المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعراض الكافرين عن طاعة الرسول - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٤

[مصطفى العدوي]

الفصل: ‌إعراض الكافرين عن طاعة الرسول

‌إعراض الكافرين عن طاعة الرسول

قال تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} [المعارج:36](مهطعين) للعلماء فيها أقوال: أحدها: مسرعين، ويؤيد هذا القول قوله تعالى:{مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر:8] أي: مسرعين إلى الداعي.

ثانيها: قال بعض أهل العلم: (مهطعين) أي: ناظرين إليك.

ثالثها: أنها بمعنى عامدين.

قال تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج:37] أي: متفرقين، وفي صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج ووجد أصحابه يصلون متفرقين، فقال:(ما لي أراكم عزين؟) أي: متفرقين.

قال تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج:37] أي: متفرقين عنك يميناً ويساراً، كما قال تعالى:{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ} [المدثر:49-50] أي: حمير مستنفرة، {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر:51] أي: من الأسد.

قال الله: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ} [المعارج:36] أي: نحوك {مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} [المعارج:36-38] مع كفره ومنعه وتكذيبه ليوم الدين (كَلَّا) أي: ليس الأمر كما يظنون {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} [المعارج:39] أي: من المني المعلوم كما قال تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق:6-7]، وقال تعالى:{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} [القيامة:37] .

وقد تفل النبي صلى الله عليه وسلم على يده، وقال:(يقول الله تعالى: ابن آدم! أنى تعجزني، لقد خلقتك من مثل هذه) .

ص: 13