المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإنفاق والعطاء من الله تعالى هو لحكمة بالغة - سلسلة الأسماء والصفات - جـ ٥

[محمد الحسن الددو الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة الأسماء والصفات [5]

- ‌الكلام على قاعدة (القول في صفات الله كالقول في ذاته ونفسه)

- ‌الرد بالقاعدة على المشبهة والمعطلة

- ‌صفات المخلوقين تقتضي السؤال عن عشر مقولات والخالق بخلاف ذلك

- ‌الكلام على قاعدة (القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر)

- ‌معنى كون الوجه واليد ونحوها صفات لله عز وجل

- ‌إثبات صفة الوجه واليدين ونحوها هو من باب التسليم والإيمان بالغيب

- ‌من أمثلة الصفات الواردة في النصوص

- ‌من الصفات الفعلية: المجيء والإتيان

- ‌صفة الساق

- ‌صفة الوضع وصفة القَدَم

- ‌صفة الوسع

- ‌صفة البسط وصفة اليدين

- ‌صفة المشيئة في العطاء

- ‌كلتا يدي الرحمن يمين مباركة

- ‌صفة الرؤية وعدم إمكان وقوعها في الدنيا

- ‌رؤية الله في المنام والكلام على رؤية النبي لربه في الدنيا

- ‌الأسئلة

- ‌الفرق بين كلام ابن القيم وابن حجر في صفة القدم والوجه

- ‌الصفات الاختيارية هي التي تتعلق بالمشيئة

- ‌كيف يتحاور أهل النار فيما بينهم في النار مع شدة العذاب عليهم

- ‌خلق الله آدم بيمينه يقتضي أن كلتا يديه يمين

- ‌الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية

- ‌هل الكفار يمرون على الصراط

- ‌ابن حجر يسير على منهج أهل التأويل في كثير من أحاديث الصفات

- ‌هل قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) من آيات الصفات

- ‌الإنفاق والعطاء من الله تعالى هو لحكمة بالغة

- ‌الرؤيا المنامية لا تؤخذ منها الأحكام

- ‌نفي رؤية الله في الدنيا صفة سلبية تقابل الرؤية المثبتة له في الآخرة

- ‌معنى قوله تعالى: (وأتوا به متشابها)

- ‌التبعيض نقص في حق الله تعالى

- ‌ما اختلف فيه الصحابة لا يدخل في مسائل العقيدة

الفصل: ‌الإنفاق والعطاء من الله تعالى هو لحكمة بالغة

‌الإنفاق والعطاء من الله تعالى هو لحكمة بالغة

‌السؤال

هذا السؤال عن قول الله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:64] هل حصر بسط اليد بالإنفاق فقط؟

‌الجواب

الآية فيها أنه سبحانه وتعالى: (يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) أي: مبسوطتان بالعطاء؛ لأن هذا رد على اليهود الذين قالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة:64] وقالوا: لا يعطي الناس ما يكفيهم، وهذا بناءً على قولهم بفقره نسأل الله السلامة والعافية:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران:181] ولذلك فشبهة اليهود هي التي أخذ بها المشركون والمنافقون؛ لأن اليهود يقولون: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ) ؛ ولذلك أمر عباده بالإنفاق، ويقولون: لا يعطي عباده ما يكفيهم؛ ولذلك أمر بالإنفاق عليهم والصدقة! والله سبحانه وتعالى رد عليهم فقال: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) .

وهذه الشبهة هي التي أخذ بها المشركون فيما حكى الله تعالى عنهم في قوله في سورة يس: {وإِذَا قِيْلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} [يس:47] وهي الشبهة التي أخذ بها المنافقون فقالوا: {لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون:7] .

فالله سبحانه وتعالى رد هذا، وأخبر أنه ينفق فيعطي ما شاء بحكمة بالغة:{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} [الشورى:27] وقد ضل بهذه بعض القدرية، فيقول أحدهم: كم عالم عالم أعيت مذاهبه وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا هذا الذي جعل الأوهام حائرة وصير العالم النحرير زنديقا والجواب: أنهم لم يؤمنوا بالقدر ولم يسلموا له؛ ولذلك دخلت عليهم الزندقة.

ص: 27