المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ١٣

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة النساء [66-73]

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولهديناهم صراطاً مستقيماً

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يطع الله والرسول

- ‌الصلاح أقل من مرتبة الشهادة غالباً

- ‌تفسير قوله تعالى: (وحسن أولئك رفيقاً)

- ‌معنى الصديقية وكيفية الاتصاف بها

- ‌مكانة الشهيد

- ‌بيان المنعم عليهم وترتيبهم في الأفضلية

- ‌كيف تكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

- ‌تفسير قوله تعالى: (ذلك الفضل من الله

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولئن أصابكم فضل من الله

- ‌الأسئلة

- ‌سنة الظهر والعصر الرباعية تصح متصلة ومنفصلة

- ‌صحة صلاة من صلى خلف إمام نسي قنوت الفجر فسجد للسهو

- ‌عدم وجوب الحج لمن يريد بناء منزل بالمال الذي معه

- ‌حد التشهد الأوسط ودليله

- ‌حكم حلق رأس المولود في اليوم السابع والتصدق بوزنه

- ‌حكم العقيقة عن المولود

- ‌كيفية جعل الولد من العلماء المجاهدين

- ‌حكم من قال: علي الطلاق أو زوجتي محرمة إن فعلت كذا

- ‌حديث: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم)

- ‌حكم إزالة المرأة للشعر النابت في الشارب أو اللحية

- ‌حكم الخلوة بالمرأة المعقود بها وتزينها للعاقد

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن

‌تفسير قوله تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن

.)

وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} [النساء:72] فريق منكم يتباطأ في نفسه، ويبطئ غيره معه، كما قال تعالى:{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة:47] ، قد تَقْدُمُ على فعل خير من الخيرات، وتجد أخاً لك بجوارك ملتحياً يثبطك عن هذا الخير، ويخوفك عن فعله ويصدك عنه، فيكون وجوده أشد ضرراً من غيابه، وهذا الشأن كان في كثير من أهل النفاق على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، يخرجون في الصفوف مع النبي عليه الصلاة والسلام؛ فيثبطون أهل الإيمان، ويخوفون أهل الإيمان ويقولون لهم:{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران:173] ، فيثبت الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا بالقول الثابت، قال تعالى في هذا المعنى:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب:18]، وقوله:(ولا يأتون البأس) أي: القتال، وهنا يقول سبحانه:{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} [النساء:72] جراح أو هزيمة أو شهادة في سبيل الله، فالموت مصيبة، قال تعالى:{فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} [المائدة:106] .

قال تعالى: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} [النساء:72] دليل على أن المنافق يعرف الله أيضاً، المنافق يعرف أن له رباً وخالقاً بدليل أنه يقول:{قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ} ، كذلك المشرك كما في قوله تعالى:{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32]، وفي هذه الآية الأخيرة عبر بها يهودي عبد الله بن عباس يسأله فيقول له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن عباس، قال: من أين؟ قال: من قريش، قال: أنت من القوم الذين قالوا: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً} هلا قالوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليك! فقال له ابن عباس: وأنت يا إسرائيلي من القوم الذين ما زالت أرجلهم مبللة بماء البحر، حتى إذا مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم ((قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)) فرد عليه عبد الله بن عباس وكان سريع البديهة رضي الله تعالى عنهما بآية مشابهة تشبه مقالته التي قال.

قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} [النساء:72] أي: حاضراً، فالشهادة هنا بمعنى: الحضور.

ص: 13