المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم من لم يجد رقبة مؤمنة يعتقها - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ١٦

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة النساء [92-99]

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً)

- ‌حكم من قتل المعاهد خطأ

- ‌حكم من لم يجد رقبة مؤمنة يعتقها

- ‌حكم من قتل مؤمناً من قوم كفار خطأ

- ‌كفارة القتل الخطأ

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا

- ‌تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌تفسير قوله تعالى: (دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)

- ‌الأسئلة

- ‌سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن في الصلاة

- ‌فضل الجهاد في سبيل الله

- ‌كتاب في أسباب النزول

- ‌ما جزاء الإحسان إلا الإحسان

- ‌قيام الليل هو التهجد

- ‌صلاة ركعتين بعد العصر من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مقدار التشهد الأول

- ‌أبناء الأمة من الحر ينسبون إليه

- ‌وجود زناة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌النصارى مشركون

الفصل: ‌حكم من لم يجد رقبة مؤمنة يعتقها

‌حكم من لم يجد رقبة مؤمنة يعتقها

{فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} [النساء:92]، هل ترجع هذه الآية إلى من لم يجد الرقبة والدية أو إلى أحدهما؟ قولان لأهل العلم: فإذا قتلت شخصاً خطأً بسيارة وكان معك أموال، وبعد ذلك سددت الدية إلى أهل المقتول وبقيت الرقبة، ثم لم تجد رقبة تحررها، فهل تصوم أو يسقط عنك الصوم؟ قول كثير من أهل العلم أنه يلزمك أيضاً أن تصوم مع تأدية الدية إلى أهل المقتول؛ لأن الله قال:{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} [النساء:92]، وما دام أنه سكت عن الشيء بعد قوله:{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} [النساء:92] ، فتحمل على الاثنين معاً أو على أحدهما.

{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ} [النساء:92]، هل هو أذنب حتى يقال:(تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ) ؟ الظاهر أنه لم يذنب.

فمن العلماء من قال: إن الشخص إذا ابتلي بشيء من ذلك -الذي ذكر- وكفر، فإن هذه الكفارة تكون توبة عن ذنوبٍ سابقة سالفة، وليس على هذا بعينه، فهذا الابتلاء إذا امتثلت أمر الله فيه كفرت عنك خطايا سالفة كنت قد ارتكبتها أما القتل الخطأ -كقتل خطأ- فليس فيه كفارة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

قال تعالى: وكان الله عليماً بنياتكم، وعليماً بالقاتل هل قتل خطأً أم قتل عمداً؟ لأن هذه من المسائل الشائكة، شخص يضرب شخصاً، هل نيته فعلاً أن يقتله أو أنه قتله خطأً ولم يكن من نيته أن يقتله؟ فختمت الآية بقوله تعالى:{وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا} [النساء:92] ، أي عليماً هنا بالقاتل هل وجهته القتل الخطأ أو القتل العمد، {حَكِيمًا} [النساء:92] فيما يشرع سبحانه وتعالى.

ص: 4