المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرق بين كلام ابن القيم وابن حجر في صفة القدم والوجه - سلسلة الأسماء والصفات - جـ ٥

[محمد الحسن الددو الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة الأسماء والصفات [5]

- ‌الكلام على قاعدة (القول في صفات الله كالقول في ذاته ونفسه)

- ‌الرد بالقاعدة على المشبهة والمعطلة

- ‌صفات المخلوقين تقتضي السؤال عن عشر مقولات والخالق بخلاف ذلك

- ‌الكلام على قاعدة (القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر)

- ‌معنى كون الوجه واليد ونحوها صفات لله عز وجل

- ‌إثبات صفة الوجه واليدين ونحوها هو من باب التسليم والإيمان بالغيب

- ‌من أمثلة الصفات الواردة في النصوص

- ‌من الصفات الفعلية: المجيء والإتيان

- ‌صفة الساق

- ‌صفة الوضع وصفة القَدَم

- ‌صفة الوسع

- ‌صفة البسط وصفة اليدين

- ‌صفة المشيئة في العطاء

- ‌كلتا يدي الرحمن يمين مباركة

- ‌صفة الرؤية وعدم إمكان وقوعها في الدنيا

- ‌رؤية الله في المنام والكلام على رؤية النبي لربه في الدنيا

- ‌الأسئلة

- ‌الفرق بين كلام ابن القيم وابن حجر في صفة القدم والوجه

- ‌الصفات الاختيارية هي التي تتعلق بالمشيئة

- ‌كيف يتحاور أهل النار فيما بينهم في النار مع شدة العذاب عليهم

- ‌خلق الله آدم بيمينه يقتضي أن كلتا يديه يمين

- ‌الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية

- ‌هل الكفار يمرون على الصراط

- ‌ابن حجر يسير على منهج أهل التأويل في كثير من أحاديث الصفات

- ‌هل قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) من آيات الصفات

- ‌الإنفاق والعطاء من الله تعالى هو لحكمة بالغة

- ‌الرؤيا المنامية لا تؤخذ منها الأحكام

- ‌نفي رؤية الله في الدنيا صفة سلبية تقابل الرؤية المثبتة له في الآخرة

- ‌معنى قوله تعالى: (وأتوا به متشابها)

- ‌التبعيض نقص في حق الله تعالى

- ‌ما اختلف فيه الصحابة لا يدخل في مسائل العقيدة

الفصل: ‌الفرق بين كلام ابن القيم وابن حجر في صفة القدم والوجه

‌الفرق بين كلام ابن القيم وابن حجر في صفة القدم والوجه

‌السؤال

ما الفرق الجوهري بين قول الإمام ابن القيم: الساق والقدم وغيرها صفات لله، وبين قول الحافظ ابن حجر فيها؟

‌الجواب

أن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه هذه المذكورات، وأثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يبحث فيها الصحابة، لا من جهة كونها صفات أو غير ذلك، ولم يرد عنهم كلام فيها، ولا التابعون ولا أتباعهم، وإنما بدأ البحث فيها بعد هذا، فوجدنا عدداً من الذين جاءوا في هذه الطبقة يطلقون عليها صفات، فهل هذا من باب التأويل؟ هذا هو محل البحث.

نقول: ليس هذا تأويلاً، لكن ما معناه؟ ابن القيم يرى أن معناه أنهم: عملوا بالسبر والتقسيم فوجدوا أن هذه إما أن تكون صفات، وإما أن تكون أبعاضاً، فكونها أبعاضاً مقتض للنقص فهو ممنوع، فلم يبق احتمال إلا أن تكون صفات، وهذا بالسبر والتقسيم فقط.

أما ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر فهو واضح من جهة أنهم أثبتوا كونها صفات ولا يقتضي ذلك تأويلاً لها، بل يقتضي أن إثبات كون الله ذا يد أو ذا عين وصف قطعاً؛ لأنه يوصف بذلك، فالكينونة أي: المصدر الصناعي، وهو كونه ذا وجه، وكونه ذا يدين، هذا هو الوصف.

فعلى رأي ابن القيم: فالوجه صفة، واليدان صفة، والعين صفة إلى آخره.

وعلى رأي ابن حجر: الوجه ليس صفة ولكن كون الله ذا يد صفة، والعين ليست صفةً لكن كون الله ذا عين صفة، مثل العلم والإرادة؛ فالإرادة نفسها ليست صفة، والعلم ليس صفة، لكن كون الله ذا علم -أي: اتصاف الله بالعلم- هو الصفة، أما العلم بمعنى المعلوم فليس صفة لله، لكن اتصاف الله بالعلم هو صفته.

ص: 19