المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قنوت المرأة لزوجها - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٨

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة النساء [31-34]

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر

- ‌تعريف الكبيرة

- ‌معنى تكفير السيئة

- ‌معنى اجتناب الكبائر

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان

- ‌اصطلاحات كلمة الموالي

- ‌معنى: (عقدت أيمانكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء

- ‌معنى حفظ المرأة للغيب بما حفظ الله

- ‌أسباب قوامة الرجل على المرأة

- ‌معنى قنوت المرأة لزوجها

- ‌نشوز المرأة

- ‌ضرب المرأة عند نشوزها

- ‌هجر المرأة في المضجع عند نشوزها

- ‌الأسئلة

- ‌حكم قول الزوج لزوجته: أنت مطلقة بإذن الله

- ‌حكم الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم

- ‌حكم أخذ المال ممن يعمل في بنك ربوي أو الأكل من طعامه

- ‌صحة أثر عمل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عند يهودي أجيراً

- ‌مسألة مشاركة الجني للإنسي في الطعام وغيره

- ‌اختلاف العلماء في دوران الأرض

- ‌انتقاد الصحيحين

- ‌معاملة أصحاب المعاصي

- ‌حكم زيارة أقارب الزوجة في مواسم معينة

الفصل: ‌معنى قنوت المرأة لزوجها

‌معنى قنوت المرأة لزوجها

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} [النساء:34] أي: مطيعات.

استدل هذه الآية على مشروعية خدمة المرأة لزوجها، لأن الصالحات قانتات -أي: مطيعات- فإذا أمرها أن تطيعه أطاعته، ومن العلماء من أوردها فيما يستدل به على وجوب خدمة المرأة لزوجها وليس على المشروعية فحسب بل على الوجوب لكن الآية ليست صريحة في إيجاب خدمة المرأة لزوجها، إنما قوله:{قَانِتَاتٌ} [النساء:34] وإن قررنا أن معناها: مطيعات، فمطيعات في أداء الحق الذي للزوج عليها، ولسن مطيعات على الإطلاق إنما للزوج عليها حق، ولنفسها عليها حق، ولربها عليها حق، ولرحمها عليها حق، فهي قانتة مطيعة للزوج في الذي له عليها، ولو قال: إنها مطيعة للزوج في كل شيء، إذا أمرها مثلاً بشيء ليس من حقه بل هو من حق الله فلا تطيعه، وإذا أمرها أن تأخذ من حاجبها -مثلاً- لا تطيعه ولا كرامة، فالرسول لعن النامصة المتنمصة، وإذا أمرها أن تعطيه كل مالها أو شيئاً من مالها فلها أن ترفض؛ لأن هذا المال حقها، وإذا قال لها: اصبري عليّ حتى أضربك، بلا سبب، فليس له ذلك؛ لأن هذا بدنها ولا تستحق أن تضرب إلا إذا كان ثم سبب يستدعي ذلك، فلما كان المال من حقها كذلك بدنها من حقها.

إذاً: الآية ليست صريحة في إيجاب الخدمة على الزوجة، وإلا لقال لها الزوج: اعملي في حمالة للحجارة، فلا نستطيع أن نوجب الخدمة لهذه الآية الكريمة.

والأثر الوارد عن علي رضي الله عنه الذي احتج به بعض العلماء على إيجاب خدمة المرأة لزوجها، والذي فيه:(أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى على علي بالخدمة الظاهرة وعلى فاطمة بالخدمة الباطنة) فهذا الأثر مرسل لا يثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بهذا اللفظ، فراويه عاصم بن ذمرة تابعي لم يرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأثر مرسل، وإنما الثابت في الصحيحين، (أن فاطمة جاءت تشتكي أثر الرحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأله خادماً فقال: هل أدلك على ما هو خير لكِ من خادم؟ تسبحين وتحمدين وتكبرين ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكِ من خادم) فهذا الحديث فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدها فقط إلى الخيرية وإلى الأفضل والأكمل.

والمسألة فيها بحث طويل، والجمهور: على أن خدمة المرأة لزوجها على الاستحباب.

نقله عنهم النووي والبيهقي وابن حجر وغيرهم من أهل العلم، ومن العلماء من رد المسألة إلى الأعراف، ومنهم من قال بالوجوب، والله سبحانه وتعالى أعلم.

((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ)) [النساء:34] أي: مطيعات، وإن لم تكن خدمة المرأة لزوجها واجبة، فهي على أقل الأحوال مستحبة، فإذا خدمته أجرت.

ص: 13