المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمة الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على رسوله الكريم الأمين - الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل - جـ ١

[بهجت عبد الواحد صالح]

الفصل: ‌ ‌المقدمة الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على رسوله الكريم الأمين

‌المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على رسوله الكريم الأمين محمد بن عبد الله خاتم الرسل والنبيّينّ وعلى صحبه وآله أجمعين إلى يوم الدين.

وبعد، فقد منّ الله تعالى علّي بتوفيقه وهو من يعمّ خلقه بألطافه وعونه أن يسّر لي السبيل وأعانني على تحقيق ما كنت أصبو إليه من خدمة تجاه لغتنا العربية عن طريق تناول أسمى الكتب وأعلاها منزلة وأجلها مرتبة ألا هو كتاب الله المبين وكشف أسرار إعجازه بالإيضاح والتبيين واعراب آياته الكريمة التي تضمّنتها سوره الشريفة بأسلوب بسيط مبسّط حتى يتسنّى الفهم والاستيعاب لمن يهمّه الوقوف على علوم هذه اللغة التي كرّمها الله تعالى وشّرفها بأن أنزل كتابه المعجزة بها على نّبي الرحمة والانسانية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي حاجج به المشركين الذين أعجزتهم فصاحته وكثرة معانيه وحسنه ونظمه ورصفه فهو منار الهداية في شريعة الاسلام السمحة يستضاء بمعانيه ومفرداته وأساليبه البلاغية لأنه المعين الذي لا يمكن لأيّ باحث الاستغناء عن النّهل من هذا المنبع الصافي الطاهر الذي كان له الفضل الكبير في ازدهار الثقافة العربية والاسلامية ..

ولأنّ اللغة العربية هي أكرم اللغات تلك التي شّرفها الله بانزال كتابه الكريم بها على نبيّه الكريم الذي كان أفصح من نطق بالضاد على الرغم من كونه أميا لا يقرأ ولا يكتب وقد أنزل القرآن بلغة أهل الحجاز الذين كانوا يختارون من اللغات أفصحها ومن الألفاظ أعذبها ولهذا نزل بلغتهم وكان منهم أفصح العرب لأن فصاحة القرآن وحكمه البالغة وآياته الباهرة زادتهم فصاحة وبلاغة لأنه أثّر فيهم وفي نشأة علم البلاغة تأثيرا كبيرا بل وفي علوم اللغة عموما لذلك سخّر العلماء طاقاتهم الخلاقة وأساليبهم المبدعة لتبيان أساليبه البلاغية وتعداد صوره البيانية وكشف جمال نظمه ودقة تعبيره .. وقد سار رجال هذه الأمة العريقة الذين أوتوا العلم والمعرفة والكفاءة والمقدرة على

ص: 5

نهج قواعد هذا القرآن فدّونوا قواعد هذه اللغة الخالدة على مرّ العصور والأزمنة بمؤلفاتهم الجليلة القيمة آخذين بنظر الاعتبار كلمات العرب ولهجاتهم المتعددة. وكان كتاب الله العظيم باعثا قويا في تطوير علوم اللغة العربية وباعثا على نشأة علومها وتطويرها وهو ما دفع إلى اهتمام علماء التفسير الذين كان هدفهم كشف أسرار اعجازه وشرح مفرداته التي اتصفت بالفصاحة والبيان وسحر الألفاظ التي خلبت الألباب وحيرّت العقول لأنه المعجزة التي اختارها الله للخلود ومنذ نزول هذا الكتاب الكريم منذ ألف وأربعمائة عام ونيف وفي هذه القرون المتطاولة ظهر أعلام الشعراء وأعاظم البلغاء وكبار الفصحاء ولكن هيهات أن يقارن كل ما نظموه من الشعر وما دبجّوه من النثر الرفيع مع آية من آيات القرآن الكريم وهم فرسان البلاغة والفصاحة إلّا أنهم وقفوا عاجزين عن أن يأتوا بسورة من مثله.

وبما أنّ هذه النصوص القرآنية قد تناولها المفسرون- وما أكثرهم! - بالشرح والتفصيل والتفسير والتبيين إلّا انني وجدت افتقار جلّ المكتبات من كتب مماثلة لكتب التفسير عددا أو دونها تتناول إعراب تلك النصوص الكريمة فتملكني طموح بأن أساهم مع المساهمين- على قلتّهم- في خوض هذا الغمار المشّرف بأسلوب مختلف يتصف بالبساطة والسهولة والتركيز على إعراب اللفظة مبتعدا عن المعاني والصرف لأنّ مجال ذلك في كتب أخرى تناولته بالافاضة وأنا انهمك في إعراب سور القرآن الكريم آية آية ولفظة فلفظة وحرفا فحرفا كنت أهدف من ذلك العمل الذي أخذ من الوقت أكثر من خمس سنوات نيل مرضاة الله عز وجل وخدمة لغة كتابه الجليل مستعينا بعد الله تعالى بكتب التفسير لفهم المقصود من وراء القول الكريم قبل القيام بإعرابه وبمراجع الكتب اللغوية المتيسرة سائلا الله جلّت قدرته الهداية والعناية والتوفيق.

فالحمد لله على الدوام والصلاة على نبيّه الكريم خاتم الرسل الكرام.

المؤلف

ص: 6