الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتجاوز 40./. من سكانه أما اليوم فقد بلغت نسبتهم أكثر من 75 % وقد صرح بهذه النسبة السيد وزير الشئون الإجتماعية السيراليوني في احتفالات إسلامية أقيمت في مدن فريتاون وكينما، وبو، ومكيني بسيراليون عام 1972م. كما كشف الوزير عن وجود نسبة قليلة من المتنصرة لتلقيها العلوم في المدارس التبشيرية النصرانية. ويشهد الإحصاء الرسمي الذي أجري قبل عدة سنوات في سيراليون بثبوت نسبة المسلمين التي صرح بها السيد الوزير إذ تبين من خلاله رسمياً أن نسبة المسلمين تترواح ما بين 70ـ75 % من مجموع سكان سيراليون. والحقيقة أن المسلمين يشكلون أكثر من 80./. من مجموع السكان فيه.
تاريخ دخول الإسلام إلى سيراليون:
تكاد تجمع الروايات المنقولة في كتب التاريخ الحديث لأفريقيا الغربية وفي الصحف التي عنيت بسيراليون أن الإسلام كفكرة سامية مقدسة عُرفت وسمعت من أشياخ قبائل سيراليون في القرن السادس عشر الميلادي وإن لم تكن وقتئذ مطبقة كدين عقيدة وعمل والمعروف قديماً في سيراليون أن من أراد دفع تهمة عن نفسه يقول: " أنا مسلم" أي أنا لا أفعل شراً كالمسلم الذي لا يفعل شراً. ولا تزال هذه العادة منتشرة إلى اليوم في جميع الأوساط الإسلامية وغيرها.
إن معرفة أشياخ سيراليون للإسلام بهذه القدسية وقتئذ كان بسبب وصول التجار المسلمين الصالحين من غينيا والسنغال ونيجيريا وموريتانيا إلى مدن سيراليون الساحلية واتصالهم بهم. وقد ظل الإسلام ـ كنظرية ـ مقدسة ـ باللسان ـ إلى أن قامت معارك فوتاجالو الشهيرة التي نقلت الإسلام إلى حيز التنفيذ في القرن الثامن عشر الميلادي. وسبب هذه المعارك أن اثنين وعشرين من كبار مسلمي قبيلتي الفُلاّ والمادينكا القاطنين في غينيا قاموا مع اتباعهم بقيادة (ألمامي صوري) بتعطيل طبل جماعة وثنية سيراليونية أشعلت فتنة بين المسلمين في منطقتهم الغينية. مما أسفر عن قتال نشب بين الوثنيين والمسلمين المذكورين الذين اعتبروه جهاداً مقدساً انتصروا في
نهايته نصراً مؤزراً إذ طاردوا الوثنيين عبر الحدود السيراليونية الغينية التي اجتازوها إلى المدن السيراليونية الشمالية مثل: كارينا ـ فالابا ـ بورت لوكو. واستوطن كثير من المسلمين في هذه المدن وأخذوا يتصلون في المدن والقرى المجاورة للتجارة وهم يؤدون شعائرهم الدينية من صلاة وصيام وتلاوة قرآن، مما جعل بعضاً من وثَنيي سيراليون يعتقد مع الأيام دين الرجل الأسود وذلك لأن أتباعه من السود الوافدين من غينيا فلهذا السبب الجزئي، وللسبب الأول وهو أن الإسلام دين الفطرة بدأ بعض الوثنيين يقلدون المسلمين في صلاتهم وشعائرهم الدينية إلى أن توثقت الروابط بين الفئتين وأخذ الوثنيون السيراليونيون يثقون إلى حد كبير بالمسلمين وخاصة بعدما ساعد المسلمون السيراليونيون بالوقوف إلى جانبهم ضد البرتغاليين والإنكليز المستعمرين. إن هذه الثقة وهذا التلاحم وَلَّدَا انفتاحاً جديداً بين المسلمين الغينين وشعب سيراليون أسفر عن توافد مزيد من آلاف المسلمين الغينيين وخاصة من قبيلة السوسو للاستيطان في سيراليون. وبذلك صار الإسلام ينتشر في القرى والغابات السيراليونية انتشار الرائحة الزكية عن طريق هؤلاء المسلمين. كما صار أشياخ قبائل سيراليون كقبيلة المندي والتنمي واللمبا يعلنون عن إسلامهم ويدعون إليه رغم المغريات الهائلة التي كانت ولا زالت تقدمها المؤسسات التبشيرية النصرانية لجلب هؤلاء الأشياخ إليها.
إن التجمعات الإسلامية السريعة التي حصلت بدخول السيراليونيين إلى الإسلام أحدثت مشكلة جديدة لا تزال قائمة حتى اليوم هي مشكلة الجهل بتطبيق شعائر الإسلام. ومع أن الوافدين المسلمين إلى سيراليون من العامة الذين هم أنفسهم بحاجة إلى تعليم فقد هذبوا هذه المشكلة إلى حد ما وخاصة بعد أن اشتغل كثير منهم بتعليم الأطفال في الكتاتيب على طريقة الألواح.
إن للمسلمين دور ذهبي وهام في تاريخ سيراليون حيث عملوا جاهدين على استقلاله لأنهم يؤمنون بوجوب الجهاد في سبيل الله للذود عن العقيدة والنفس والعرض والوطن ابتغاء