (القسم العالي) . وقد أعيد تنظيمُ هذه الدار، فأصبحت على ثلاث مراحل، كل مرحلة مدة الدراسة بها ثلاث سنوات، ودار الحديث الخيرية محتاجة إلى كثير من الدعم المادي حتى تأخذ مكانتها العلمية (1) .
3-
كلية الشريعة:
أنشئت كلية الشريعة بمكة المكرمة عام 1369 هـ كأول صرح تعليمي عالي بالمملكة، وقد بدأت الدراسة بها بفصل دراسي يضم (15) طالباً وكانت مناهجها تهتم بدراسة العلوم الشرعية واللغة العربية، وفي عام
1372هـ تم إنشاء كلية إعداد المعلمين في مكة المكرمة وفي عام 1380هـ، تم دمج الكليتين باسم الشريعة والتربية. وتولى الإشراف عليها وزارة المعارف، وفي عام 1382هـ تم إنشاء كلية التربية، وفي عام 1382هـ تم فصل كلية المعلمين وفي عام 1384 هـ تم ضم كلية الشريعة والتربية وقسم التاريخ تحت مسمى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. وفي عام 1390هـ تم ضم كلية الشريعة والتربية إلى جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة المكرمة، وفي عام 1401هـ أعلن عن قيام جامعة «أم القرى»
(1) التعليم الأهلي للبنين في مكة المكرمة ص 155 - 159.
جامعةً مستقلة، وقد أنشئت شعبة الكتاب والسنة ضمن التخصصات الدقيقة لقسم الشريعة بكلية الشريعة وذلك عام 1388هـ بمرحلة الماجستير والدكتوراه وذلك إثر الأمر الملكي الصادر في: 22/10/1387هـ بالموافقة على مشروع افتتاح الدراسات العليا الشرعية بكلية الشريعة وبدأ نشاطه بفرعين:
1-
فرع الكتاب والسنة 2- الفقه وأصوله
ثم أنشأت شعبة الكتاب والسنة مرحلة البكالوريوس ضمن تخصصات الشريعة عام 1393هـ؛ ليُمنح المتخرج درجة البكالوريوس في الشريعة في التخصص الدقيق الكتاب والسنة. ثم انتقلت الشعبة إلى كلية الدعوة وأصول الدين عام 1401 هـ، عند إنشاء جامعة أم القرى.
ولا زالت هذه الكلية تؤدي عملها على الوجه الأكمل كما خطط لها ونسأل الله لها مزيداً من التوفيق والسداد (1) .
وفي هذا العهد المبارك ((النصف الثاني من القرن الرابع عشر)) عهد إنشاء المملكة العربية السعودية نشطت الحركة التعليمية في مكة وسائر مدن هذه المملكة، ويكفي في هذا هذه المدارس الكثيرة التي أنشئت في مكة، وتشمل مراحل التعليم الثلاث: الابتدائي والمتوسط والثانوي، بالإضافة إلى الكليات والجامعات والمعاهد وما يشمل ذلك من تعليم البنين والبنات، ويؤكد هذا الجانب الشيخ محمد طاهر كردي قائلاً: ((أما التعليم في عهد حكومتنا السعودية وفقها الله تعالى فقد كثرت المدارس بالمملكة حتى صارت تعد
(1) تاريخ التعليم في مكة المكرمة ورجالاته ص 99، نشرة تعريفية بقسم الكتاب والسنة إعداد سعادة الدكتور حسنين فلمبان رئيس قسم الكتاب والسنة وهي تقع في 4 صفحات.
بالمئات بمختلف أنواعها وذلك لازدياد عدد سكانها ورغبة من حكومتنا في نشر التعليم والثقافة في أنحاء البلاد)) (1) .
قلت: ولو أدرك شيخنا الفاضل رحمه الله هذه الحركة العلمية التي تعيشها مملكتنا الحبيبة الآن لازداد إعجاباً بها وذكراً لها. نسأل الله أن يوفق القائمين على هذه البلاد مزيداً من السداد والنجاح حتى ترقى هذه البلاد إلى المكانة التي تستحقها بين بلدان العالم.
(1) التاريخ القويم 6 / 36.