المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[المجلد العاشر] ‌ ‌كلمة أخيرة الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، والصّلاة والسّلام - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - م ١٠

[ابن العماد الحنبلي]

الفصل: ‌ ‌[المجلد العاشر] ‌ ‌كلمة أخيرة الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، والصّلاة والسّلام

[المجلد العاشر]

‌كلمة أخيرة

الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، والصّلاة والسّلام على خيرة خلق الله تعالى محمد المبعوث بخير الرسالات لخير الأمم. اللهم صلّ وسلّم وبارك على هذا الرسول الكريم، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين.

وبعد: فها هو ذا المجلد العاشر والأخير من هذا الكتاب العظيم- «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» - ينضم إلى المجلدات التسعة التي سبقته من هذه الطبعة التي تتولى إصدارها دار ابن كثير العامرة بدمشق الشام المحروسة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

ويطيب لي بهذه المناسبة العزيزة أن أشير إلى أمور مختلفة تتعلق بهذه الطبعة من هذا الكتاب التي شرّفني الله عز وجل بخدمتها والقيام عليها، لتوضيح ما هو خاف عن جماهير القراء الذين سيعودون لهذه الطبعة لمراجعة حادثة، أو ترجمة، أو اسم علم، أو اسم مكان، أو بيت شعر، أو غير ذلك مما يحتوي عليه هذا السّفر الموسوعي الكبير، فأجمل القول بما يلي:

1-

لم تتوافر لى بعض الأصول والمصادر الرئيسة بسبب الظروف المعروفة للكتاب العربي، فكنت أبذل قصارى جهدي للحصول على بعض المصادر من داخل البلاد وخارجها غير عابئ بثمن الكتاب مهما ارتفع، فكانت الكتب تردني متأخرة فأباشر الاعتماد عليها في مراحل متأخرة من العمل.

2-

عانيت الكثير الكثير في تحصيل بعض المصادر غير المطبوعة مما نقل عنه

ص: 1

المؤلّف بغية مراجعة النقول عليها، وسافرت من أجل ذلك إلى العديد من الأقطار، وراسلت جهات علمية كثيرة للحصول على بعض المصورات لأصول لم تطبع بعد، وكان للمؤلف- رحمه الله معها وقفات مطولة، فبعضها حصلت عليه بنفسي وبعضها حصّلته عن طريق بعض الخلّص من أصدقائي، وفي طليعتهم أخيّ وصديقي الفاضل الدكتور خالد عبد الكريم جمعة رجل العلم المحب للتراث العزيز.

3-

انصرفت عنايتي نحو أمر أعتقد أنه من أول واجبات المشتغل بالتراث ألا وهو مقابلة النقول على مصادرها المخطوطة والمطبوعة ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فاستدركت باتباع هذا المنهج الكثير من السقط، وصحّحت الكثير من التحريف والتصحيف اللّذين لحقا بألفاظ كثيرة في مواطن مختلفة من الكتاب.

4-

اجتهدت في الإحالة على أهم المصادر التي شاركت كتابنا في إيراد تراجم الأعلام المترجمين، ولم أتوسع في ذكر المصادر لثقتي بأن الوصول إليها ليس بالعسير على طالب العلم الجاد المجتهد بإذن الله تعالى، ولو فعلت ما فعله غيري في هذا الاتجاه لزاد حجم الكتاب زيادة كبيرة دونما طائل.

والآن وقد انتهيت من تحقيق الكتاب وانصرفت إلى إعداد فهارسه التي أرجو أن تفي بحاجة الباحثين وطلبة العلم بعون الله تعالى وتوفيقه، فقد رأيت من تمام الفائدة أن أتبع «الفهارس» بإصدار «مستدرك» في مجلد مستقل أجمل فيه ما وقفت عليه بنفسي من الخطأ، والوهم، والتحريف، والتصحيف، والاستدراك في هذه الطبعة، وما تفضل بالكتابة لي عنه بعض أفاضل أهل العلم، وما سيصلني من التصحيح والاستدراك من الكرام من أهل العلم لاحقا، وسوف أحرص على إصدار «المستدرك» في أول عام (1417) هـ إن شاء الله تعالى.

وأغتنم هذه المناسبة لأجدد ما سبق لي قوله من قبل: إن هذا الكتاب هو في نهاية الأمر إرث لأفراد الأمّة جميعهم، والنصح للقائمين على تحقيقه وإخراجه هو نصح للناطقين بالعربية في مشارق الأرض ومغاربها، راجيا من جميع العاملين في فنّ التحقيق وسواهم أن لا يبخلوا عليّ بملاحظاتهم وتصويباتهم، ولسوف أذكر

ص: 2

أصحابها بأسمائهم في مواضع التصحيح والتصويب والاستدراك إن شاء الله تعالى امتثالا لقوله تعالى: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ 7: 85.

ذلك ما قمت- وأقوم به- من عمل في خدمة هذا الكتاب، فإن أحسنت فذلك غاية ما أتمنى وأرجو، وإن أخطأت وسهوت وغفلت، فلست ممن يدّعي العصمة، وإني لمعترف بتقصيري وجهلي وقلّة تحصيلي، وما أظن الكرام من القراء- على كل حال- بمتوقفين عند ما يظهر في عملي من الهنات دون موازنته بما فيه من الإحسان إن شاء الله تعالى.

والله أسأل أن يجزي عني والدي وأستاذي المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط- المشرف على تحقيق الكتاب- خير ما يجزي والدا عن ولده وأستاذا عن تلميذه، فقد شرّفني الله عز وجل بالانتساب إليه علما ونسبا، وشدّ به أزري في خدمة هذا الكتاب، وآنس به وحدتي في التصدي لإخراجه على هذا النحو من الإتقان، والله أسأل أن يمدّ في عمره ممتعا بالصحة والعافية والقوة والمنعة طول العمر بحوله وقوته.

وأضرع إليه عز وجل وأنا على مشارف هذه الكلمة الأخيرة أن يلهمني الصواب في القول والعمل، وأن يجعل أحسن أعمالي خواتيمها وخير أيامي يوم ألقاه، وأن يجعلني ممن يعملون أضعاف ما يتكلمون، والحمد لله ربّ العالمين.

دمشق الشام في التاسع عشر من شهر شوال لعام 1413 هـ محمود الأرناؤوط

ص: 3