المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اعتداء بني إسرائيل يوم السبت - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٢٢

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة النساء [148-156]

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ

- ‌إثبات صفة الحب لله تعالى

- ‌الستر على العباد مطلب شرعي

- ‌حدود المجاهرة بالسوء

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ

- ‌تفسير قوله تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ

- ‌معاني السلطان في القرآن الكريم

- ‌عفو الله عن بني إسرائيل حين تابوا

- ‌من جرائم بني إسرائيل

- ‌رؤية الله تعالى في الدنيا

- ‌الحث على التأسي بالسابقين الصالحين

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ

- ‌أخذ الميثاق على بني إسرائيل

- ‌اعتداء بني إسرائيل يوم السبت

- ‌كيف رفع الطور فوق بني إسرائيل

- ‌القرية التي أمر الله بني إسرائيل بدخولها

- ‌تحريف بني إسرائيل للكلم عن موضعه

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ

الفصل: ‌اعتداء بني إسرائيل يوم السبت

‌اعتداء بني إسرائيل يوم السبت

قال تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ} [النساء:154] أي: بسبب نقضهم الميثاق، {وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْت} [النساء:154] ، فاعتدوا في السبت.

والسبت معناه الراحة والسكون، ومنه قولهم: في سبات عميق، فالسبت من معانيه الراحة، وكان محرماً على الإسرائيليين العمل يوم السبت، كما في قول الله تعالى:{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْت} [الأعراف:163]، وكما هنا:{لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} [النساء:154] .

وقال تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ} [الأعراف:163] ، فكان الاعتداء في السبت هو اصطياد السمك والحيتان يوم السبت.

{وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْت} [النساء:154]، فإن قال قائل: لماذا نهاهم الله سبحانه وتعالى عن الاعتداء في السبت؟ فالإجابة: أن الله عز وجل يكلف بما يشاء من التكاليف اختباراً للعباد، وأحياناً يختبرهم ويبتليهم لفسقهم، كما قال سبحانه:{كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف:163] ، فرب العزة سبحانه وتعالى يبتليهم لفسقهم، ويكلفهم بتكاليف ابتلاء لهم.

قال الله لهم: {لا تَعْدُوا فِي السَّبْت} [النساء:154] أي: لا تعتدوا ولا تقربوا الأعمال يوم السبت، فأقروا بذلك، فأراد الله أن يبتليهم بفسقهم، فأرسل إليهم الحيتان يوم السبت شرعاً، أي: ظاهرة على وجه الماء، قال تعالى:{كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف:163] فاعتدت طائفة منهم.

ص: 16