المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ سورة الدخان - روح البيان - جـ ٨

[إسماعيل حقي]

الفصل: ‌ سورة الدخان

دعوتهم واقنط من ايمانهم وَقُلْ سَلامٌ اى امرى تسلم منكم ومن دينكم وتبر ومتاركة فليس المأمور به السلام عليهم والتحية بل البراءة كقول ابراهيم عليه السلام سلام عليك سأستغفر لك فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حالهم البتة وان تأخر ذلك وبالفارسية پس زود باشد كه بدانند عاقبت كفر خود را وقتى كه عذاب بر ايشان فرود آيد در دنيا بروز بدر ودر عقبى بدخول در نار سوزان وهو وعيد من الله لهم وتسلية لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فعلى العاقل ان يتدارك حاله قبل خروج الوقت بدخول الموت ونحوه ويقبل على قبول الدعوة مادام الداعي مقبلا غير صافح والا فمن كان شفيعه خصما له لم يبق له رجاء النجاة قال ذو النون رحمه الله سمعت بعض المتعبدين بساحل الشام يقول ان لله عبادا عرفوه بيقين من معرفته فشمروا قصدا اليه وتحملوا فيه المصائب لما يرجون عنده من الرغائب صحبوا الدنيا بالاشجان وتنعموا فيها بطول الأحزان فما نظروا إليها بعين راغب ولا تزودوا منها إلا كزاد راكب خافوا البيات فأسرعوا ورجوا النجاة فأزمعوا بذلوا مهج أنفسهم فى رضى سيدهم نصبوا الآخره نصب أعينهم وأصغوا إليها بآذان قلوبهم فلو رأيتهم لرأيت قوما ذبلا شفاههم خمصا بطونهم خزينة قلوبهم ناحلة أجسادهم باكية أعينهم لم يصحبوا التعليل والتسويف وقنعوا من الدنيا بقوت خفيف ولبسوا من اللباس أطمارا بالية وسكنوا من البلاد قفراء خالية هربوا من الأوطان واستبدلوا الوحدة من الاخوان فلو رأيتهم لرأيت قوما قد ذبحهم الليل بسكاكين السهر والنصب وفصل أعضاءهم بخناجر التعب خمص بطول السرى شعث بفقد الكرى قد وصلوا الكلال بالكلال وتأهبوا للنقلة والارتحال

چواز جايكان در دويدن كرو

بتيزى هم افتان وحيزان برو

كران باد پايان برفتند تيز

تو بى دست و پااز نشستن بخيز

تمت سورة الزخرف بعون الله تعالى فى اواخر جمادى الآخرة من الشهور المنتظمة فى سلك سنة ثلاث عشرة ومائة وألف وتليها‌

‌ سورة الدخان

وهى سبع او تسع وخمسون آية مكية الا قوله انا كاشفوا العذاب إلخ.

سورة الدخان

بسم الله الرحمن الرحيم

حم اى بحق حم وهى هذه السورة او مجموع القرآن وَالْكِتابِ عطف على حم إذ لو كان قسما آخر لزم اجتماع القسمين على مقسم عليه واحد ومدار العطف على تقدير كون حم اسما لمجموع القرآن المغايرة فى العنوان الْمُبِينِ اى البين معانيه لمن انزل عليهم وهم العرب لكونه بلغتهم وعلى أساليبهم او المبين لطريق الهدى من طرق الضلالة الموضح لكل ما يحتاج اليه فى أبواب الديانة وقال بعضهم بحق الحي القيوم وبحق القرآن الفاصل بين الحق والباطل فالحاء اشارة الى الاسم الحي والميم الى الاسم القيوم وهما أعظم الأسماء الالهية لاشتمالهما على ما يشتمل عليه كل منها من المعاني والأوصاف والحقائق كما سبق فى آية الكرسي وفى عرائس البقلى الحاء الوحى الخاص الى محمد والميم محمد عليه السلام وذلك ما كان بلا واسطة فهو سر بين المحب والمحبوب لا يطلع عليه أحد غيرهما كما قال تعالى فأوحى

ص: 400

الى عبده ما أوحى وقال بعضهم حميت المحبين يعنى حمايت كردم دوستان خود را از توجه بما سوى يقول الفقير ويحتمل ان يكون اشارة الى حمد الله الى انزاله القرآن الذي هو أجل النعم الالهية فحم مقصور من الحمد والمعنى وحق الحق الذي يستحق الحمد فى مقابلة إنزال القرآن إِنَّا أَنْزَلْناهُ اى الكتاب المبين الذي هو القرآن وهو جواب القسم فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ هى ليلة القدر فانه تعالى أنزل القرآن فى ليلة القدر من شهر رمضان من اللوح المحفوظ الى بيت العزة فى السماء الدنيا دفعة واحدة واملاه جبريل على السفرة ثم كان ينزله على النبي عليه السلام نجوما اى متفرقا فى ثلاث وعشرين سنة والظاهر ان ابتداء تنزيله الى النبي عليه السلام ايضا كان فى ليلة القدر لان ليلة القدر فى الحقيقة ليلة افتتاح الوصلة ولا بد فى الوصلة من الكلام والحطاب والحكمة فى نزوله ليلا ان الليل زمان المناجاة ومهبط النفحات ومشهد التنزلات ومظهر التجليات ومورد الكرامات ومحل الاسرار الى حضرة الكبرياء وفى الليل فراغ القلوب بذكر حضرة المحبوب فهو أطيب من النهار عند المقربين والأبرار ووصف الليلة بالبركة لما ان نزول القرآن مستتبع للمنافع الدينية والدنيوية بأجمعها او لما فيها من تنزل الملائكة والرحمة واجابة الدعوة ونحوها والا فاجزاء الزمان متشابهة بحسب ذواتها وصفاتها فيمتنع ان يتميز بعض اجزائه عن بعض بمزيد القدر والشرف لنفس ذواتها وعلى هذا فقس شرف الامكنة فانه لعارض فى ذاتها قال حضرة الشيخ صدر الدين قدس سره فى شرح الأربعين حديثا وللازمنة والامكنة فى محو السيئات وتغليب طرف الحسنات وامدادها والتكفير والتضعيف مدخل عظيم وفى الحديث ان الله غفر لاهل عرفات وضمن عنهم التبعات وانه ينزل يوم عرفة الى السماء الدنيا وقد وردت أحاديث دالة على فضيلة شهر رمضان وعشر ذى الحجة وليلة النصف من شعبان وان الصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف وفى مسجد النبي عليه السلام بألف وفى المسجد الأقصى بخمسمائة وكلها دالة على شرف الازمنة والامكنة انتهى كلامه قال الشيخ المغربي قدس سره أفضل الشهور عندنا شهر رمضان اى لانه انزل فيه القرآن ثم شهر ربيع الاول اى لانه مولد حبيب الرحمن ثم رجب اى لانه فرد الأشهر الحرم وشهر الله ثم شعبان اى لانه شهر حبيب الرحمن ومقسم الأعمال والآجال بين شهرين عظيمين رجب ورمضان ففيه فضل الجوارين العظيمين كما ان ليوم الخميس وليوم السبت فضلا عظيما لكونها فى جوار الجمعة ولذا ورد بارك الله فى السبت والخميس ثم ذو الحجة اى لانه موطن الحج والعشر التي تعادل كل ليلة منها ليلة القدر والأيام المعلومات ايام التشريق ثم شوال اى لكونه فى جوار شهر رمضان ثم ذو القعدة اى لكونه من الأشهر الحرم ثم المحرم شهر الأنبياء عليهم السلام ورأس السنة وأحد الأشهر الحرم وقيل فضل الله الأشهر والأيام والأوقات بعضها على بعض كما فضل الرسل والأمم بعضها على بعض لتبادر النفوس وتسارع القلوب الى احترامها وتتشوق الأرواح الى إحيائها بالتعبد فيها ويرغب الخلق فى فضائلها واما تضاعف الحسنات فى بعضها فمن المواهب اللدنية والاختصاصات الربانية ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال القاشاني فى شرح التائية كما ان شرف الازمنة وفضيلتها بحسب شرف الأحوال الواقعة فيها من حضور المحبوب ومشاهدته فكذلك

ص: 401

شرف الأعمال يكون بحسب شرف النيات والمقاصد الباعثة وشرف النية فى العمل ان يؤدى للمحبوب ويكون خالصا لوجهه غير مشوب بغرض آخر قال ابن الفارض

وعندى عيدى كل يوم أرى به

جمال محياها بعين قريرة

وكل الليالى ليلة القدر ان دنت

كما كل ايام اللقا يوم جمعة

قال بعض الكبار وأشد الليالى بركة وقدرا ليلة يكون العبد فيها حاضرا بقلبه مشاهدا لربه يتنعم بأنوار الوصلة ويجد فيها نسيم القرية واحوال هذه الطائفة فى لياليهم مختلفة كما قالوا

لا أظلم الليل ولا ادعى

ان نجوم الليل ليست تزول

ليلى كما شاءت قصير إذا

جادت وان ضنت قليلى طويل

وقال بعض المفسرين المراد من الليلة المباركة ليلة النصف من شعبان ولها أربعة اسماء الاول الليلة المباركة لكثرة خيرها وبركتها على العاملين فيها الخير وان بركات جماله تعالى تصل الى كل ذرة من العرش الى الثرى كما فى ليلة القدر وفى تلك الليلة اجتماع جميع الملائكة فى حظيرة القدس ودر كشف الاسرار فرموده كه آنرا مبارك خواند از بهر آنكه پر خير و پر بركت است همه شب دعيانرا اجابت است وسائلانرا عطيت ومجتهدانرا معونت ومطيعانرا مثوبت وغاصبانرا إقالت ومحبانرا كرامت همه شب درهاى آسمان كشاده جنات عدن وفراديس أعلا درها نهاده ساكنان جنة الخلد بر كنكرها نشسته أرواح انبيا وشهدا در عليين فراطرب آمده همه شب نسيم روح ازلى از جانب قربت بدل دوستان ميدمد وباد هواى فردانيث بر جان عاشقان مى وزد واز دوست خطاب مى آيد كه هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له اى درويش بيدار باش درين شب كه همه بساط نزول بيفكنده وكل وصال جانان در باغ رازدارى شكفته نسيم سحر مبارك بهارى ازو ميدمد و پيغام ملك برمزى باريك وبرازى عجب ميكويد الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله

الم يأن للهجران أن يتصرما

وللعود غصن البان ان يتضرما

وللعاشق الصب الذي ذاب وانحنى

ألم يأن ان يبكى عليه ويرحما

وفى بعض الآثار عجبا لمن آمن بي كيف يتكل على غيرى لو أنهم نظروا الى لطائف برى ما عبدوا غيرى اى عجب كسى كه ما را شناخت با غير ما آرام كى كيرد كسى كه ما را يافت با ديكرى چون پردازد كسى كه رنك وبوى وصال ويا دما دارد دل در رنك وبوى دنيا

چون بندد از تعجب هر زمان كويد بنفشه كاى عجب

هر كه زلف يار دارد چنك در ما جون زند

والثاني ليلة الرحمة والثالث ليلة البراءة والرابع ليلة الصك وذلك لان البندار إذا استوفى فى الخراج من اهله كتب لهم البراءة كذلك الله يكتب لعباده المؤمنين البراءات فى هذه الليلة (كما حكى) ان عمر بن عبد العزيز لما رفع رأسه من صلاته ليلة النصف من شعبان وجد رقعة خضرآء قد اتصل نورها بالسماء مكتوب فيها هذه براءة من النار من الملك العزيز لعبده

ص: 402

عمر بن عبد العزيز وكما ان فى هذه الليلة براءة للسعداء من الغضب فكذا فيها براءة للاشقياء من الرحمة نعوذ بالله تعالى ولهذه الليلة خصال الاولى تفريق كل امر حكيم كما سيأتى والثانية فضيلة العبادة فيها وفى الحديث من صلى فى هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله تعالى اليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان قال فى الاحياء يصلى فى الليلة الخامسة عشرة من شعبان مائة ركعة كل ركعتين بتسليمة يقرأ فى كل ركعة بعد الفاتحة قل هو الله أحد عشر مرات وان شاء صلى عشر ركعات يقرأ فى كل ركعة بعد الفاتحة مائة مرة قل هو الله أحد فهذه ايضا اى كصلاة رجب مروية عن النبي عليه السلام فى جملة الصلوات كان السلف يصلون هذه الصلاة فى هذه الليلة ويسمونها صلاة الخير ويجتمعون فيها وربما صلوها جماعة (روى) عن الحسن البصري انه قال حدثنى ثلاثون من اصحاب النبي عليه السلام ان من صلى هذه الصلاة فى هذه الليلة نظر الله اليه سبعين نظرة وقضى الله له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها المغفرة انتهى كلام الاحياء قال الشيخ الشهير بافتاه قدس سره ان النبي عليه السلام لما تجلى له جميع الصفات فى ثمانية عشر ألف عالم وأكثر صلى تلك الصلاة بعد العشاء شكرا على النعمة المذكورة (وروى) مجاهد عن على رضى الله عنه انه عليه السلام قال يا على من صلى مائة ركعة فى ليلة النصف من شعبان فقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد عشر مرات قال عليه السلام يا على ما من عبد يصلى هذه الصلاة الا قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ويبعث الله سبعين ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات الى رأس السنة ويبعث الله فى جنات عدن سبعين ألف ملك وسبعمائة ألف يبنون له المدائن والقصور ويغرسون له من الأشجار مالا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب المخلوقين وان مات من ليلته قبل ان يحول الحول مات شهيدا ويعطيه الله بكل حرف من قل هو الله أحد فى ليلته تلك سبعين حوراء كما فى كشف الاسرار قال بعضهم أقل صلاة البراءة ركعتان وأوسطها مائة وأكثرها ألف يقول الفقير الألف الذي هو اشارة الى ألف اسم له تعالى تفضيل للمائة التي هى اشارة الى مائة اسم له منتخبة من الالف لان التسعة والتسعين باعتبار احديتها مائة وهى تفصيل للواحد الذي هو الاسم الأعظم ولما لم تشرع ركعة منفردة ضم إليها اخرى اشارة الى الذات والصفات والليل والنهار والجسد والروح والملك والملكوت ولهذا السر استحب ان يقرأ فى الركعتين المذكورتين اربعمائة آية من القرآن فان فرض القراءة آية واحدة ومشتحبها اربع آيات والمائة اربع مرات اربعمائة فالركعتان باعتبار القراءة المستحبة فى حكم المائة فاعرف جدا وفى الحديث من احيى الليالى الخمس وجبت له الحنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان والثالثة نزول الرحمة قال عليه السلام ان الله ينزل ليلة النصف من شعبان الى السماء الدنيا اى تنزل رحمته والمراد فى الحقيقة تنزل عظيم من تنزلات عالم الحقيقة مخصوص بتلك الليلة وايضا المراد تنزل

من أول الليلة اى وقت غروب الشمس الى آخرها اى الى طلوع الفجر أو طلوع الشمس

ص: 403

والرابعة حصول المغفرة قال عليه السلام ان الله يغفر لجميع المسلمين فى تلك الليلة الا لكاهن او ساحر أو مشاحن أو مدمن خمر أو عاق للوالدين او مصر على الزنى قال فى كشف الاسرار فسر اهل العلم المشاحن فى هذا الموضع بأهل البدع والأهواء والحقد على اهل الإسلام والخامسة انه اعطى فيها رسول الله عليه السلام تمام الشفاعة وذلك انه سأل ليلة الثالث عشر من شعبان الشفاعة فى أمته فأعطى الثلث منها ثم سأل ليلة الرابع عشر فأعطى الثلثين ثم سأل ليلة الخامس عشر فأعطى الجميع الا من شرد على الله شراد بعير وفى رواية اخرى قالت عائشة رضى الله عنها رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى ليلة النصف من شعبان ساجدا يدعو فنزل جبريل فقال ان الله قد أعتق من النار الليلة بشفاعتك ثلث أمتك فزاد عليه السلام فى الدعاء فنزل جبريل فقال ان الله يقرئك السلام ويقول أعتقت نصف أمتك من النار فزاد عليه السلام فى الدعاء فنزل جبريل وقال ان الله أعتق جميع أمتك من النار بشفاعتك الا من كان له خصم حتى يرضى خصمه فزاد عليه السلام فى الدعاء فنزل جبريل عند الصبح وقال ان الله قد ضمن لخصماء أمتك ان يرضيهم بفضله ورحمته فرضى النبي عليه السلام والسادسة ان من عادة الله فى هذه الليلة ان يزيد ماء زمزم زيادة ظاهرة وفيه اشارة الى حصول مزيد العلوم الالهية لقلوب اهل الحقائق إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ استئناف مبين لما يقتضى الانزال كأنه قيل انا أنزلناه لان من شأننا الانذار والتخويف من العقاب فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ اى يكتب ويفصل كل امر محكم ومتقن من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم الا السعادة والشقاوة من هذه الليلة الى الاخرى من السنة القابلة وقيل يبدأ فى انتساخ ذلك من اللوح فى ليلة البراءة ويقع الفراغ فى ليلة القدر فتدفع نسخة الأرزاق الى ميكائيل ونسخة الحروب والزلال والصواعق والخسف الى جبرائيل ونسخة الأعمال الى اسمعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ونسخة المصائب الى ملك الموت حتى ان الرجل ليمشى فى الأسواق وان الرجل لينكح ويولد له ولقد أدرج اسمه فى الموتى كفته اند در ميان فرشتكان فرشته حليم تر ورحيم تر ومهربان تر از ميكائيل نيست وفرشته مهيب تر وبا سياست تر از جبرائيل نيست در خبر است كه روزى هر دو مناظره كردند جبرائيل كفت مرا عجب مى آيد كه با اين همه بى حرمتى وجفاكارى بخلق رب العزة بهشت از بهر چهـ مى آفريد ميكائيل كفت مرا عجب مى آيد كه با آن همه فضل وكرم ورحمت كه الله را بر بندگانست دوزخ را از بهر چهـ مى آفريد از حضرت عزت وجناب جبروت ندا آمد كه أحبكما الى احسنكما ظنا بي از شما هر دو آنرا دوستتر دارم كه بمن ظن نيكوتر مى برد يعنى ميكائيل كه رحمت بر غضب فضل مى نهد وقد قال الله تعالى ان رحمتى سبقت غضبى وكما ان فى هذه الليلة يفصل كل امر صادر بالحكمة من السماء فى السنة من اقسام الحوادث فى الخير والشر والمحن والمنن والمنصرة والهزيمة والخصب والقحط فكذا الحجب والجذب والوصل والفصل والوفاق والخلاف والتوفيق والخذلان والقبض والبسط والستر والتجلي فكم بين عبد نزل له الحكم والقضاء بالشقاء والبعد وآخر ينزل حكمه بالوفاء والرفد أَمْراً مِنْ عِنْدِنا نصب على الاختصاص اى اعنى بهذا الأمر امرا حاصلا من عندنا على مقتضى حكمتنا

ص: 404

وهو بيان لفخامته الاضافية بعد بيان فخامته الذاتية إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ بدل من انا كنا بدل الكل رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ مفعول له للارسال اى انا أنزلنا القرآن لان عادتنا إرسال الرسل بالكتب الى العباد لاجل افاضة رحمننا عليهم فيكون قوله رحمة غاية للارسال متأخرة عنه على ان المراد منها الرحمة الواصلة الى العباد او لاقتضاء رحمتنا السابقة ارسالهم فيكون باعثا متقدما للارسال على ان المراد مبدأها ووضع الرب موضع الضمير للايذان بان ذلك من احكام الربوبية ومقتضياتها وإضافته الى ضميره عليه السلام للتشريف در دو عالم بخشش بخشايش است خلق را از بخشش آسايش است خواجه چون در مديح خويش سفت انما انا رحمة مهداة كفت كما قال فى التأويلات النجمية انا كنا مرسلين محمدا عليه السلام رحمة مهداة من ربك ليخرج المشتاقين من ظلمات المفارقة الى نور المواصلة وايضا انا كنا مرسلين رحمة لنفوس أوليائنا بالتوفيق ولقلوبهم بالتحقيق إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ يسمع كل شىء من شأنه ان يسمع خصوصا انين المشتاقين ويعلم كل شىء من شانه ان يعلم خصوصا حنين المحبين فلا يخفى عليه شىء من اقوال العباد وأفعالهم وأحوالهم وهو تحقيق لربوبيته تعالى وانها لا تحق الا لمن هذه نعوته الجليلة رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما بدل من ربك يقول الفقير ألهمت بين النوم واليقظة ان معنى هذه الآية اى اشارة لا عبارة ان مربى ومبلغى الى كمالى هو رب السموات والأرض وما بينهما يعنى جميع الموجودات العلوية والسفلية وذلك لانها مظاهر الأسماء والصفات الالهية ففى كل ذرة من ذرات العالم حقيقة مشهودة هى غذآء الروح العارف فيتربى بذلك الغذاء الشهودى بالغا الى أقصى استعداده كما يتربى البدن بالغذاء الحسى بالغا الى غاية نمائه ووقوفه والى هذا المعنى أشار صاحب المثنوى بقوله

آن خيالاتى كه دام اولياست

عكس مهرويان مستان خداست

فافهم جدا وقل لا اعبد الا الله ولا اقصد سواه إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بشىء فهذا اولى ما توقنون به لفرط ظهوره او ان كنتم مريدين لليقين فاعلموا ذلك وبالفارسية اگر هستيد شما بى گمانان يعنى طلب كنندكان يقين لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إذ لا خالق سواه جملة مستأنفة مقررة لما قبلها يُحْيِي وَيُمِيتُ يوجد الحياة فى الجماد ويوجد الموت فى الحيوان بقدرته كما يشاهد ذلك اى يعلم علما جليا يشبه المشاهدة والظاهر ان المشاهدة تتعلق بالأثر فان المعلوم هو الاحياء والامانة والمشهود هو أثر الحياة فى الحي وأثر الممات فى الميت وفى التأويلات النجمية يحيى قلوب أوليائه بنور محبته وتجلى صفات جماله ويميت نفوسهم بتجلى صفات جلاله رَبُّكُمْ اى هو ربكم وخالقكم ورازقكم وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ وفى التأويلات رب آدم وأولاده ورب الآباء العلوية وقال محمد بن على الباقر قد انقضى قبل آدم الذي هو أبونا ألف آدم واكثر وذكر الشيخ ابن العربي قدس سره فى الفتوحات المكية فى باب حدوث الدنيا حديثا ضعيفا انه انقضى قبل آدم مائة ألف آدم وجرى له كشف وشهود فى طواف الكعبة انه شاهد رجالا تمثلوا له من الأرواح فسألهم من أنتم فأجابوه انهم من أجداده الاول قبل آدم بأربعين ألف سنة قال الشيخ فسألت عن ذلك إدريس النبي عليه السلام فصدقنى فى الكشف والخبر وقال نحن معاشر الأنبياء نؤمن

ص: 405

بحدوث العالم كله ولم نعلم اوله والحق تعالى متفرد بأوائل الكائنات بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ بلكه ايشان در شك اند اى مما ذكر من شؤونه تعالى غير موقنين فى إقرارهم بأنه تعالى رب السموات والأرض وما بينهما يَلْعَبُونَ لا يقولون ما يقولون عن جد وإذعان بل مخلوطا بهزؤ ولعب وهو خبر آخر وفى كشف الاسرار در كمان خويش بازي ميكنند فالظرف متلق بالفعل او بل هم حال كونهم فى شك مستقر فى قلوبهم يلعبون كما فى قوله فهم فى ريبهم يترددون وفيه أشار الى ان من استولت عليه الغفلة اداه ذلك الى الشك ومن لزم الشك كان بعيدا من عين الصواب قال بعضهم وصف اهل الشك والنفاق باللعب وذلك لترددهم وتحيرهم فى امر الدين واشتغالهم بالدنيا واغترارهم بزينتها قال اويس القرني رضى الله عنه أف لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها العظة وعن الشيخ فتح الموصلي قدس سره قال رأيت فى البادية غلاما لم يبلغ الحنث يمشى ويحرك شفتيه فسلمت عليه فرد الجواب فقلت له الى اين يا غلام فقال الى بيت الله الحرام قلت فيما ذا تحرك شفتيك قال بالقرءان قلت فانه لم يجر عليك قلم التكليف قال رأيت الموت يأخذ من هو أصغر منى سنا فقلت خطوك قصير وطريقك بعيد فقال انما على نقل الخطى وعلى الله الإبلاغ فقلت فأين الزاد والراحلة فقال زادى يقينى وراحلتى رجلاى

سدره توفيق بود كرد علايق

خواهى كه بمنزل برسى راحله بگذار

قلت اسألك عن الخبز والماء قال يا عماه أرأيت لو أن مخلوقا دعاك الى منزله أكان يجمل بك ان يحمل معك زادك فقلت لا قال ان سيدى دعا عباده الى بيته وأذن لهم فى زيارته فحملهم ضعف يقينهم على حمل زادهم وانى استقبحت ذلك فحفظت الأدب معه أفتراه يضيعنى فقلت كلا وحاشى ثم غاب عن عينى فلم أره الا بمكة فلما رآنى قال يا شيخ أنت بعد على ذلك الضعف فى اليقين

سيراب كن ز بحر يقين جان تشنه را

زين بيش خشك لب منشين بر سراب ريب

فَارْتَقِبْ الارتقاب چشم داشتن يعنى منتظر شدن والمعنى فانتظر يا محمد لكفار مكة على ان اللام للتعليل وبالفارسية پس تو منتظر باش براى ايشان يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ظاهر لا شك فيه ويوم مفعول ارتقب والباء للتعدية يعنى آن روز كه آسمان دودى آرد آشكارا ويجوز أن يكون ظرفاله والمفعول محذوف اى ارتقب وعد الله فى ذلك اليوم أطلق الدخان على شدة القحط وغلبة الجوع على سبيل الكناية او المجاز المرسل والمعنى فانتظر لهم يوم شدة ومجاعة فان الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان اما لضعف بصره او لأن فى عام القحط يظلم الهولء لقلة الأمطار وكثرة الغبار ولذا يقال لسنة القحط السنة الغبراه كما قالوا عام الرمادة والظاهر ان السنة الغبراء ما لا تنبت الأرض فيها شيأ وكانت الريح إذا هبت ألقت ترابا كالرماد او لان العرب تسمى الشر الغالب دخانا واسناد الإتيان الى السماء لان ذلك يكفها عن الأمطار فهو من قبيل اسناد الشيء الى سببه وذلك ان قريشا لما بالغوا فى الاذية له عليه السلام دعا عليهم فقال اللهم اشدد وطأتك على مضر أي عقابك الشديد يعنى خذهم أخذا شديدا واجعلها عليهم سنينا كسنى يوسف وهى السبع الشداد فاستجاب الله دعاءه فاصابتهم سنة اى قحط حتى أكلوا الجيف والجلود والعظام

ص: 406

والعلهز وهو الوبر والدم اى يخلط الدم بأوبار الإبل ويشوى على النار كان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان من الجوع وكان يحدث الرجل ويسمع كلامه ولا يراه من الدخان وذلك قوله تعالى يَغْشَى النَّاسَ اى يحيط ذلك الدخان بهم ويشملهم من جميع جوانبهم صفة للدخان هذا عَذابٌ أَلِيمٌ اى قائلين هذا الجوع او الدخان عذاب أليم فمشى اليه عليه السلام ابو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم اى قالوا نسألك يا محمد بحق الله وبحرمة الرحم ان تستسقى لنا ووعدوه ان دعا لهم وكشف عنهم ان يؤمنوا وذلك قوله تعالى رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ اى الجوع او عذاب الدخان وما لهما واحد فان الدخان انما ينشأ من الجوع إِنَّا مُؤْمِنُونَ بعد رفعه أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى رد لكلامهم واستدعائهم الكشف وتكذيب لهم فى الوعد بالايمان المنبئ عن التذكر والاتعاظ بما اعتراهم من الداهية والمراد بالاستفهام الاستبعاد لا حقيقته وهو ظاهر اى كيف يتذكرون او من أين يتذكرون ويقولون بما وعدوه من الايمان عند كشف العذاب عنهم وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ اى والحال انهم شاهدوا من دواعى التذكر وموجبات الاتعاظ ما هو أعظم منه فى ايجابهما حيث جاءهم رسول عظيم الشان وبين لهم مناهج الحق بإظهار آيات ظاهرة ومعجزات قاهرة تحرك صم الجبال ثُمَّ كلمة ثم هنا للاستبعاد تَوَلَّوْا أعرضوا عَنْهُ اى عن ذلك الرسول فيما شاهدوا منه من العظائم الموجبة للاقبال اليه ولم يقتنعوا بالتولى وَقالُوا فى حقه مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ اى قالوا تارة يعلمه غلام أعجمي لبعض ثقيف واسمه عداس او ابو فكهة او جبر او يسار واخرى مجنون او يقول بعضهم كذا وآخرون كذا فهل يتوقع من قوم هذه صفاتهم ان يتأثروا منه بالعظة والتذكير وما مثلهم الا كمثل الكلب إذا جاع ضغا وإذا شبع طغا إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ جواب من جهته تعالى عن قولهم ربنا اكشف إلخ اى انا نكشف العذاب المعهود عنكم بدعاء النبي عليه السلام وإنزال المطر كشفا قَلِيلًا وهو دليل على كمال خبث سريرتهم فانهم إذا عادوا الى الكفر بكشف العذاب كشفا قليلا فهم بالكشف رأسا أعود أو زمانا قليلا وهو ما بقي من أعمارهم إِنَّكُمْ عائِدُونَ تعودون اثر ذلك الى ما كنتم عليه من العتو والإصرار على الكفر وتنسون هذه الحالة وصيغة الفاعل فى الفعلين للدلالة على تحققها لا محالة ولقد وقع كلاهما حيث كشفه الله بدعاء النبي عليه السلام فما لبثوا ان عادوا الى ما كانوا فيه من العتو والعناد لان من مقتضى فساد طينتهم واعوجاج طبيعتهم المبادرة الى خلف الوعد ونقض العهد والعود الى الإشراك إذا زال المانع على ما بينه الله تعالى فيمن ركب الفلك إذ أنجاه الى البر (وفى المثنوى)

آن ندامت از نتيجه رنج بود

نى ز عقل روشن چون كنج بود

چونكه شد رنج آن ندامت شد عدم

مى نيرزد خاك آن توبه ندم

ميكند او توبه و پير خرد

بانك لوردوا لعادوا ميزند

يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى البطش تناول الشيء بعنف وصولة اى يوم القيامة ننتقم ونعاقب العقوبة العظمى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ فيوم ظرف لما دل عليه قوله انا منتقمون لا لمنتقمون لان انا مانعة عن ذلك (وقال الكاشفى) ياد كن روزى را كه بگيرم كافرانرا كرفتن سخت

ص: 407

وبزرك يعنى روز قيامت وذلك لانه تعالى أخذهم بالجوع والدخان ثم أذاقهم القتل والاسر يوم بدر وكل ذلك من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر فاذا كان يوم القيامة يأخذهم أخذا شديدا لا يقاس على ما كان فى الدنيا نسأل الله العصمة من عذابه وجحيمه والتوفيق لما يوصل الى رضاه ونعيمه وقال بعض المفسرين المراد بالدخان ما هو من اشراط الساعة وهو دخان يأتى من السماء قبل يوم القيامة فيدخل فى اسماع الكفرة حق يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ اى المشوى ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت او قد فيه ليس فيه خصاص اى فرجة يخرج منها الدخان وفى الحديث أول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين وهو بفتح الهمزة على ما هو المشهور اسم رجل بنى هذه البلدة باليمن واقام بها تسوق الناس الى المحشر اى الى الشام والقدس قال حذيفة رضى الله عنه فما الدخان فتلا الآية فقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة اما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة واما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه واذنيه ودبره وقال حذيفه بن أسيد الغفاري رضى الله عنه اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال عليه السلام ما تذاكرون قالوا نذكر الساعة قال عليه السلام انها لن تقوم حتى تروا قبلها آيات اى علامات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشرهم واوله بعض العلماء بفتنة الأتراك وأول خروج الدجال بظهور الشر والفساد ونزول عيسى باندفاع ذلك وظهور الخير والصلاح يقول الفقير ان كان هذا التأويل من طريق الاشارة فمسلم لانه لا تخلو الدنيا عن المظاهر الجلالية والجمالية الى خروج الدجال ونزول عيسى واما ان كان من طريق الحقيقة فلا صحة له إذ لا بد من ظهور تلك الآيات على حقيقتها على ما اخبر به النبي عليه السلام فعلى هذا القول وهو تفسير الدخان بما هو من اشراط الساعة معنى قوله ربنا اكشف عنا إلخ وقوله انا كاشفوا العذاب إلخ انه إذا جاء الدخان تضور المعذبون به من الكفار والمنافقين وغوثوا وقالوا ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون فيكشف الله عنهم بعد أربعين يوما فريثما يكشف عنهم يرتدون ولا يتمهلون وظهور علامات القيامة لا يوجب انقطاع التكليف ولا يقدح فى صحة الايمان ولا يجب ايضا لزومها وعدم انكشافها وقال بعض اهل التفسير المراد بالدخان ما يكون فى القيامة إذا خرجو فى قبورهم فيحتمل ان يراد به معناه الحقيقي وما يستلزمه فانه لشدة اهوال يوم القيمة تظلم العين بحيث لا يرى الإنسان فيه أينما توجه الا والظلمة مستولية عليه كانه مملوء دخانا فعلى هذا يبنى الكلام على الفرض والتقدير ومعناه انهم يقولون ربنا اكشف عنا العذاب اى ارددنا الى الدنيا نعمل صالحا فيقول الله انا كاشفوا العذاب يعنى ان كشفنا ورددناكم إليها تعودوا الى ما كنتم عليه من الكفر والتكذيب كما قال تعالى ولوردوا لعادوا لما نهوا عنه والتفسير الاول من هذه التفاسير الثلاثة هو الذي يستدعيه مساق النظم الكريم قطعا وفى عرائس البقلى رحمه الله ظاهر الآية دخان الكفرة من الجوع فى الظاهر

ص: 408

ودخان بواطنهم دخان النفس الامارة والأهواء المختلفة التي تغير سماء قلوبهم بغبار الشهوات وظلمة الغفلات وقال سهل قدس سره الدخان فى الدنيا قسوة القلب والغفلة عن الذكر وفى التأويلات النجمية فى الآية اشارة الى مراقبة سماء القلب عن تصاعد دخان أوصاف البشرية يغشى الناس عن شواهد الحق هذا عذاب أليم لارباب المشاهدة كما قال السرى قدس سره اللهم مهما عذبتنى فلا تعذبنى بذل الحجاب ربنا اكشف عنا عذاب الحجاب انا مؤمنون بانك قادر على رفع الحجاب وارخائه فاذا أخذوا فى الاستغاثة يقال لهم أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين بالهام تقواهم وفجورهم ثم خالفوه وقالوا خاطر شيطانى انا كاشفوا العذاب عن صورتهم فى الدنيا قليلا لان جميع الدنيا عندنا قليل ولكن يوم نبطش البطشة الكبرى نورثهم خزنا طويلا ولا يجدون فى ضلال انتقامنا مقيلا يقول الفقير ظهر من هذه التقريرات انه لا خير فى الدخان فى الظاهر والباطن ألا ترى ان من رآه فى المنام يعبر بالهول العظيم والقتال الشديد وبالظلمات والحجب والكدورات فعلى العاقل ان يجتهد فى الخروج من الظلمات الى النور والدخول فى دائرة الصفاء والحضور فانه ان بقي مع دخان الوجود يظلم عليه وجه المقصود وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ پيش از كفار مكه قَوْمَ فِرْعَوْنَ اى القبط والمعنى امتحناهم اى فعلنا بهم فعل الممتحن بإرسال موسى عليه السلام إليهم ليؤمنوا ويظهر منهم ما كان مستورا فاختاروا الكفر على الايمان فالفعل حقيققة او اوقعناهم فى الفتنة بالامهال وتوسيع الرزق عليهم فهو مجاز عقلى من اسناد الفعل الى سببه لان المراد بالفتنة حينئذ ارتكاب المعاصي وهو تعالى كان سببا لارتكابها بالامهال والتوسيع المذكورين وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ على الله تعالى وهو موسى عليه السلام بمعنى انه استحق على ربه أنواعا كثيرة من الإكرام او كريم على المؤمنين او فى نفسه لان الله تعالى لم يبعث نبيا الا من كان أفضل نسبا وأشرف حسبا على ان الكريم بمعنى الخصلة المحمودة وقال بعضهم لمكالمته مع الله واستماع كلامه من غير واسطة وفى الآية اشارة الى انه تعالى جعل فرعون وقومه فيما فتنهم فدآء امة محمد عليه السلام لتعتبر هذه الامة بهم فلا يصرون على جحودهم كما أصروا ويرجعوا الى طريق الرشد ويقبلو دعوه نبيهم ويؤمنوا بما جاء به لئلا يصيبهم ما أصابهم بعد أن جاءهم رسول كريم أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ ان مصدرية اى بأن أدوا الى بنى إسرائيل وسلموهم وأرسلوهم معى لأذهب بهم الى موطن آبائهم الشام ولا تستعبدوهم ولا تعذبوهم اى جئتكم من الله لطلب تأدية عباد الله الى (قال فى كشف الاسرار) فرعون قبطى بود وقوم وى قبط بودند وبنى إسرائيل در زمين ايشان غريب بودند از زمين كنعان بايشان افتادند نژاد يعقوب عليه السلام بودند با پدر خويش يعقوب بمصر شدند بر يوسف وآن روز هشتاد ودو كس بودند وايشانرا در مصر توالد وتناسل بود بعد از غرق فرعون چون از مصر بيرون آمدند با موسى بقصد فلسطين هزار هزار وششصد هزار بودند فرعون ايشانرا در زمين خويش زبون كرفته بود وايشانرا معذب همى داشت وكارهاى صعب ودشوار همى فرمود تا رب العزة موسى را به پيغمبرى بايشان فرستاد بدو كار يكى آوردن ايمان

ص: 409

بوحدانيت حق تعالى وعبادت وى كردند ديكر بنى إسرائيل را موسى دادن وايشانرا از عذاب رها كردن اينست كه رب العالمين فرمود أن أدوا الى عباد الله يقول الفقير فتكون التأدية بعد الايمان كما قالوا فى آية اخرى لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى إسرائيل ونظيره قول نوح عليه السلام لابنه يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين اى آمن واركب فان الراكب انما هو المؤمنون والركوب متقرع على الايمان وقال بعضهم عباد الله منصوب بحرف النداء المحذوف اى بان أدوا الى يا عباد الله حقه من الايمان وقبول الدعوة إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ على وحيه ورسالته صادق فى دعواه بالمعجزات وهو علة للامر بالتأدية وفيه اشارة الى ان بنى إسرائيل كانوا امانة الله فى أيدي فرعون وقومه يلزم تأديتهم الى موسى لكونه أمينا فخانوا تلك الامانة حتى آخذهم الله على ذلك وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ اى وبان لا تتكبروا عليه تعالى بالاستهانة بوحيه وبرسوله واستخفاف عباده واهانتهم إِنِّي آتِيكُمْ اى من جهته تعالى يحتمل ان يكون اسم فاعل وان يكون فعلا مضارعا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ تعليل للنهى اى آتيكم بحجة واضحه لا سبيل الى إنكارها يعنى المعجزات وبالفارسية بدرستى كه من بشما آرنده ام حجتى روشن وبرهانى آشكارا بصدق مدعاى خود وفى إيراد الأداء مع الامين والسلطان مع العلاء من الجزالة ما لا يخفى وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ اى التجأت اليه وتوكلت عليه أَنْ تَرْجُمُونِ من ان ترجمونى فهو العاصم من شركم والرجم سنكسار كردن يعنى الرمي بالرجام بالكسر وهى الحجارة او تؤذوني ضربا او شتما بان تقولوا هو ساحر ونحوه او تقتلونى قيل لما قال وان لا تعلوا على الله توعدوه بالقتل وفى التأويلات النجمية وانى عذت بربي من شر نفسى وربكم من شر نفوسكم ان ترجمونى بشىء من الفتن وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ الايمان يتعدى باللام باعتبار معنى الإذعان والقبول والباء باعتبار معنى الاعتراف وحقيقة آمن به أمن المخبر من التكذيب والمخالفة وقال ابن الشيخ اللام للاجل بمعنى لاجل ما أتيت به من الحجة والمعنى وان كابرتم مقتضى العقل ولم تصدقونى فكونوا بمعزل منى لا على ولالى ولا نتعرضوا لى بشر ولا أذى لا باليد ولا باللسان فليس ذلك من جزاء من يدعوكم الى ما فيه فلا حكم فالاعتزال كناية عن الترك ولا يراد به الاعتزال بالأبدان قال القاضي عبد الجبار من متأخرى المعتزلة كل موضع جاء فيه لفظ الاعتزال فى القرآن فالمراد منه الاعتزال عن الباطل وبهذا صار اسم الاعتزال اسم مدح وهو منقوض بقوله تعالى فان لم تؤمنوا لى فاعتزلون فان المراد بالاعتزال هنا العزلة عن الايمان التي هى الكفر لا العزلة عن الكفر والباطل كذا فى بعض كتب الكلام اخبر الله بهذه الآية ان المفارقة من الاضداد واجبة قيل ان بعض اصحاب الجنيد قدس سره وقع له عليه انكار فى مسألة جرت له معه فكتب اليه ليعارضه فيها فلما دخل على الجنيد نظر اليه وقال يا فلان وان لم تؤمنوا لى فاعتزلون نقلست كه امام احمد حنبل رحمه الله شبى نزد بشر حافى قدس سره رفتى ودر حق او أرادت تمام داشت تا بحدى كه شاكردانش كفتند تو امام عالم باشى ودر فقه وأحاديث وجمله علوم واجتهاد نظير ندارى هر دم از پس شوريده با برهنه مى دوى

ص: 410

اين چهـ لايق بود احمد كفت آن همه علوم كه شمرديد چنانست من همه به از ان دانم اما او خدا را به از من داند فينبغى للمرء ان يعتزل عن الباطل أيا كان لا عن الحق وربما رأينا بعض اهل الإنكار فى الغالب يعتزل عن صحبة الرجال ثم لا يكتفى باعتزاله حتى يؤذبهم باللسان فيكون باهانة الأولياء عدو الله تعالى ومحروما من فوائد الصحبة وعوائد المجلس فلزم على أهل الحق أن يتعوذوا بالله من شرور الظلمة والجبابرة وأهل الإنكار والمكابرة كما تعوذ الأنبياء عليهم السلام

اى خدا كمترين كداى توام

چشم بر خوان كبرياى توام

از بد ومنكران امانم ده

هر چهـ آنم بهست آنم ده

چونكه تو كفتى فاستعذ بالله

بتو بردم ز شر ديو پناه

با خصوص از بلاي ديو سفيد

كه نباشد ازو كريز مفيد

فَدَعا موسى رَبَّهُ بعد ما كذبوه أَنَّ هؤُلاءِ اى بان هؤلاء القبط قَوْمٌ مُجْرِمُونَ مصرون على كفرهم ومتابعة هواهم وأنت اعلم بهم فافعل بهم ما يستحقونه فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا الفاء عاطفة بإضمار القول بعد الفاء لئلا يلزم عطف الإنشاء على الخبر والإسراء بشب رفتن يقال أسرى به ليلا إذا سار معه بالليل وكذا سرى والسرى وان كان لا يكون الا بالليل لكنه أتى بالليل للتأكيد والمعنى فاجاب الله دعاءه وقال له اسر يا موسى ببني إسرائيل من مصر ليلا على غفلة من العدو وبالفارسية پس ببر بشب بندگان مرا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ علة للامر بالسير اى يتبعكم فرعون وجنوده بعد أن علموا بخروجكم ليلا ليقتلكم چون بلب دريا رسيده باشيد تو عصا بر دريا زنى بشكافد ودر وراهها پديد آيد تا بنى إسرائيل بگذرند وَاتْرُكِ الْبَحْرَ اى بحر القلزم وهو الأظهر الأشهر أو النيل حال كونه رَهْواً مصدر سمى به البحر للمبالغة وهو بمعنى الفرجة الواسعة اى ذا رهو أو راهيا مفتوحا على حاله منفرجا ولا تخف ان يتبعك فرعون وقومه او ساكنا على هيئته بعد ما جاوزته ولا تضربه بعصاك لينطبق ولا تغيره عن حاله ليدخله القبط فاذا دخلوا فيه أطبقه الله عليهم يعنى ساكن وآراميده بر آن وجه كه راهها برو ظاهر بود فيكون معنى رهوا ساكنا غير مضطرب وذلك لان الماء وقف له كالطود العظيم حتى جاوز البحر إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ علة للامر بترك البحر رهوا والجند جمع معد للحرب والإغراق غرقه كردن والغرق الرسوب فى الماء والتسفل فيه يقول الفقير لما كان فرعون يفتخر بالماء وجريان الأنهار من تحت قصره وأشجار بساتينه جاء الجزاء من جنس العمل ولذا امر الله تعالى موسى عليه السلام بأن يسير الى جانب البحر دون البر والا فالله سبحانه قادر على إهلاك العدو فى البر ايضا بسبب من الأسباب كما فعل بأكثر الكفار ممن كانوا قبل القبط كَمْ تَرَكُوا اى كثيرا تركوا فى مصرفكم فى محل النصب على انه مفعول تركوا ومن فى قوله مِنْ جَنَّاتٍ بيان لابهامه اى بساتين كثيرة الأشجار وكانت متصلة من رشيد الى أسوان وقدر المسافة بينهما اكثر من عشرين يوما وفى الآية اختصار والمعنى فعل ما امر به بأن ترك البحر رهوا فدخله فرعون وقومه فاغرقوا وتركوا بساتين كثيرة وَعُيُونٍ نابعة بالماء وبالفارسية چشمهاى آب روان ولعل المراد الأنهار الجارية المتشعبة من النيل إذ ليس فى مصر آبار وعيون كما قال بعضهم فى ذمها هى بين بحر رطب عفن

ص: 411

كثير البخارات الرديئة التي تولد الأدواء وتفسد الغذاء وبين جبل وبريابس صلد ولشدة يبسه لا تنبت فيه خضراء ولا تنفجر فيه عين ماء انتهى وَزُرُوعٍ جمع زرع وهو ما استنبت بالبذر تسمية بالمصدر من زرع الله الحرث إذا أنبته وأنماه قال فى كشف الاسرار وفنون الأقوات وألوان الاطعمة اى كانوا اهل ريف وخصب خلاف حال العرب وَمَقامٍ كَرِيمٍ محافل مزينة ومنازل محسنة وَنَعْمَةٍ اى تنعم ونضارة عيش وبالفارسية واسباب تنعم وبرخوردارى يقال كم ذى نعمة لا نعمة له اى كم ذى مال لا تنعم له فالنعمة بالكسر ما أنعم به عليك والنعمة بالفتح التنعم وهو استعمال ما فيه النعومة واللين من المأكولات والملبوسات وبالفارسية بناز زيستن كانُوا فِيها فاكِهِينَ متنعمين متلذذين ومنه الفاكهة وهى ما يتفكه به اى يتنعم ويتلذذ بأكله كَذلِكَ الكاف فى حيز النصب وذلك اشارة الى مصدر فعل يدل عليه تركوا اى مثل ذلك السلب سلبناهم إياها وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ فهو معطوف على الفعل المقدر وايراثها تمليكها مخلفة عليهم او تمكينهم من التصرف فيها تمكين الوارث فيما يرثه اى جعلنا اموال القبط لقوم ليسوا منهم فى شىء من قرابة ولا دين ولا ولاء وهم بنوا إسرائيل كانوا مسخرين لهم مستعبدين فى أيديهم فأهلكهم الله وأورثهم ديارهم وملكهم وأموالهم وقيل غيرهم لانهم لم يعودوا الى مصر قال قتادة لم يرو فى مشهور التواريخ انهم رجعوا الى مصر ولا ملكوها قط ورد بأنه لا اعتبار بالتواريخ فالكذب فيها كثير والله تعالى أصدق قيلا وقد جاء فى الشعراء التنصيص بايراثها بنى إسرائيل كذا فى حواشى سعدى المفتى قال المفسرون عند قوله تعالى عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض اى يجعلكم خلفاء فى ارض مصر أو فى الأرض المقدسة وقالوا فى قوله تعالى وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها اى ارض الشام ومشارقها ومغاربها جهاتها الشرقية والغربية ملكها بنوا إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة بعد انقضاء مدة التيه وتمكنوا فى نواحيها فاضطرب كلامهم فتارة حملوا الأرض على ارض مصر واخرى على ارض الشام والظاهر الثاني لان المتبادر استخلاف انفس المستضعفين لا أولادهم ومصر انما ورثها أولادهم لانها فتحت فى زمان داود عليه السلام ويمكن ان يحمل على ارض الشام ومصر جميعا والمراد بالمستضعفين هم وأولادهم فان الأبناء ينسب إليهم ما ينسب الى الآباء والله اعلم وفى الآية اشارة الى ترك بحر الفضل رهوا اى مشقوقا بعصا الذكر لان فرعون النفس وصفاتها فانون فى بحر الوحدة تاركون لجنات الشهوات وعيون المستلذات الحيوانية وزروع الآمال الفاسدة والمقامات الروحانية بعبورهم عليها وسائر تنعمات الدنيا والآخرة بالسير والاعراض عنها وبقوله كذلك وأورثنا الى إلخ يشير ان الصفات النفسانية وان فنيث بتجلى الصفات الربانية فمهما يكن القالب باقيا بالحياة يتولد منه الصفات النفسانية الى ان تفنى هذه الصفات بالتجلى ايضا ولو لم تكن هذه المتولدات ما كان للسائر الترقي فافهم جدا فانه بهذا الترقي يعبر السائر عن المقام الملكي لانه ليس للملك الترقي من مقامه كما قال تعالى وما منا إلا له مقام معلوم فالكمال الملكي دفعى ثم لا ترقى بعده والكمال البشرى تدريجى ولا ينقطع سيره ابدا لا فى الدنيا ولا فى الآخرة والله

ص: 412

مفيض الجود فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ مجاز مرسل عن عدم الاكتراث بهلاكهم والاعتداد بوجودهم لان سبب البكاء على شىء هو المبالاة بوجوده يعنى انه استعارة تمثيلية بعد الاستعارة المكنية فى السماء والأرض بأن شبهتا بمن يصح منه الاكتراث على سبيل الكناية وأسند البكاء إليهما على سبيل التخييل كانت العرب إذا مات فيهم من له خطر وقدر عظيم يقولون بكت عليه السماء والأرض يعنى ان المصيبة بموته عمت الخلق فبكى له الكل حتى الأرض والسماء فاذا قالوا ما بكت عليه السماء والأرض يعنون به ما ظهر بعد ما يظهر بعده ذوى الاقدار والشرف ففيه تهكم بالكفار وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال له بكت عليه السماء والأرض وقال بعضهم هو على حقيقته ويؤيده ما روى انه عليه السلام قال ما من مؤمن الا وله فى السماء بابان باب يخرج منه رزقه وباب يدخل منه عمله وإذا مات فقدا وبكيا عليه وتلا فما بكت إلخ يعنى چون بنده وفات كند واين دو در از نزول رزق وخروج عمل محروم ماند برو بگريند وفى الحديث ان المؤمن يبكى عليه من الأرض مصلاه وموضع عبادته ومن السماء مصعد عمله (وروى) إذا مات كافر استراح منه السماء والأرض والبلاد والعباد فلا تبكى عليه أرض ولا سماء وفى الحديث تضرعوا وابكوا فان السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم يبكون من خشية الله در معالم آورده چون مؤمن بميرد جمله آسمان وزمين برو بگريند وكفته اند كه كريه آسمان وزمين همچون كريه آدميانست يعنى بكاؤهما كبكاء الإنسان والحيوان فانه ممكن قدرة كما فى الكواشي وقد ثبت ان كل شىء يسبح الله تعالى على الحقيقة كما هو عند محققى الصوفية فمن الجائز ان يبكى ويضحك بما يناسب لعالمه قال وهب بن منبه رضى الله عنه لما أراد الله ان يخلق آدم أوحى الى الأرض اى أفهمها وألهمها انى جاعل منك خليفة فمنهم من يطيعنى فأدخله الجنة ومنهم من يعصينى فأدخله النار فقالت الأرض أمنى تخلق خلقا يكون للنار قال نعم فبكت الأرض فانفجرت منها العيون الى يوم القيامة وعن انس رضى الله عنه رفعه لما عرج بي الى السماء بكت الأرض من بعدي فنبت اللصف من نباتها فلما ان رجعت قطر عرقى على الأرض فنبت ورد أحمر الا من أراد ان يشم رائحتى فليشم الورد الأحمر كما فى المقاصد الحسنة وبعضى برانند كه علامتى بريشان ظاهر شود كه دليل بود بر حزن وتأسف همچون كريه كه در أغلب دالست بر غم واندوه قال عطاء والسدى بكاء السماء حمرة أطرافها وعن زيد ابن ابى زياد لما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما احمر له آفاق السماء أشهرا واحمرارها بكاؤها وعن ابن سيرين رحمه الله أخبرونا ان الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين رضى الله عنه اى انها زادت زيادة ظاهرة والا فانها قد كانت قبل قتله اين

سرخى شفق كه برين چرخ بيوفاست

هر شام عكس خون شهيدان كربلاست كر

چرخ خون ببارد ازين غصه در خورست

ور خاك خون بگريد ازين ماجرا رواست

والشفق الحمرة وقال بعضهم الشفق شفقان الحمرة والبياض فاذا غابت الحمرة حلت الصلاة وفى الحديث إذا غاب القمر فى الحمرة فهو الليلة وإذا غاب فى البياض فهو لليلتين وكانت العرب يجعلون الخسوف والحمرة التي تحدث فى السماء بكاء على الميت ولما كسفت الشمس يوم موت

ص: 413

ابنه عليه السلام ابراهيم قال الناس كسفت لموت ابراهيم فخطبهم فقال ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فاذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى تنجلى وهذا لا ينافى ما سبق فان مراده عليه السلام رفع اعتقاد اهل الجاهلية ولا شك ان كل حادث فهو دال على امر من الأمور ولذا امر بالدعاء والصلاة وسر الدعاء ان النفوس عند مشاهدة ما هو خارق العادة تكون معرضة عن الدنيا ومتوجهة الى الحضرة العليا فيكون اقرب الى الاجابة هذا هو السر فى استجابة الدعوات فى الأماكن الشريفة والمزارات قال بعضهم لا تبكى السموات والأرض على العصاة واهل الدعوى والانانية فكيف تبكى السماء على من لم يصعد إليها منه طاعة وكيف تبكى الأرض على من عصى الله عليها بل يبكيان على المطيعين خصوصا على العارفين إذا فارقوا الدنيا حين لا يصعد الى السماء أنوار أنفاسهم ولا يجرى على الأرض بركات آثارهم وفى الحديث ان السماء والأرض تبكيان لموت العلماء وفى الحديث مامات مؤمن فى غربة غابت عنه بواكيه الا بكت عليه السماء والأرض ثم قرأ الآية وقال انهما لا تبكيان على كافر وقال بعض المفسرين معنى الآية فما بكت عليهم اهل السماء والأرض فاقام السماء والأرض مقام أهلهما كما قال واسأل القرية وينصره قوله عليه السلام إذا ولد مولود من أمتي تباشرت الملائكة بعضهم ببعض من الفرح وإذا مات من أمتي صغير او كبير بكت عليه الملائكة وكذا ورد فى الخبر ان الملائكة يبكون إذا خرج شهر رمضان وكذا يستبشرون إذا ذهب الشتاء رجمة للمساكين وَما كانُوا لما جاء وقت هلاكهم مُنْظَرِينَ ممهلين الى وقت آخرين او الى الآخرة بل عجل لهم فى الدنيا اما الاول فلأن العمر الإنساني عبارة عن الأنفاس فاذا نفدت لم يبق للتأخير مجال واما الثاني فانهم مستحقون لنكال الدنيا والآخرة اما نكال الدنيا فلاشتغالهم بظواهرهم باذية الداعي مستعجلين فيها واما نكال الآخرة فلمحاربتهم مع الله ببواطنهم بالتكذيب والإنكار والدنيا من عالم الظاهر كما ان الآخرة من عالم الباطن فجوزوا فى الظاهر والباطن بما يجرى على ظواهرهم وبواطنهم وهذا بخلاف حال عصاة المؤمنين فانهم إذا فعلوا ذنبا من الذنوب ينظرون الى سبع ساعات ليتوبوا فلا يكتب فى صحائف أعمالهم ولا يؤاخذون به عاجلا لان الله يعفو عن كثير ويجعل بعض المصائب كفارة الذنوب فلا يؤاخذ آجلا ايضا فلهم الرحمة الواسعة والحمد لله تعالى ولكن ينبغى للمؤمن ان يعتبر بأحوال الأمم فيطيع الله تعالى فى جميع الأحوال ويجتهد فى احياء الدين لا فى إصلاح الطين ونعم ما قال بعضهم

خاك در دستش بود چون باد هنكام رحيل

هر كه اوقات كرامى صرف آب وكل كند

ومن الله العون وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ التنجية نجات دادن وبرهانيدن اى خلصنا أولاد يعقوب بإغراق القبط فى اليم مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ از عذابى خوار كننده يعنى استعباد فرعون إياهم وقتل أبنائهم واستخدام نسائهم وبناتهم وتكليفه إياهم الأعمال الشاقة فالهو ان يكون من جهة مسلط مستخف به وهو مذموم مِنْ فِرْعَوْنَ بدل من العذاب اما على جعله نفس العذاب لافراطه فى التعذيب واما على حذف المضاف اى من عذاب فرعون او حال من المهين بمعنى واقعا من جهته واصلا من جانبه إِنَّهُ كانَ عالِياً متكبرا مِنَ الْمُسْرِفِينَ

ص: 414

خبر ثان لكان اى من الذين أسرفوا على أنفسهم بالظلم والعدوان وتجاوزوا الحد فى الكفر والعصيان (وقال الكاشفى) از كافرانكه متجاوزاند از حدود ايمان ومن إسرافه انه على حقارته وخسة شأنه ادعى الالهية فكان أكفر الكفار واطغاهم وهو أبلغ من ان يقال مسرفا لدلالته على انه معدود فى زمرتهم مشهور بانه فى جملتهم وفيه ذم لفرعون ولمن كان مثله فى العلو والإسراف كنمرود وغيره وبيان ان من أهان المؤمن أهلكه الله واذله ومن يهن الله فما له مكرم وان النجاة من أيدي الأعداء من نعم الله الجليلة على الأحباب فان من نكد الدنيا ومصائبها على الحر ان يكون مغلوبا للاعداء وان يرى عدوا له ما من صداقته بد وان الله إذا أراد للمرء ترقيا فى دينه ودنياه يقدم له البلايا ثم ينجيه

تا مرا كعبه مقصود ببالين آمد

سالها بستر خود خار مغيلان كردم

وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ اى فضلنا بنى إسرائيل عَلى عِلْمٍ فى محل النصب على الحال اى عالمين بأنهم أحقاء بالاختيار وبالفارسية بر دانشى بى غلط يعنى نه بغلط بركزيديم بلكه بعلم پاك كزيديم وبدانش تمام دانستيم كه از همه آفريد كان سزاى كزيدن ايشانند از ان كزيديم اختيار ما بعلم وارادت ماست بى علت ونواخت ما بفضل وكرم بى سبب او عالمين بانهم يريغون فى بعض الأوقات وتكثر منهم الفرطات كما قال الواسطي رحمه الله اخترناهم على علم منا بجناياتهم وما يقترفون من انواع المخالفات فلم يؤثر ذلك فى سوابق علمنا بهم ليعلمو أن الجنايات لا تؤثر فى الرعايات ومن هذا القبيل أولاد يعقوب عليه السلام فانهم مع ما فعلوا بيوسف من القائه فى الجب ونحوه اختارهم الله للنبوة على قول

كرد عصيال رحمت حق را نمى آرد بشور

مشرب دريا نكردد تيره از سيلابها

ويجوز ان يكون المعنى لعلمهم وفضلهم على ان كلمة على للتعليل عَلَى الْعالَمِينَ على عالمى زمانهم يعنى بر جهانيان روزكار ايشان او على العالمين جميعا فى زمانهم وبعدهم فى كل عصر لكثرة الأنبياء فيهم حيث بعث فيهم يوما ألف نبى ولم يكن هذا فى غيرهم ولا ينافيه قوله تعالى فى حق امة محمد عليه السلام كنتم خير امة أخرجت للناس الآية لتغاير جهة الخيرية يقول الفقير والحق ان هذه الامة المرحومة خير من جميع الأمم من كل وجه فان خيرية الأمم ان كانت باعتبار معجزات أنبيائهم فالله تعالى قد اعطى لنبينا عليه السلام جميع ما أعطاه للاولين وان كانت باعتبار كثرة الأنبياء فى وقت واحد فعلماؤنا الذين كأنبياء بنى إسرائيل اكثر وأزيد وذلك لانه لا تخلو الدنيا كل يوم من ايام هذه الامة الى قيام الساعة من مائة ألف ولى واربعة وعشرين ألف ولى فانظركم بينهم من الفرق هدانا الله وإياكم أجمعين قال فى المفردات الاختيار طلب ما هو خير فعله وقوله تعالى ولقد اخترناهم الآية يصح ان يكون اشارة الى إيجاده تعالى إياهم خيرا وان يكون اشارة الى تقديمهم على غيرهم وفى بحر العلوم هذا الاختيار خاص بمن اختاره الله بالنبوة منهم او عام لهم ولمن كانوا مع موسى اختارهم بما خصصهم به (كما قال الكاشفى) ولقد اخترناهم وبدرستى كه بركزيديم موسى ومؤمنان بنى إسرائيل را فجعلنا فيهم الكتاب والنبوة والملك وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ نشانهاى قدرت كفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغيرها من عظائم الآيات التي لم يعهد مثلها

ص: 415

فى غيرهم ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ نعمة جليلة او اختيار ظاهر لينظر كيف يعملون وفى كشف الاسرار ابتلاهم بالرخاء والبلاء فطالبهم بالشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء آدمي كهى خستة به تير بلاست كهى غرقه لطف وعطا وحق تعالى تقاضاى شكر مى كند بوقت راحت ونعمت وتقاضاى صبر مى كند در حال بلا وشدت مصطفى عليه السلام قومى را ديد از أنصار كفت شما مؤمنان آيد كفتند آرى كفت نشان ايمان چيست كفتند بر نعمت شكر كنيم ودر محنث صبر كنيم وبقضاء الله راضى كفت أنتم مؤمنون ورب الكعبة قال ابن الشيخ هو حقيقة فى الاختيار وقد يطلق على النعمة وعلى المحنة مجازا من حيث ان كل واحد منهما يكون سببا وطريقا للاختيار فان قلت إذا كانت الآيات المذكورة نعمة فى أنفسها فما معنى قوله ما فيه بلاء اى نعمة قلت كلمة فى تجريدية فقد يكون نعمة فى نعمة كما يكون نعمة فوق نعمة ومحنة فوق محنة كفته اند دو برادر توأمان بودند بيك شكم آمده بودند و پشت ايشان يكديكر چسبيده بود چون بزرك شدند دائم زبان بشكر الهى داشتند يكى از ايشان پرسيد كه با وجود چنين بلاي كه شما را واقعست چهـ جاى شكركزاريست ايشان كفتند ما ميدانيم كه حق تعالى را بلاها ازين صعبتر بسيارست برين بلا شكر ميكوييم مبادا كه بلايى ازين عظيمتر مبتلا شويم ناكاه يكى از ايشان بمرد آن دكر گفت اينك بلاي صعبتر پيدا شد اكنون اگر اين مرده را از من قطع ميكنند من نيز مى ميرم واگر قطع نمى كنند مرا مرده كشى بايد كرد تا وقتى كه بدن وى فرسوده شود وبريزد وكفته اند خلاصه درويشى آنست كه از همه كس بار كشد وبر هيچكس بار ننهد نه بحسب صورت ونه بحسب معنى فلا بد من الصبر على البلاء والتحمل على الشدة

اگر ز كوه فرو غلطد آسيا سنكى

نه عارفست كه از راه سنك برخيزد

والله الموفق لما يحب ويرضى من الأعمال إِنَّ هؤُلاءِ اى كفار قريش لان الكلام فيهم وقصة فرعون وقومه للدلالة على تماثيلهم فى الإصرار على الضلالة والتحذير عن حلول ما حل بهم من العذاب لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى لما أخبروا بأن عاقبة حياتهم ونهايتها أمران الموت ثم البعث أنكروا ذلك بحصر نهاية الأمر فى الموتة الاولى اى ما العاقبة ونهاية الأمر الا الموتة الاولى المزيلة للحياة الدنيوية ولا بعث بعدها وتوصيفها بالأولى لا يستدعى ان يثبت الخصم موتة ثانية فيقصد وبذلك إنكارها لان كون الشيء اولا لا يستلزم وجود ما كان آخرا بالنسبة اليه كما لو قال أول عبدا ملكه حر فملك عبدا عتق سواء كان مالكا بعده عبدا آخر اولا قال سعدى المفتى وفيه بحث فان الاول مضايف الآخر او الثاني فيقضى المضايف الآخر بلا شبهة إذ المتضايفان متكافئان وجودا وعدما ثم قال ويجوز أن يقال مقصود المصنف الاشارة الى ان المراد بالاولية عدم المسبوقية بأخرى مثلها على المجاز وقال فى الكشاف لما قيل لهم انكم تموتون موتة تعقبها حياة كما تقدمتكم موتة كذلك قالوا ما هى الا موتتنا الاولى اى ما الموتة التي تعقبها حياة الا الموتة الاولى فالحصر بهذا المعنى راجع الى معنى ان يقال ما هى الا حياتنا الاولى ولا تكلف فى اطلاق الموت على ما كان قبل الحياة الدنيا كما فى قوله تعالى وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم وقال بعضهم لمعنى ليست الموتة لا هذه

ص: 416

الموتة دون الموتة التي تعقبها حياة القبر كما تزعمون يكون بعدها البعث والنشور ولا يبعد أن يحمل على حذف المضاف على ان يكون التقدير ان الحياة إلا حياة موتتنا الاولى فالاولى صفة للمضاف والقرينة عليه قوله وما نحن بمنشرين فالآية مثل قوله ان هى الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين كما فى حواشى سعدى المفتى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ بمبعوثين بعد الموت يعنى زنده شد كان وبرانگيختگان بعد از مرك من انشر الله الموتى إذا بعثهم وغرضهم من هذا القول المبالغة فى انكار حشر الموتى ونشرهم من القبور فَأْتُوا بِآبائِنا الخطاب لمن وعدهم بالنشور من الرسول والمؤمنين والمعنى بالفارسية پس بياريد پدران ما را از كور وزنده كنيد إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فيما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى يعنى ان كان البعث والنشور ممكنا معقولا فعجلوا لنا احياء من مات من آبائنا ليظهر صدق وعدكم وقيل كانوا يطلبون إليهم ان يدعوا الله فينشر لهم قصىء بن كلاب ليشاوروه ويسألوا منه عن احوال الموت وكان كبيرهم ومفزعهم فى المهمات والملمات (قال الكاشفى) اين سخن از ايشان جهل بود زيرا هر كه جائز بود وقوع آن از خداى تعالى بوقتى خاص لازم بود وجود وظهور آن نه بهر وقت كه ديكرى خواهد پس چون وعده بعث در آخرت اگر در دنيا واقع نشود كسى را برو تحكم نرسد وقال فى كشف الاسرار وانما لم يجبهم لان البعث الموعود انما هو فى دار الجزاء يوم القيامة والذي كانوا يطلبونه البعث فى الدنيا فى حالة التكليف وبينهما تغاير يقول الفقير قد صح ان عيسى عليه السلام أحيى الموتى لا سيما سام بن نوح عليه السلام وكان بينه وبين موته اكثر من اربعة آلاف سنة ونبينا عليه السلام كان أولى بالاحياء لانه أفضل لكنهم لما طلبوه بالاقتراح لم يأذن الله له فيه لكون غايته الاستئصال على تقدير الإصرار وقد ثبت عند العلماء الأخيار ان نبينا عليه السلام احيى أبويه وعمه أبا طالب فآمنوا به كما سبق تفصيله فى محله وفى الآية اشارة الى ان من غلب عليه الحس ولم تكن له عين القلب مفتوحة ليطلع ببصره وبصيرته عالم الغيب وهو الآخرة لا يؤمن الا بمايريه بصر الحس ولهذا أنكروا البعث والنشور إذ لم يكن يشاهده نظر حسهم وقالوا فائتوا بآبائنا اى احيوهم حتى نراهم بنظر الحس ونستخبر منهم أحوالهم بعد الموت ان كنتم صادقين فيما تدعون من البعث (حكى) عن الشيخ ابى على الرودبارى قدس سره انه ورد عليه جماعة من الفقراء فاعتل واحد منهم وبقي فى علته أياما فمل أصحابه من خدمته وشكوا ذلك الى الشيخ ابى على ذات يوم فخالف الشيخ على نفسه وحلف ان يتولى خدمته بنفسه أياما ثم مات الفقير فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما أراد ان يفتح رأس كفنه عند أصحابه فى القبر رآه وعيناه مفتوحتان اليه وقال له يا أبا على لانصرنك بجاهى يوم القيامة كما نصرتنى فى مخالفتك نفسك وقال ابو يعقوب السوسي قدس سره جاءنى مريد بمكة وقال يا أستاذ انا غدا أموت وقت الظهر فخذ هذا الدينار فأحضر لى بنصفه حنوطا وكفنى بنصفه فلما كان الغد وقت الظهر جاء فطاف ثم تباعد ومات فغسلته وكفنته ووضعته فى المحد ففتح عينيه فقلت له أحياة بعد الموت فقال انا حى فكل محب لله حى يقول الفقير

ص: 417

ففى هاتين الحكايتين إشارات الاولى ان للفقراء الصابرين جاها عند الله يوم القيامة فكل من أطعمهم او كساهم او فعل بهم ما يسرهم فهم له شفعاء عند الله مشفعون فيدخلونه الجنة بإذن الله والثانية ان حياة الأنبياء والأولياء حياة دائمة فى الحقيقة ولا يقطعها الموت الصوري فانه انما يطرأ على الأجساد بمفارقة الأرواح مع ان أجسادهم لا تأكلها الأرض فهم بمنزلة الاحياء من حيث الأجساد ايضا والثالثة ان الاحياء أسهل شىء بالنسبة الى الله تعالى فمن تأمل فى تعلق الروح بالبدن اولا لم بتوقف فى تعلقه به ثانيا وثالثا والرابعة اثر الحياة مرئى ومشهود فى الميت بالنسبة الى أرباب البصائر فانهم ربما رأوا فى بعض الأموات اثر الحياة وتكلموا معه فمن حرم من البصيرة وقصر نظره على الحس وقع فى الإنكار وعلى تقدير رؤيته حمله على امر آخر من السحر والتخييل ونحو ذلك كما وقع لبعض الكفار فى زمان عيسى عليه السلام وغيره ونعم ما قيل

در چشم اين سياه دلان صبح كاذبست

در روشنى اگر يد بيضا شود كسى

نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل الحياة الحقانية والنشأة العرفانية أَهُمْ خَيْرٌ رد لقولهم وتهديد لهم اى كفار قريش خير فى القوة والشوكة اللتين يدفع بهما اسباب الهلاك لا فى الدين حتى يرد انه لا خيرية فى واحد من الفريقين أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ المراد بتبع هنا واحد من ملوك اليمن معروف عند قريش وخصه بالذكر لقرب الدار وسيأتى بقية الكلام فيه وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ اى قبل قوم تبع عطف على قوم تبع والمراد بهم عاد وثمود واضرابهم من كل جبار عنيد اولى بأس شديد والاستفهام لتقرير أن أولئك أقوى من هؤلاء أَهْلَكْناهُمْ نيست كرديم ايشانرا استئناف لبيان عاقبة أمرهم اى قوم تيع والذين من قبلهم إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ كاملين فى الاجرام والآثام مستحقين للهلاك وهو تعليل لاهلاكهم ليعلم ان أولئك حيث اهلكوا بسبب اجرامهم مع ما كانوا فى غاية القوة والشدة فلأن يهلك هؤلاء وهم شركاء لهم فى الاجرام وأضعف منهم فى الشدة والقوة اولى بعض كبار فرمود كه حق تعالى را نسبت بأولياى خود قهرى ظاهر است ولطفى در ان مخفى لطف مخفى آنست كه ميخواهد كه بآن قهر ظاهر حقيقت انسان را از قيود لوازم بشرى پاك ومطهر كرداند وباز حق تعالى را نسبت باعداى خود لطفى ظاهر است وقهرى در ان مخفى قهر مخفى آنست كه ميخواهد كه بآن لطف ظاهر علاقه باطن ايشانرا بعالم أجسام استحكام دهد تا واسطه كرفتارى بقيود اين عالم از شهود عالم اطلاق ولذات روحانى ومعنوى محروم بمانند و چون قهر ومكر در زير لطف ظاهرى پوشيده است عاقل ببايد كه بر حذر باشد وبمال وجاه مغرور نباشد تا كه از هلاك صورى ومعنوى خلاص يابد (قال الحافظ)

كمين كهست وتو خوش تيز ميروى هش دار

مكن كه كرد برآيد ز شهره عدمت

اعلم اولا ان تبعا كسكر واحد التبابعة ملوك اليمن ولا يسمى به الا إذا كانت له حمير وحضرموت وحمير كدرهم موضع غربى صنعا اليمن والحميرية لغة من اللغات الاثنتى عشرة وواحد من الأقلام الاثني عشر وهو فى الأصل ابو قبيلة من اليمن وهو حمير بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان وحضرموت وهو بضم الميم بلد وقبيلة كما فى القاموس وتبع فى الجاهلية بمنزلة الخليفة

ص: 418

فى الإسلام كما قال فى كشف الاسرار تبع پادشاهى بود از پادشاهان از قبيله قحطان چنانكه دار اسلام ملوك را خليفه كويند ودر روم قيصر ودر فرس كسرى ايشانرا تبع كويند فهم الأعاظم من ملوك العرب والقيل بالفتح والتخفيف ملك من ملوك حمير دون الملك الأعظم وأصله قيل بالتشديد كفيعل فخفف كميت وميت قال فى المفردات القيل الملك من ملوك حمير سموه بذلك لكونه معتمدا على قوله ومقتدى به ولكونه متقيلا لابيه يقال تقيل فلان أباه إذا تبعه وعلى هذا النحو سموا الملك بعد الملك تبعا فتبع كانوا رؤساء سموا بذلك لاتباع بعضهم بعضا فى الرياسة والسياسة وفى انسان العيون تبع بلغة اليمن الملك المتبوع وأصل القيل من الواو لقولهم فى جمعه أقوال نحو ميت وأموات وإذا قيل أقيال فذلك نحو أعياد فى جمع عيد أصله عود وقال بعضهم قيل الملوك اليمن التبابعة

لانهم يتبعون اى يتبعهم اهل الدنيا كما يقال لهم الأقيال لانهم يتقيلون والتقيل بالفارسية اقتدا كردن او لان لهم قولا نافذا بين الناس يقول الفقير والظاهر ان تبع الاول سمى به لكثرة قومه وتبعه ثم صار لقبا لمن بعده من الملوك سوآء كانت لهم تلك الكثرة والاتباع أم لا فمن التبايعة الحارث الرائش وهو ابن همال ذى سدد وهو أول من غزا من ملوك حمير وأصاب الغنائم وأدخلها فراش الناس بالأموال والسبي والريش بالكسر الخصب والمعاش فلذلك سمى الرائش وبينه وبين حمير خمسة عشر أبا ودام ملك الحارث الرائش مائة وخمسا وعشرين سنة وله شعر يذكر فيه من يملك بعده ويبشر بنبينا صلى الله عليه وسلم فمنه

ويملك بعدهم رجل عظيم

نبى لا يرخص فى الحرام

يسمى احمدا يا ليت انى

اعمر بعد مخرجه بعام

ومنهم أبرهة ذو المنار وهو ابن الحارث المذكور وسمى ذا المنار لانه أول من ضرب المنار على طريقه فى مغازيه ليهتدى إذا رجع وكان ملكله مائة وثلاثا وثمانين سنة ومنهم عمرو ذو الاذعار وهو ابن أبرهة لم يملك بعد أبيه وانما ملك بعد أخيه افريقس وسمى ذا الاذعار لانه قتل مقتلة عظيمة حتى ذعر الناس منه وكان ملكه خمسا وعشرين سنة ومنهم شمر بن مالك الذي تنسب اليد سمرقند وحكى القتيبي انه شمر بن افريقس بن أبرهة بن الرائش وسمى بمرعش لارتعاش كان به ونسبت اليه سمرقند لانها كانت مدينة للصغد فهدمها فنسبت اليه وقيل شمر كند أي شمر خربها لان كند بلسانهم خرب ثم عرب فقيل سمرقند وقال ابن خلكان فى تاريخه ان سمر اسم لجارية إسكندر مرضت فوصف لها الأطباء أرضا ذاث هواء طيب وأشار واله بظاهر صفتها وأسكنها إياها فلما طابت بنى لها مدينة وكند بالتركى هو المدينة فكأنه يقول بلد سمر انتهى ويؤيده تسميتهم القرية الجديدة فى تركستان بقولهم يكى كنت فان التاء والدال متقاربان وبه يعرف بطلان قول من قال ان تبعا الحميرى بناها الا ان يحمل على بناء ثان وفيه بعد وقال ابن السپاهى فى أوضح المسالك سمرقند بالتركية شمر كند أي بلد الشمس ومنهم افريقس بن أبرهة الذي ساق البربر الى افريقية من ارض كنعان وبه سميت افريقية وكان

ص: 419

قد غزا حتى انتهى الى ارض طنجة وملك مائة ونيفا وستين ومنهم تبع بن الأقرن ويقال فيه تبع الأكبر ومنهم ابو كرب اسعد بن كليكر ابن تبع بن الأقرن واختلفوا فى المراد من الآية فقال بعضهم هو تبع الحميرى الذي سار بالجيوش وبنى الحيرة بالكسر مدينة بالكوفة (قال فى كشف الاسرار) معروف از ايشان سه بودند يكى مهينه أول بوده يكى مياز يكى كهينه آخر بود واو كه نام او در قرآن است تبع آخر بود نام وى اسعد الحميرى مردى مؤمن صالح بوده وبعيسى عليه السلام ايمان آورده و چون حديث ونعت وصفت رسول ما عليه السلام شنيد از اهل كتاب برسالت وى ايمان آورد وكفت شهدت على أحمد أنه رسول من الله بارى النسم (فلو مد عمرى الى غمره لكنت وزير اله وابن عم وفى أوائل السيوطي أول من كسا الكعبة أسعد الحميرى وهو تبع الأكبر وذلك قبل الإسلام بتسعمائة سنة كساها الثياب الحبرة وهى مثل عنبة ضرب من برود اليمن وفى رواية كساها الوصائل وهى برود حمر فيها خطوط خضر تعمل باليمن وعن بعضهم أول من كسا الكعبة كسوة كاملة تبع كساها العصب وهى ضرب من البرود وجعل لها بابا بغلق وقال فى ذلك

وكسونا البيت الذي

حرم الله ملاء معصبا وبرودا

وأقمنا به من الشهر عشرا

وجعلنا لبابه إقليدا

وخرجنا منه نؤم سهيلا

قد رفعنا لواءنا معقودا

وكان تبع مؤمنا بالاتفاق وقومه كافرين ولذلك ذمهم الله دونه واختلف فى نبوته وقال بعضهم كان تبع يعبد النار فأسلم ودعا قومه الى الإسلام وهم حمير وكذبوه وكان قومه كهانا واهل كتاب فامر الفريقين ان يقرب كل منهعا قربانا ففعلوا فتقبل قربان اهل الكتاب فأسلم وذكر ابن اسحق فى كتاب المبدأ وقصص الأنبياء عليهم السلام ان تبع بن حسان الحميرى وهو تبع الاول اى الذي ملك الأرض كلها شرقها وغربها ويقال لة الرائش لانه راش الناس بما أوسعهم من العطاء وقسم فيهم من الغنائم وكان أول من غنم ولما عمد البيت يريد تخريبه رمى بداء تمخض منه رأسه قيحا وصديدا وأنتن حتى لا يستطيع أحد ان يدنو منه قدر رمح يعنى چون تبع بمكة رسيد واهل مكه او را طاعت نداشتند وخدمت نكردند تبع كفت وزير خود را كه اين چهـ شهر است و چهـ قوم اند كه در خدمت وطاعت ما تقصير كردند بعد از انكه جهانيان سر بر خط طاعت ما نهاده اند وزير كفت ايشانرا خانه هست كه آنرا كعبه كويند مكر بآن خانه معجب شده اند تبع در دل خويش نيت كرد كه آن خانه را خراب كند ومردان شهر را بكشد وزنان را أسير كند هنوز هنوز اين انديشه تمام نكرده بود كه رب العزه بدرد سر مبتلا كرد چنانكه او را طاقت نماند وآب كنديده از چشم وكوش وبينى وى كشاده كشت كه هيچ كس را بنزديك وى قرار نبود واطبا همه از معالجه وى عاجز گشتند كفتند اين بيمارى از چهار طبع بيرون افتاده كار اسما نيست وما معالجه آن راه نمى بريم پس دانشمندى فرا پيش آمد وكفت ايها الملك اگر سر خود با من بگويى من اين درد را

ص: 420

درمان سازم ملك كفت من در كار اين شهر واين خانه كعبه چنين انديشه كرده ام دانشمند كفت زينهار اى ملك اين انديشه مكن وازين نيت باز كرد كه اين خانه را خداوندى است قادر كه آنرا بحفظ خويش ميدارد وهر كه قصد اين خانه كند دمار از وى برآرد تبع از ان انديشه توبه كرد وتعظيم خانه واهل كعبه ايمان آورد ودر دين ابراهيم عليه السلام شد بس كعبه را جامه پوشانيد وقوم خود را فرمود تا آنرا بزرك دارند وبا اهل وى نيكويى كنند پس از مكه بزمين يثرب شد آنجا كه مدينه مصطفاست صلى الله عليه وسلم ودر ان وقت شهر وبنا نبود چشمه آب بود تبع لشكر بسر آن چشمه فرو آورد ودانشمندانكه با وى بودند قريب دو هزار مرد عالم در كتاب خوانده بودند كه آن زمين يثرب مهاجر رسول آخر الزمانست ومهبط وحي قرآن چهار صد مرد از ايشانكه عالمتر وفاضلتر بودند با يكديكر بيعت كردند كه از ان بقعه مفارقت نكند وبر اميد ديدار رسول آنجا مقام كنند اگر او را خود دريابند والا فرزندان ونسل ايشان ناچار او را دريابند وبركات ديدار او بأعقاب وأرواح ايشان برسد اين قصه با تبع كفتند وتبع را همين رغبت افتاده يكسال آنجا مقام كرد وبفرمود تا چهار صد قصر بنا كردند آن جايگه هر عالمى را قصرى وهر يكى را كنيزكى بخريد وآزاد كرد وبزنى بوى داد با جهاز تمام وايشانرا وصيت كرد كه شما اينجا باشيد تا پيغمبر آخر زمان را دريابيد وخود نامه نبشت ومهر زرين بر ان نهاد وعالمى را سپرد وكفت اگر محمد را دريابى اين نامه بدو رسان واگر نيابى بفرزندان وصيت كن تا بدو رسانند ومضمون آن نامه اين بود كه اى پيغمبر آخر الزمان اى كزيده خداوند جهان اى بروز شمار شفيع بندگان من كه تبعم بنو ايمان آوردم بآن خداوند كه تو بنده و پيغمبر اويى كواه باش كه بر ملت توأم وبر ملت پدر تو ابراهيم خليل عليه السلام اگر ترا بينم واگر نه بينم تا مرا فراموش نكنى وروز قيامت مرا شفيع باشى آنكه نامه را مهر بر نهاد وبران مهر نوشته بود لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعنوان نامه نوشته الى محمد بن عبد الله خاتم النبيين

ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم من تبع امانة الله فى يد من وقع الى ان يوصل الى صاحبه كفته اند مردمان مدينه ايشان كه أنصار رسول خدااند از نژاد آن چهار صد مرد عالم بودند وابو أيوب الأنصاري كه رسول خدا بخانه او فرود آمد از فرزندان آن عالم بود كه تبع را نصيحت كرده بود تا از ان علت شفا يافت وخانه ابو أيوب الأنصاري كه رسول خدا آنجا فرو آمد از جمله بناها بود كه تبع كرده بود چون رسول خدا هجرت كرد بمدينه نامه تبع بوى رسانيدند رسول خدا نامه بعلى داد تا بر خواند رسول سخنان تبع بشنيد واو را دعا كرد وآنكس كه نامه رسانيد نام او ابو ليلى بود او را بنواخت وإكرامي كرد وبروايتى تبع مردمى آتش پرست بود بر مذهب مجوس از نواحى مشرق درآمد با لشكر عظيم ومدينه مصطفى عليه السلام بگذشت و پسرى از ان خويش آنجا رها كرد اهل مدينه آن پسر را بفريب وحيله بكشتند تبع بازگشت بر عزم آنكه مدينه خراب كند واهل آنرا استئصال كند جماعتى كه أنصار رسول الله از نژاد ايشانند همه مجتمع شد وبفتال وى بيرون آمدند بروز

ص: 421

با وى جنك ميكردند وبشب او را مهمان دارى ميكردند تبع را سيرت ايشان عجب آمد كفت ان هؤلاء كرام إينان قومى اند كريمان وجوانمردان پس دو حبر از أحبار بنى قريظه نام ايشان كعبه واسد هر دو ابن عم يكديكر بودند برخواستند و پيش تبع شدند واو را نصيحت كردند كفتند اين مدينه هجرت كاه پيغمبر آخر زمانست وما در كتاب خداى نعت وى خوانده ايم وبر اميد ديدار وى اينجا نشسته ايم ودانيم كه ترا اهل اين شهر دستى نباشد ونصرتى نبود خويشتن را در معرض بلا وعقوبت مكن نصيحت تا بشنو ونيت خود بگردان پس آن وعظ بر تبع اثرى عظيم كرد واز ايشان عذر خواست ايشان چوأثر قبول در وى ديدند او را بر دين خويش دعوت كردند تبع قبول كرد وبدين ايشان بازگشت وايشانرا إكرام كرد واز مدينه بسوى يمن بازگشت وآن دو حبر ونفرى ديكر از يهود بنى قريظه با وى رفتند جمعى از بنى هذيل پيش تبع آمدند كفتند ايها الملك انا ادلك على بيت فيه كنز من لؤلؤ وزبرجد اگر خواهى بردارى بر دست تو آسان بود كفت آن كدام خانه است كفتند خانه ايست در مكه ومقصود هذيل هلاك تبع بود كه از نقمت وى مى ترسيدند دانستند كه هر كه قصد خانه كعبه كند هلاك شود تبع با أحبار يهود مشورت كرد وآن سخن كه هذيل كفته بودند بايشان كفت اخبار كفتند زينهار كه انديشه بد نكنى در كار آن خانه كه در روى زمين خانه از ان عظيم تر نيست آنرا بيت الله كويند آن قوم ترا اين دلالت كردن جز هلاك تو نخواستند چون آنجا رسى تعظيم كن تا ترا سعادت ابد حاصل شود تبع چون اين سخن بشنيد آن جمع هذيل بگرفت وسياست كرد چون بكعبه رسيد طواف كرد وكعبه را در نبود آنرا در برنهاد وقفل برزد وآنرا جامه پوشيد وشش روز آنجا مقيم شد هر روز در منحر هزار شتر قربان كرد واز مكه سوى يمن شد قوم وى حمير بودند كاهنان وبت پرستان تبع ايشانرا بر دين خويش وبر حكم تورات دعوت كرد ايشان نپذيرفتند تا آنكه حكم خويش بر آتش بردند وآن آتشى بود كه فرا ديد آمدى در دامن كوه وهركرا خصمى بودى وحكمى كه در ان مختلف بودى هر دو خصم بنزديك آتش آمدندى آنكس كه بر حق بودى او را از آتش كزند نرسيدى واو كه نه بر حق بودى بسوختى جماعتى از حمير بتان خود را برداشتند وبدامن آن كوه آمدند وهمچنين اين دو حبر كه با تبع بودند دفتر تورات برداشته وبدامن آن كوه آمدند ودر راه آتش نشستند آتش از مخرج خود برآمد وآن قوم حمير را وآن بتان را همه نيست كرد وبسوخت وآن دو حبر كه تورات داشتند وميخواندند از آتش ايشانرا هيچ رنج وكزند نرسيد مكر از پستانى ايشان عرقى روان كشت وآتش از ايشان دركذشت وبمخرج خويش باز شد آنكه باقى حمير كه بودند همه بدين اخبار بازگشتند فمن

هناك أصل اليهودية باليمن كذا فى كشف الاسرار وقيل حفر بئر بناحية حمير فى الإسلام فوجد فيه امر أتان صحيحتان وعند رؤسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب حبا وتليس او حبا وتماضرا وهذا قبر تماضر وقبر حبا بنتي تبع على اختلاف الروايات وهما تشهدان ان لا اله الا الله ولا تشركان به شيأ وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما

ص: 422

از همه در صفات وذات خدا ليس شىء كمثله ابدا

كر خدا بودى از يكى افزون

كى بماندى جهان بدين قانون

داند آنكس ز عقل باشد بهر

كه دوشه را چوجا شود در شهر

سلك جمعيت از نظام افتد

رخنه در كار خاص وعام افتد

جل من لا اله الا هو حسبنا الله لا اله سواه وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما اى ما بين الجنسين وقرىء ما بينهن نظرا الى مجموع السموات والأرض لاعِبِينَ من غير ان يكون فى خلقهما غرض صحيح وغاية حميدة يقال لعب فلان إذا كان فعله غير قاصد به مقصدا صحيحا وفى التعريفات اللعب فعل الصبيان يعقبه التعب من غير فائده ما خَلَقْناهُما وما بينهما ملتبسا بشىء من الأشياء إِلَّا مللتبسا بِالْحَقِّ فهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال او ما خلقناهما بسبب من الأسباب الا بسبب الحق الذي هو الايمان والطاعة والبعث والجزاء فهو استثناء من أعم الأسباب وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ اى كفار مكة بسبب الغفلة وعدم الفكرة لا يَعْلَمُونَ ان الأمر كذلك فينكرون البعث والجزاء والآية دليل على ثبوت الحشر فانه لو لم يحصل البعث والجزاء لكان هذا الخلق عبثا لانه تعالى خلقهم وما ينتظم به اسباب معايشهم ثم كلفهم بالايمان والطاعة ليتميز المطيع من العاصي بأن يكون الاول متعلق فضله وإحسانه والثاني متعلق عدله وعقابه وذلك لا يكون فى الدنيا لقصر زمانها وعدم الاعتداد بمنافعها لكونها مشوبة بانواع المضار والمحن فلا بد من البعث والجزاء لتوفى كل نفس ما عملت فالجزآء هو الذي سبقت اليه الحكمة فى خلق العالم من رأسها إذ لو لم يكن الجزاء كما يقول الكافرون لاستوت عند الله احوال المؤمن والكافر وهو محال اعلم ان لتجليات الوجودية انما هى للتجليات الشهودية فكل من السموات والأرض الصورية وما بينهما من الموجودات مظاهر صفات الحق فهى كالاصداف والصفات كالدرر والمقصود بالذات انما هو الدرر لا الاصداف كما ان المقصود من المرآة انما هو الصورة المرئية فيها فكان كل موجود كاللباس على سر من الاسرار الالهية وكذا كل وضع من أوضاع الشريعة رمز الى حقيقة من الحقائق فلا بد من إقامته لتحصل حقيقته وهذا بالنسبة الى الآفاق واما بالنسبة الى الأنفس فالارواح كالسموات والأشباح كالارض والقلوب والاسرار والنفوس كما بينهما وكلها مظاهر حق لا سيما القلوب أصداف درر المعارف الالهية التي لم يخلق الانس والجن الا لتحصيلها ولكن مرآة قلب أكثرهم مكدرة بصدأ صفات البشرية وهم لا يعلمون انهم مرءاة لظهور صفات الحق ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه يعنى بالمرء آتية عند صفائها فقد عرف ربه اى بتجلى صفاته فيها فقد عرفت انه ما فى الوجود الا الحق واما الباطل فاضافى لا يقدح فى ذلك الا ترى الى الشيطان فانه باطل من حيث وجوده الظلي ومن حيث دعوة الخلق الى الباطل والضلال لكنه حق فى نفسه لانه موجود وكل موجود فهو من التجليات الالهية (حكى) ان رجلا راى خنفساء فقال ماذا يريد الله من خلق هذه أحسن شكلها أم طيب ريحها قابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء حتى ترك علاجها فسمع يوما صوت طبيب من الطرقيين ينادى فى الدرب فقال هاتوه حتى ينظر فى امرى فقالوا ما تصنع بطرقي وقد عجز عنك حذاق الأطباء فقال لا بد لى منه فلما احضروه ورأى القرحة استدعى بخنفساء فضحك

ص: 423

الحاضرون فتذكر العليل القول الذي سبق منه فقال احضروا ما طلب فان الرجل على بصيرة فأحرقها ووضع رمادها على قرحته فبرئت بإذن الله تعالى فقال للحاضرين ان الله تعالى أراد ان يعرفنى ان أخس المخلوقات أعز الادوية يكى از خواجكان نقشبنديه ميفرمود كه شبى در زمان جوانى بداعيه فسادى از خانه بيرون آمدم ودر ده ما عسسى بغايت شرير وبد نفس كه بشرارت نفس او كسى نمى دانستم وهمه اهل ده ازو مى ترسيدند در آن دل شب ديدم چاى در كمين استاده چون او را بديدم ازو بغايت ترسيدم وترك فساد كردم واز ان محل دانستم كه بد نيز درين كارخانه در كار بوده است چون بعض ظهورات حق آمد باطل پس منكر باطل نشود

جز جاهل در كل وجود هر كه جز حق نبيند

باشد ز حقيقة الحقائق غافل

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ اى يوم القيامة الذي يفصل فيه الحق عن الباطل ويميز المحق من المبطل ويقضى بين الخلائق بين الأب والابن والزوج والزوجة ونحو ذلك قال بعضهم يوم الفصل يوم يفصل فيه بين كل عامل وعمله ويطلب بإخلاص ذلك وبصحته فمن صح له مقامه واعماله قبل منه وجزى عليه ومن لم تصح له اعماله كانت اعماله عليه حسرة (وفى المثنوى)

اى دريغا بود ما را پير وباد

تا ابد يا حسرة شد للعباد

بر كذشته حسرت آوردن خطاست

باز نايد رفته ياد آن هباست

مِيقاتُهُمْ اى وقت موعد الخلائق أَجْمَعِينَ يعنى هنكام جمع شدن همه أولين وآخرين فيوم الفصل اسم ان وميقاتهم خبرها وأجمعين تأكيد للضمير المجرور فى ميقاتهم والميقات اسم للوقت المضروب للفعل فيوم القيامة وقت لما وعدوا به من الاجتماع للحساب والجزاء قال فى بحر العلوم ميقاتهم اى حدهم الذي يوقتون به ولا ينتهون اليه ومنه مواقيت الإحرام على الحدود التي لا يتجاوزها من يريد دخول مكه الا محرما فان الميقات ما وقت به الشيء اى حد قال ابن الشيخ الفرق بين الوقت والميقات ان الميقات وقت يقدر لان يقع فيه عمل من الأعمال وان الوقت ما يقع فيه شىء سواء قدره مقدر لان يقع فيه ذلك الشيء أم لا يَوْمَ لا يُغْنِي بدل من يوم الفصل مَوْلًى ولى من قرابة وغيرها وبالفارسية دوستى وخويشاوندى عَنْ مَوْلًى اى مولى كان وبالفارسيه از دوست وخويش خود شَيْئاً اى شيأ من الإغناء والاجزاء على ان شيأ واقع موقع المصدر وتنكيره للتقليل ويجوز أن يكون منصوبا على المفعول به على ان يكون لا يغنى بمعنى لا يدفع بعضهم عن بعض شيأ من عذاب الله ولا يبعده فان الإغناء بمعنى الدفع وابعاد المكروه وبالفارسية چيزى را از عذاب ما يا سود نرسد كس كسى را هيچ چيز وتنكير مولى فى الموضعين للابهام فان المولى مشترك بين معان كثيرة يطلق على المالك والعبد والمعتق والصاحب والقريب كابن العم ونحوه والجار والحليف والابن والعم والنزيل والشريك وابن الاخت والولي والرب والناصر والمنعم والمنعم عليه والمحب والتابع والصهر كما فى القاموس وكل من ولى امر واحد فهو وليه ومولاه فواحد من هؤلاء اى واحد كان لا يغنى عن مولاه اى مولى كان شيأ من الإغناء اى إغناء قليلا وإذا لم ينفع بعض الموالي بعضا ولم يغن عنه شيأ من العذاب بشفاعته كان عدم حصول ذلك ممن سواهم اولى وهذا فى حق الكفار يقال اغنى عنه كذا إذا كفاه والإغناء بالفارسية بى نياز كردانيدن ووا داشتن

ص: 424

كسى را از كسى وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ الضمير لمولى الاول باعتبار المعنى لانه عام لوقوعه نكرة فى سياق النفي فكأنه جمع اى لا يمنعون مما نزل بهم من العذاب ولا يملكون ان يشفع لهم غيرهم إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ بالعفو عنه وقبول الشفاعة فى حقه وهم المؤمنون ومحله الرفع على البدل من الواو كما هو لمختار او النصب على الاستثناء إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الذي لا ينصر من أراد تعذيبه كالكفار الرَّحِيمُ لمن أراد أن يرحمه كالمؤمنين قال سهل من رحم الله عليه فى السوابق فأدركته فى العاقبة بركة تلك الرحمة حيث جعل المؤمنين بعضهم فى بعض شفيعا وفى الآية اشارة الى ان يوم القيامة يفصل بين أرباب الصفاء واصحاب الصدأ ولا يغنى مولى عن مولى ولا ناصر عن ناصر ولا حميم عن حميم ولا نسيب عن نسيب ولا شيخ عن مريد شيأ من الصفاء إذ لم يحصلوا هاهنا فى دار العمل ولا ينصرون فى تحصيل الصفاء ودفع الصدأ الا من رحمم الله عليه بتوفيق تصفية القلب فى الدنيا كما قال تعالى الا من أتى الله بقلب سليم انه هو العزير يعز من يشاء بصفاء القلب الرحيم يرحم من يشاء بالتجلى لمرءاة قلبه (حكى) انه كان اخوان فمات أحدهما فرأه الآخر فى المنام وسأله عن حاله فقال يا أخى من كان فى الدنيا أعمى فهو فى الآخرة أعمى فكان هذا سبب توبته وانابته حتى كان من الصلحاء الكاملين واعلم ان المقصود من العلم والعمل تزكية النفس فاذا حصلت هذه التزكية كان ثواب العمل الصالح كاللباس الفاخر على البدن الحسن الناضر وإذا لم تحصل كان كالزينة على الجسم القبيح فمن حسن ذاته فى الدنيا بازالة قبح نفسه جاء فى القيامة حسنا بالحسن الذاتي والعارضى والا فبالحسن العارضى فقط وهو ثواب العمل فاعرف هذا فلا بد من الاجتهاد والوقت باق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريره را رضى الله عنه فرمود كه بر طريق آنها باش كه چون مردم بترسند ايشانرا هيچ ترسى نباشد و چون مردم از آتش أمان خواهند ايشان خود آمن باشند أبو هريره كفت يا رسول الله آنها كدام اند صفت وحليت ايشان با من بيان فرماى تا ايشانرا بشناسم فرمود كه قومى از امت من در آخر الزمان ايشانرا روز قيامت در محشر انبيا حشر كنند چون مردم بديشان نظر كنند ايشانرا پيغمبران پندارند از غايت علو مرتبت ومنزلت ايشان ناكاه من ايشانرا بشناسم وكويم امت من امت من وخلايق بدانند كه ايشان پيغمبران نيستند پس مانند برق وباد بگذرند و چشمهاى مردم از أنوار ايشان خيره شود ابو هريره كفت يا رسول الله مرا بعمل ايشان فرماى باشد كه بديشان ملحق شوم كفت صلى الله عليه وسلم اى أبا هريره اين قوم طريق دشوار اختيار كردند تا بدرجه انبيا رسيدند حق تعالى ايشانرا بطعام وشراب سير كردانيد وايشان كرسنكى وتشنكى اختيار كردند ولباس براى پوشيدن داد ايشان برهنكى كزيدند همه باميد رحمت ترك حلال كردند از خوف حساب با بدن خود در دنيا بودند ولكن بوى مشغول انكشتند ملائكه از اطاعت ايشان تعجب نمودند فطوبى لهم فطوبى لهم دوست ميدارم كه حق تعالى ميان من وايشان جمع كند از ان رسول الله عليه السلام كريه كرد در شوق ايشان وفرمود كه چون حق تعالى خواهد كه باهل زمين عقوبتى فرستد بديشان نظر كند عذاب را از اهل زمين باز كرداند

ص: 425

اى أبا هريره بر تو باد كه طريقه ايشانرا رعايت كنى هر كه طريقه ايشان را مخالفت كند در شدت حساب زحمت بيند

روشن دلى كه لذت تجريد بافتست

بيرون رود ز خويش چو پيدا شود

كسى مى بايدش بخون جكر خورد غولها

تا از غبار چشم مصفا شود كسى

إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ بدرستى كه درخت زقوم يعنى ميوه آن قال فى القاموس هى شجرة بجهنم وطعام اهل النار وفى عين المعاني شجرة فى أسفل النار مرتفعة الى أعلاها وما من دركة الا وفيها غصن منها انتهى فتكون هى فى الأسفل نظير طوبى فى الأعلى وفى كشف الاسرار شجرة الزقوم على صورة شجر الدنيا لكنها من النار والزقوم ثمرها وهو ما أكل بكره شديد وقيل طعام ثقيل فهو زقوم وفى المفردات شجرة الزقوم عبارة عن أطعمة كريهة فى النار ومنه استعير زقم فلان وتزقم إذا ابتلع شيأ كريها يقول الفقير وعلى تقدير ان يكون الزقوم بلسان البرير وهم جيل بالغرب وامة اخرى بين الحبش والزنج بمعنى الزبد والتمر فلعله وارد على سبيل التهكم كالتبشير فى قوله فبشرهم بعذاب أليم لانه تعالى وصف شجرة الزقوم بأنها تخرج فى اصل الجحيم كما مر فى الصافات فكيف يكون زبدا وفى انسان العيون لا تسلط لجهنم على شجرة الزقوم فان من قدر على خلق من يعيش فى النار ويلتذ بها كالسمندل فهو اقدر على خلق الشجر فى النار وحفظه من الإحراق بها وقد قال ابن سلام رضى الله عنه انها تحيى باللهب كما تحيى شجرة الدنيا بالمطر وثمر تلك الشجرة مر له زفرة انتهى يقول الفقير لا حاجة الى هذا البيان فانه كما يشابه ثمر الجنه وشجرها ثمر الدنيا وشجرها وان وقع الاشتراك فى الاسم وكذا ثمر النار وشجرها فالشجرية لا تنافى النارية فكيف تحترق فما أصله النار فهو نارى والناري لا يحترق بالنار ولذا قيل فى إبليس انه يعذب بالزمهرير وان أمكن الاحتراق بحسب التركيب وقد رأيت فى جزيرة قبرس حجرا يقال له حجر القطن يدق ويطرق فينعم حتى يكون كالقطن فيتخذ منه المنديل فحجريته لا تنافى القطنية وقد مر فى يس ان الله أخرج من الشجر الأخضر نارا طَعامُ الْأَثِيمِ اى الكثير الإثم والمراد به الكافر لدلالة ما قبله وما بعده عليه يعنى انهم اجمعوا على ان المراد بقوله لا يغنى مولى عن مولى شيأ هم الكفار وبقوله الا من رحم الله المؤمنون وكذا دل عليه قوله فيما سيأتى ان هذا ما كنتم به تمترون وكان ابو الدرداء رضى الله عنه لا ينطلق لسانه فيقول طعام اليتيم فقال عليه السلام قل طعام الفاجر كما فى عين المعاني وقال فى الكواشي عن ابى الدرداء انه اقرأ إنسانا طعام الأثيم فقال طعام اليتيم مرارا فقال له قل طعام الفاجر يا هذا وفى هذا دليل لمن يجوز ابدال كلمة بكلمة إذا أدت معناها ولابى حنيفة فى تجويز القراءة بالفارسية إذا أدت المعنى بكماله قالوا وهذه اجازة كلا اجازة لان فى كلام العرب خصوصا فى القرآن المعجز بفصاحته وغرابة نظمه واساليبه من لطائف المعنى ما لا يستقل بأدائه لغة ما قال الزمخشري ابو حنيفة ما كان يحسن الفارسية فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر وعن ابى الجعد عن ابى يوسف عن ابى حنيفة مثل قول صاحبيه فى عدم جواز القراءة بالفارسية الى هنا كلام الكواشي وقال فى فتح الرحمن يجوز عند ابى حنيفة ان يقرأ بالفارسية إذا أدت المعاني بكما الها من غير ان يخرم منها شيئا وعنه لا تجوز القراءة بالفارسية

ص: 426

الا لعاجز عن العربية وهو قول صاحبيه وعليه الاعتماد وعند الثلاثة لا يجوز بغير العربية انتهى ويروى رجوعه الى قولهما فى الأصح كما فى الفقه والفتوى على قولهما كما فى عيون الحقائق وجاء من أحسن ان يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسيه فانه يورث الفاق كما فى انسان العيون يقول الفقير بطلان القراءة بالفارسية ظاهر على تقدير ان يكون كل من النظم والمعنى ركنا للقرءآن كما عليه الجمهور ولعل الامام لم يجعل النظم ركنا لازما فى الصلاة عند العجز فأقام العبارة الفارسية مقام النظم كما أن بعضهم لم يجعل الإقرار باللسان ركنا من الايمان بل شرطا لازما لاجراء احكام المسلمين عليه وان اعترض بان تحت كل حرف من القرآن ما لا تفى به العبارة من الإشارات فلا تقوم لغة مقامه فيرد بأن علماء اصول الحديث جوزوا اختصار الحديث للعالم لا للجاهل مع انه عليه السلام اوتى جوامع الكلم وفى كل كلمة من كلامه اسرار ورموز فاعرف هذا كَالْمُهْلِ خبر بعد خبرأ وخبر مبتدأ محذوف اى هو كالمهل عن النبي عليه السلام فى تفسير المهل كعكر الزيت وهو درديه فاذا قرب الى وجهه سقطت فروة وجهه فيه وشبه بالمهل فى كونه غليظا اسود وقال بعضهم المهل ما يمهل فى النار حتى يذوب كالحديد والرصاص والصفر ونحوها وشبه الطعام بالنحاس او الصفر المذاب فى الذوب ونهاية الحرارة لا فى الغليان وانما يغلى ما شبه به يَغْلِي فِي الْبُطُونِ اى حال كون ذلك الطعام يغلى فى بطون الكفار كَغَلْيِ الْحَمِيمِ غليانا كغليان الماء الحار الذي انتهى حره وغليانه لشدة حرارته وكراهية المعدة إياه قال بعضهم پاره پاره كند رودهاى ايشان وبگذارد امعا واحشا را وفى الحديث ايها الناس اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لامرت على اهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره والغلى والغليان التحرك والارتفاع وبالفارسية جوشيدن قال فى المفردات الغلى والغليان يقال فى القدر إذا طفحت اى امتلأت وارتفعت ومنه استعير ما فى الآية وبه شبه غليان الغضب والحرب وفى الآية اشارة الى ان الأثيم وهو الذي عبد صنم الهوى وغرس شجرة الحرص فأثمرت الشهوات النفسانية اللذيذة على مذاق النفس فى الدنيا يكون طعامه فى الآخرة الزقوم الذي مر وصفه

نفس را بدخو بناز ونعمت دنيا مكن

آب ونان سير كاهل ميكند مذدور را

خُذُوهُ على ارادة القول والخطاب للزبانية اى يقال للزبانية يوم القيامة خذوا الأثيم فلا يأخذونه الا بالنواصي والاقدام فَاعْتِلُوهُ اى جروه بالعنف والقهر فان العتل الاخذ بمجامع الثوب ونحوه وجره بقهر وعنف قال فى تاج المصادر العتل كشيدن بعنف وفى القاموس عتله يعتله ويعتله فانعتل جره عنيفا فحمله وهو معتل كمنبر قوى على ذلك إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ اى وسطها ومعظمها الذي تستوى المسافة اليه من جميع جوانبه وبالفارسية وبميانه دوزخ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ صب الماء اراقته من أعلى والعذاب ليس بمصبوب لانه ليس من الأجسام المائعة فكان الأصل يصب من فوق رؤوسهم الحميم فقيل يصب من فوق رؤوسهم العذاب وهو الحميم للمبالغة ثم أضيف العذاب الى الحميم للتخفيف وزيد من للدلالة على ان المصبوب بعض هذا النوع وبالفارسية آنگاه بريزيد بر زبر سر او از عذاب آب كرم تا تمام بيرون بدن

ص: 427

او بريختن آب معذب شود چنانچهـ درون آواز ز قوم معذبست يروى ان الكافر إذا دخل النار يطعم الزقوم ثم ان خازن النار يضربه على رأسه بمقمعة يسيل منها دماغه على جسده ثم يصب الحميم فوق رأسه فينفذ الى جوفه فيقطع الأمعاء والاحشاء ويمرق من قدميه وفى الآية اشارة الى عذاب الحسرة والحرمان وحرقة الهجران فى قعر النيران ذُقْ هذا العذاب المذل المهين إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ فى نظرك الْكَرِيمُ عند قومك اى وقولوا له ذلك استهزاء به وتقريعا له على ما كان يزعمه من انه عزيز كريم فمعناه الذليل المهان (روى) ان أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين جبلى مكة أعز وأكرم منى فو الله ما تستطيع أنت ولا ربك ان تفعل بي شيأ فوردت الآية وعيدا له ولأمثاله عجبا كيف اقسم بالله تعظيما له ثم نفى الاستطاعة عنه مع ان الرسول عليه السلام كان لا يدعو ربا سواه فالكلام المذكور من حيرة الكفر وحكم الجهل وتعصب النفس كما قالوا أمطر علينا حجارة من السماء وفى لفظ الذوق اشارة الى انه كان معذبا فى الدنيا ولكن لما كان فى نوم الغفلة وكثافة الحجاب لم يكن ليذوق ألم العذاب فلما مات انتبه وذاق ألم ما ظلم به نفسه إِنَّ هذا العذاب ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ تشكون فى الدنيا او تمارون فيه اى تجادلون بالباطل وبالفارسية شك مى آورديد تا اكنون معاينه بديديد والجمع باعتبار المعنى لان المراد جنس الأثيم ثم هذا الامتراء انما كان بوساوس الشيطان وهواجس النفس فلا بد من دفعهما والاتصاف بصفة القلب وهو اليقين ولذا قال عليه السلام ويل للشاكين فى الله وهم الذين لم يؤمنوا به تعالى يقينا ومن ذلك انكار بعض أحكامه وأوامره وكذا الإصرار على المعاصي بحيث لا يبالى بها فلو ترك الصلاة متعمدا ولم ينو القضاء ولم يخف عقاب الله فانه يكفر لان الا من كفر (وفى المثنوى)

بود كبرى در زمان با يزيد

كفت او را يك مسلمان سعيد

كه چهـ باشد كر تو اسلام آورى

تا بيابى صد نجات وسرورى

كفت اين ايمان اگر هست اى مريد

آنكه دارد شيخ عالم بايزيد

من ندارم طاقت آن تاب آن

كان فزون آمد ز كوششهاى جان

كرچهـ در ايمان ودين ناموقنم

ليك در ايمان او بس مؤمنم

مؤمن ايمان اويم در نهان

كرچهـ مهرم هست محكم در دهان

باز ايمان كر خود ايمان شماست

نى بدان ميلستم ونى مشتهاست

آنكه صد ميلش سوى ايمان بود

چون شما را ديد زان فاتر شو

زانكه نامى بيند ومعنيش نى

چون بيابانرا مفازه كفتنى

وفيه اشارة الى ان المريد إذا كان قوى الايمان والعلم والمعرفة كان عمله واجتهاده فى الظاهر بقدر ذلك وقس عليه حال الضعيف والشاك والمتردد نسأل الله سبحانه ان يسقينا من كأس قوة اليقين انه هو المفيض المعين إِنَّ الْمُتَّقِينَ اى عن الكفر والمعاصي وهم المؤمنون المطيعون فِي مَقامٍ فى موضع قيام والمراد المكان على الإطلاق فانه من الخاص الذي شاع استعماله فى معنى العموم يعنى انه عام ومستعمل فى جميع الامكنة حتى قيل لموضع القعود مقام وان لم يقم فيه أصلا أَمِينٍ يأمن صاحبه الآفات والانتقال عنه على ان وصف المقام بالأمن من المجاز فى الاسناد كما فى قولهم جرى النهر فالامن ضد الخوف والامين بمعنى ذى الامن وأشار الزمخشري الى وجه آخر وهو ان الامين من

ص: 428

الامانة التي هى ضد الخيانة وهى فى الحقيقة صفة صاحب المكان لكن وصف به المكان بطريق الاستعارة التخييلية كأن المكان المخيف يحزن صاحبه وناز له بما يلقى فيه من المكاره او كناية لان الوصف إذا أثبت فى مكان الرجل فقد أثبت له لقولهم المجد بين ثوبيه والكرم بين برديه كما فى بحر العلوم وفى الآية اشارة الى ان من اتقى بالله عما سواه يكون مقامه مقام الوحدة آمنا من خوف الاثنينية والى ان من كان فى الدنيا على خوف العذاب ووجل الفراق كان فى الآخرة على أمن وأمان وقال بعضهم المقام الامين مجالسة الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء يقول الفقير اما مجالستهم يوم الحشر فظاهرة لان فيها الامن من الوقوع فى العذاب إذ هم شفعاء عند الله واما مجالستهم فى الدنيا فلان فيها الامن من الشقاوة إذ لا يشقى بهم جليسهم وفى الآية اشارة اخرى لائحة للبال وهى ان المقام الامين هو مقام القلب وهى جنة الوصلة ومن دخله كان آمنا من شر الوسواس الخناس لانه لا يدخل الكعبة التي هى اشارة الى مقام الذات كما لا يقدر على الوسوسة حال السجدة التي هى اشارة الى الفناء فى الذات الاحدية قال أهل السنة كل من اتقى الشرك صدق عليه انه متق فيدخل الفساق فى هذا الوعد يقول الفقير الظاهر ان المطلق مصروف على الكامل بقرينة ان المقام مقام الامتنان والكامل هو المؤمن المطيع كما أشرنا اليه فى عنوان الآية نعم يدخل العصاة فيه انتهاء وتبعية لا ابتداء وأصالة كما يدل عليه الوعيد الوارد فى حقهم والا لاستوى المطيع والعاصي وقد قال تعالى أم نجعل المتقين كالفجار عفا الله عنا وعنكم أجمعين (قال الشيخ السعدي)

كسى را كه با خواجه تست جنك

بدستش چرا مى دهى چوب وسنك

مع آخر كه باشد كه خوانش نهند

بفرماى تا استخوانش نهند

ي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

بدل من مقام جيىء به دلالة على نزاهته واشتماله على طيبات المآكل والمشارب والمراد بالعيون الأنهار الجارية والتنكير فيهما للتعظيم يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ خبر ثان وإستبرق بقطع الهمزة وقرأ الخليل بوصلها قال فى كشف الاسرار السندس مارق من الحرير يجرى مجرى الشعار لهم وهو اللين من الدثار فى المعتاد والإستبرق ما غلظ منه وصفق نسجه يجرى مجرى الدثار وهو ارفع نوع من انواع الحرير والحرير نوعان نوع كلما كان ارق كان انفس ونوع كلما كان أرزن بكثرة الإبريسم كان أنفس يقول الفقير يحتمل عندى ان يكون السندس لباس المقربين والإستبرق لباس الأبرار يدل عليه ان شراب المقربين هو التسنيم الخالص وشراب الأبرار هو الرحيق الممزوج به وذلك ان المقربين اهل الذات والأبرار أهل الصفات فكما أن الذات ارق من الصفات فكذا لباس اهل الذات وشرابهم أرق وأصفى من لباس اهل الصفات وشرابهم ثم ان الإستبرق من كلام العجم عرب بالقاف قال فى القاموس الإستبرق الديباج الغليظ معرب استروه وتصغيره أبيرق وستبر بالتاء والطاء بمعنى الغليظ بالفارسية قال الجواليقي فى المعربات نقل الإستبرق من العجمية الى العربية فلو حقر او كسر لكان فى التحقير أبيرق وبالتكسير أباريق بحذف السين والتاء جميعا انتهى والتعريب جعل العجمي بحيث يوافق اللفظ العربي بتغييره عن منهاجه واجرائه على أوجه الاعراب وجاز وقوع اللفظ العجمي فى القرآن العربي لانه إذا عرب خرج من ان يكون عجميا إذا

ص: 429

كان متصرفا تصرف اللفظ العربي من غير فرق فمن قال القرآن أعجمى يكفر لانه معارضة لقوله تعالى قرءانا عربيا وإذا قال فيه كلمة أعجمية ففى أمره نظر لانه ان أراد وقوع الأعجمي فيه بتعريب فصحيح وان بلا تعريب فغلط مُتَقابِلِينَ اى حال كونهم متقابلين فى لمجالس ليستأنس بعضهم ببعض ومعنى متقابلين متواجهين لا ينظر بعضهم الى قفا بعض لدور ان الاسرة بهم فهم أتم للانس ودر تفسير سورآباديّ آورده كه اين مقابله روز مهمانى باشد در دار الجلال كه حق تعالى همه مؤمنانرا بر سر يك خوان بنشاند وهمه رويهاى يكديكر بينند وقال بعضهم متقابلين بالمحبة غير متدابرين بالبغض والحسد لان الله ينزع من صدورهم الغل وقت دخولهم الجنة وهذا التقابل من أوصاف اهل الله فى الدارين فطوبى لهم حيث انهم فى الجنة وهم فى الدنيا كَذلِكَ اى الأمر كذلك او أثبناهم اثابة مثل ذلك وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ اى قرناهم بهن وبالفارسية وقرين مى سازيم متقيانرا بزنان سفيد روى كشاده چشم فيتمتعون تارة بمؤانسة الاخوان ومقابلتهم وتارة بملاعبة النسوان من الحور العين ومزاوجتهن فليس المعنى حصول عقد التزويج بينهم وبين الحور فان التزويج بمعنى العقد لا يتعدى بالباء كما جاء فى التنزيل فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وإذا لم يكن المراد عقد التزويج يقال زوجناك بها بمعنى كنت فردا فقرناك بها اى جعلناك شفعا بها والله تعالى جعلهم اثنين ذكرا وأنثى وقال فى المفردات لم يجىء فى القرآن زوجناهم حورا كما يقال زوجته بامرأة نبيها على ان ذلك لم يكن على حسب التعارف فيما بيننا من المناكح قال سعدى المفتى ثم لا يكون العقد فى الجنة لان فائدته الحل والجنة ليست بدار كلفة من تحريم او تحليل انتهى يقول الفقير يرد عليه ان الله تعالى جعل مهر حواء فى الجنة عشر صلوات على نبينا عليه السلام وهو لا يتعين بدون العقد الا ان يقال ذلك العقد ان صح ليس كالعقد المعهود وانما المقصود منه تعظيم نبينا عليه السلام وتعريفه لا التحليل وجعل عنوان الأمر ما هو فى صورة المهر ليسرى فى أنكحة أولادهما والظاهر أن المعاملة فيما بين آدم وحواء عليهما السلام فى الجنة كانت من قبيل المؤانسة ولم يكن بينهما مجامعة كما فى الدنيا وان ذهب البعض الى القربان فى الجنة مستدلا بقول قابيل انا من أولاد الجنة وذلك مطعون قال الشيخ الشهير بافتاده البرسوى الشريعة لا ترتفع ابدا حتى ان بعض الاحكام يجرى فى الآخرة ايضا مع انها ليست دار التكليف الا ترى أن كل واحد من اهل الجنة لا يتصرف الا فيما عين له من قبل لله ولذلك قال الله تعالى حور مقصورات فى الخيام ولاهل الجنة بيوت الضيافة يعملون فيها للضيافة للاحباب ويتنعمون ولكن أهليهم لا يظهرون لغير المحارم كما فى واقعات الهدائى قدس سره ثم الحور جمع الحوراء وهى البيضاء والعين جمع العيناء وهى العظيمة العينين فالحور هى النساء النقيات البياض يحارفيهن الطرف لبياضهن وصفاء لونهن واسعة الأعين حسانها او الشديدات بياض الأعين الشديدات سوادها قال فى القاموس الحور بالتحريك ان يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقها وترق جفونها ويبيض ما حواليها او شدة بياضها وسوادها فى شدة بياض الجسد أو اسوداد العين كلها مثل الظباء ولا يكون فى بنى آدم بل يستعار لهم انتهى وفى المفردات قليل ظهور

ص: 430

قليل من البياض فى العين من بين السواد وذلك نهاية الحسن من البين واختلف فى انهن نساء الدنيا او غيرهن فقال الحسن انهن من نساء الدنيا ينشئهن الله خلقا آخر وقال ابو هريرة رضى الله عنه انهن لسن من نساء الدنيا يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ اى يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهونه من الفواكه لا يتخصص شىء منها بمكان ولا زمان وذلك لا يجتمع فى الدنيا يعنى ان فواكه الدنيا لا توجد فى كل مكان ولها ازمنة مخصوصة لا تستقدمها ولا تستأخرها آمِنِينَ اى حال كونهم آمنين من كل ما يسوؤهم أيا كان خصوصا الزوال والانقطاع وتولد الضرر من الإكثار وحجاب القلب كما يكون فى الدنيا فيكونون فى الصورة مشغولين بالحور العين وبما يشتهون من النعيم وبالقلوب متوجهين الى الحضرة مشاهدين لها لا يَذُوقُونَ فِيهَا اى فى الجنات الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى الموت والموتة مصدر ان من فعل واحد كالنفخ والنفخة الا ان الموتة أخص من الموت لان الموتة للوحدة والموت للجنس فيكون بعضا من جنس الموت وهو فرد واحد ونفى الوحدة أبلغ من نفى الجنس فكانت أقوى وانفى فى نفى الموت عن أنفسهم كأنه قال لا يذوقون فيها شيأ من الموت يعنى اقل ما ينطلق عليه اسم الموت كما بحر العلوم والاستثناء منقطع اى لا يذوقون الموت فى الجنة لكن الموتة الاولى قد ذاقوها قبل دخول الجنة يعنى مرك أول كه در دنيا چشيدند مؤمنانرا مرك آنست ثم إذا بعثوا ودخلوا الجنة يستمرون على الحياة چون معهود نزديك مردمان آنست كه هر زندكى را مرك در پى است حق تعالى خبرا داد كه حيات بهشت را مرك نيست بلكه حيات او جاودانست فعيشتهم المرضية مقارنة للحياة الابدية بخلاف اهل النار فانه لا عيشة لهم وكذا لا يموتون فيها ولا يحيون ويقال ليس فى الجنة عشرة أشياء ليس فيها هرم ولا نوم ولا موت ولا خوف ولا ليل ولا نهار ولا ظلمة ولا حر ولا برد ولا خروج ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا على ان المراد بيان استحالة ذوق الموت فيها على الإطلاق كأنه قيل لا يذوقون فيها الموتة الا إذا أمكن ذوق الموتة الاولى فى المستقبل وذوق الماضي غير ممكن فى المستقبل لا سيما فى الجنة التي هى دار الحياة فهذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف والمقصود انهم لا يذوقون فيها الموت البتة وكذا لا ينكحون منكوحات آبائهم قطعا وقيل الا بمعنى بعد او بمعنى سوى فان قلت هذا دليل على نفى الحياة والموت فى القبر قلت أراد به جنس الموت المتعارف المعهود فيما بين الخلق فان الموت المعهود لا يعرى عن الغصص والموت بعد الاحياء فى القبر يكون أخف من الموت المعهود كما فى الاسئلة المقحمة يقول الفقير دلت الآية على ان الموت وجودى لانه تعلق به الذوق وهو الاحساس به احساس الذائق المطعوم والأكثرون على انه عدمى اى معدوم فى الخارج غير قائم بالميت لان المعدوم لا يحتاج الى المحل وسيجيئ تحقيقه فى محله ان شاء الله تعالى وفى الآية اشارة الى انهم لا يذوقون فيها موت النفس بسيف المجاهدة وقمع الهوى وترك الشهوات الا الموتة الاولى فى الدنيا بقتل النفس بسيف الصدق فى الجهاد الأكبر وكما ان السيف لا يجرى على المعدوم فكذا على النفس الفانية إذ لا يموت الإنسان مرتين وايضا ان الموتة الاولى هى العدم قبل الوجود فبعد الوجود لا بذوق أحد الموت والعدم المحض

ص: 431

لان الله تعالى قد وهب له الوجود فلا يرجع عن هبته فانه غنى وما ورد من ان الحيوانات العجم تصير ترابا يوم القيمة حتى يتمنى الكافر ان يكون مثلها فذلك ليس باعدام محض بل الحاق بتراب ارض الآخرة ويجوز أن يقال ان وجودات الأشياء الخسيسة لا اعتبار لها والله سبحانه وتعالى أعلم وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ الوقاية حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره اى حفظهم من النار وصرفها عنهم وبالفارسية ونكاه ميدارد حق تعالى بهشتيانرا واز ايشان دفع ميكند عذاب دوزخ وفيه اشارة الى عذاب البعد وجحيم الهجران فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ منصوب بمقدر على المصدرية او الحالية اى اعطى المتقون ما ذكر من نعيم الجنة والنجاة من عذاب الجحيم عطاء وتفضلا منه تعالى لاجزاء للاعمال المعلولة واحتج اهل السنة بهذه الآية على ان كل ما وصل اليه العبد من الخلاص من النار والفوز بالجنة ونعيمها فانما يحصل بفضل الله وإحسانه وانه لا يجب عليه شىء من ذلك ففى اثبات الفضل نفى الاستحقاق فجميع الكرامات فضل منه على المتقين حيث اختارهم بها فى الاول وأخرجها من علل الاكتساب فان الاكتساب ايضا فضل إذ لو لم يخلق القدرة على كسب الكمالات وتحصيل الكرامات لما وجد العبد اليه سبيلا وفى الحديث لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا الا برحمة لله اى ولا انا أدخل الجنة بعمل الا برحمة الله وليس المراد به توهين امر العمل بل نفى الاغترار به وبيان انه انما يتم بفضل الله قال ابن الملك فى الحديث دلالة على مذهب اهل السنة وحجة على المعتزلة حيث اعتقدوا ان دخولها انما يحصل بالعمل واما قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ونظائره فلا ينا فى الحديث لان الآية تدل على سببية العمل والمنفي فى الحديث عليته وإيجابه انتهى قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر فى مواقع النجوم الدخول برحمة لله وقسمة الدرجات بالأعمال والخلود بالنيات فهذه ثلاثة مقامات وكذلك فى دار الشقاوة دخول أهلها فيها بعدل الله وطبقات عذابها بالأعمال وخلودهم بالنيات وأصل ما استوجبوا به هذا العذاب المؤبد المخالفة كما كانت فى لسعادة الموافقة وكذلك من دخل من العاصين النار لولا المخالفة لما عذبهم الله شرعا نسئل الله لنا وللمسلمين ان يستعملنا بصالح الأعمال ويرزقنا الحياء منه تعالى ذلِكَ آن صرف عذاب وحيات أبدى در بهشت هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الذي لا فوز وراءه إذ هو خالص من جميع المكاره ونيل لكل المطالب والفوز الظفر مع حصول السلامة كما فى المفردات يقول الفقير لما كان الموت وسيلة لهذ الفوز وبابا له ورد الموت تحفة المؤمن والموت وان كان من وجه هلكا فمن وجه فوز ولذلك قيل ما أحد الا والموت خير له اما المؤمن فانما كان الموت خيرا له لانه يتخلص به من السجن ويصل لى النعيم لمقيم فى روضات الجنات واما العاصي فلان الامهال فى الدنيا سبب لازدياد المعاصي والإثم كما قال تعالى انما نملى لهم ليزدادوا اثما وهو سبب لازياد العذاب (قال الشيخ سعدى)

نكو كفت لقمان كه نازيستن

به از سالها بر خطا زيستن

هم از بامدادان در كلبه بست

به از سود وسرمايه دادن ز دست

فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ فذلكة للسورة الكريمة ونتيجة لها وللسان آلة لتكلم فى الأصل واستعير هنا لمعنى اللغة كما فى قوله عليه السلام لسان أهل الجنة

ص: 432

العربية والمعنى انما سهلنا الكتاب المبين حيث أنزلناه بلغتك لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ كى يفهمه قومك ويتذكروا ويعملوا بموجبه وإذا لم يفعلوا ذلك فَارْتَقِبْ فانتظر لما يحل بهم من المقادير فان فى رؤيتها عبرة للعارفين وموعظة للمتقين إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ منتظرون لما يحل بك من الدوائر ولم يضرك ذلك فعن قريب يتحقق املك وتخيب آمالهم يعنى از ان تو نصرت الهى خواهد بود واز ان ايشان عذاب نامتناهى دوستان را هر دم فتحى تازه وخصمان را هر زمان رنجى آبى اندازه تابعان را وعده حسن المآب منكرانرا هيبت ذوقوا العذاب وفى عين المعاني او فارتقب الثواب فانهم كالمرتقبين العقاب لان المسيء ينتظر عاقبة الاساءة وعلى كلا التقديرين فمفعول الارتقاب محذوف فى الموضعين وفى الآية فوائد منها انه تعالى بين تيسير القرآن والتيسير ضد التعسير وقد قال فى آية اخرى انا سنلقى عليك قولا ثقيلا فبينهما تعارض والجواب هو ميسر باللسان وثقيل من حيث اشتماله على التكاليف الشاقة على المكلفين ولا شك ان التلاوة باللسان أخف من العمل ولهذا جاء فى بعض اللطائف انه مرض ابن لبعض العلماء فقيل له اذبح قربانا لعل الله يشفى ولدك فقال بل اقرأ قرءانا فقال بعض العرفاء انما اختار القرآن لانه فى لسانه وأغرض عن القربان لكونه فى جنانه لان حب المال مركوز فى القلب ففى إخراجه منه صعوبة ومنها انه تعالى قال بلسانك فأشار الى انه لو أسمعهم كلامه بغير الواسطة لماتوا جميعا لعدم تحملهم قال جعفر الصادق رضى الله عنه لولا تيسيره لما قدر أحد من خلقه أن يتلفظ بحرف من القرآن وأنى لهم ذلك وهو كلام من لم يزل ولا يزال وقال ابن عطاء يسر ذكره على لسان من شاء من عباده فلا يفتر عن ذكره بحال واغلق باب الذكر على من شاء من عباده فلا يستطيع بحال ان يذكره ومنها ان بعض المعتزلة استدل بقوله لعلهم يتذكرون على انه أراد من الكل الايمان ولم يرد من أحد الكفر وأجيب بأن الضمير فى لعلهم الى أقوام مخصوصين وهم المؤمنون فى علم الله تعالى يقول الفقير فى هذا الجواب نظر لان ما بعد الآية يخالفه فانهم لو كانوا مؤمنين فى علم الله لآمنوا ولما امر عليه السلام بانتظار الهلاك فى حقهم فالوجه ان يكون لعلهم يتذكرون علة بمعنى طلب ان يفهمه قومك فيتذكروا به او لكى يتذكروا ويتعظوا به فيفوا بما وعدوه من الايمان عند كشف العذاب عنهم وتفسيره بالارادة كما فعله اهل الاعتزال خطأ لان الارادة تستلزم المراد لا محالة ومنها ان انتظار الفرج عبادة على ما جاء فى الحديث لانه من الايمان وجاء فى فضيلة السورة الكريمة آثار صحيحة قال عليه السلام من قرأ حم الدخان ليله الجمعة أصبح مغفورا له اى دخل فى الصباح حال كونه مغفورا له فاصبح فعل تام بمعنى دخل فى الصباح لانه لو جعل ناقصا يكون المعنى حصل غفرانه وقت الصباح وليس المراد ذلك نعم لا يظهر المنع عن جعله بمعنى صار وعنه عليه السلام من قرأ الدخان فى ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك وهذا الحديثان رواهما ابو هريرة رضى الله عنه والاول أخرجه الترمذي وقال ابو امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة او يوم الجمعة بنى الله له بيتا فى الجنة كما فى كشف الاسرار وبحر العلوم واسناد البناء الى الله مجاز اى يأمر الملائكة بان يبنوا له فى الجنة بثواب القراءة بيتا عظيما

ص: 433