الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرِّفق واللِّين
وصف الله نبيَّه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنَّه على خُلق عظيم، فقال:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، ووصفه بالرِّفق واللِّين، فقال:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ، ووصفه بالرحمة والرأفة بالمؤمنين، فقال:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}
وأمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالرِّفق ورغَّب فيه، فقال:"يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا" أخرجه البخاري (69) ومسلم (1734) من حديث أنس، وأخرجه مسلم (1732) عن أبي موسى، ولفظه:"بشِّروا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا"، وروى
البخاري في صحيحه (220) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد: "دَعوه، وهريقوا على بوله سَجْلاً من ماء أو ذنوباً من ماء؛ فإنَّما بُعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين".
وروى البخاري (6927) عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشة! إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه"، ورواه مسلم (2593) بلفظ:"يا عائشة! إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق، ويُعطي على الرِّفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما سواه"، وروى مسلم في صحيحه (2594) عن عائشة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلَاّ زانه، ولا يُنزع عن شيء إلَاّ شانه"، وروى مسلم أيضاً (2592) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن
يُحرم الرِّفق يُحرم الخير".
وقد أمر الله النَّبيَّيْن الكريمين موسى وهارون ـ عليهما الصلاة والسلام ـ أن يدعوا فرعون بالرِّفق واللِّين، فقال:{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ، ووصف الله الصحابةَ الكرام بالتراحم فيما بينهم، فقال:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}