المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دراسة بقلم العلامة الشيخ سعيد الكرمي [ - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - م ١٠

[ابن العماد الحنبلي]

الفصل: ‌دراسة بقلم العلامة الشيخ سعيد الكرمي [

شذرات الذهب في أخبار من ذهب [1]

‌دراسة بقلم العلّامة الشيخ سعيد الكرمي [

2]

عضو المجمع العلمي العربي بدمشق (1267- 1353 هـ) تأليف عبد الحي بن أحمد بن محمد، المعروف بابن العماد الحنبلي الصّالحي المترجم في «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر» [3] بالمصنّف الأديب المتفنّن الطّرفة الأخباري العجيب الشأن في التحول في المذاكرة ومداخلة الأعيان والتّمتع بالخزائن العلمية وتقييد الشوارد من كلّ فنّ، وكان من آدب الناس

[1] أثبت نص هذه المقالة كاملا كما جاء في «مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق» (المجلد الأول ص (65- 75)) بعد إجراء قلم التصحيح والتحقيق عليها، وأثبت بعض التعليقات القليلة على مواطن مختلفة منها، ورددت ما استشهد به كتابها- رحمه الله إلى موقعه من مجلدات هذه الطبعة، تقريبا للفائدة.

وتجدر الإشارة إلى أن العلّامة الشيخ سعيد الكرمي تحدث عن الكتاب اعتمادا على النسخة الخطية التي اعتمدت عليها في تحقيقه حين أهديت إلى خزانة دار الكتب الظاهرية بدمشق.

(المحقق)

[2]

هو سعيد بن علي بن منصور الكرميّ. فقيه، من علماء الأدباء. ولد في طول كرم بفلسطين، وتفقه في الأزهر بمصر، وتولى الإفتاء في بلده، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي، وناب عن رئيسه مدة، وسافر إلى عمّان سنة (1922) م فكان فيها قاضي القضاة إلى سنة (1926) م، وعاد إلى طول كرم فتوفي بها، وله من المؤلّفات:«واضح البرهان في الردّ على أهل البهتان» و «الإعلام بمعاني الأعلام» . عن «الأعلام» للزركلي (3/ 98- 99) الطبعة السادسة، وانظر «معجم المؤلّفين» لكحالة (4/ 228) .

ونشر الأستاذ الدكتور عدنان الخطيب دراسة في سيرته يحسن الرجوع إليها.

وسألت عنه أستاذ أساتذة العربية في بلاد الشام العالم الجليل سعيد الأفغاني- وهو ممن أدركه وعرفه عن قرب- فأثنى عليه ثناء عطرا، وأشاد بعلمه وفضله، وذكر بأنه كنّي بأبي الأشبال لأن أولاده جميعا طلبوا العلم وأصبحوا من ذوي الشأن فيه.

[3]

انظر «خلاصة الأثر» (2/ 340) .

ص: 4

وأعرفهم بالفنون المتكاثرة، وأغزرهم إحاطة بالآثار، وأجودهم مساجلة، وأقدرهم على الكتابة والتّحرير، وله من المصنّفات «شرحه على متن المنتهى» في فقه الحنابلة، حرّره تحريرا أنيقا، وله «التاريخ» الذي صنّفه وسمّاه «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» (وهو المنوّه به) وله غير ذلك من رسائل وتحريرات، وكان أخذ عن الأعلام والأشياخ بدمشق والقاهرة. ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثير من أهل العصر، وكتب الكثير بخطّه، وكان خطّه حسنا، بيّن الضبط، حلو الأسلوب، وكان مع كثرة امتزاجه بالأدب وأربابه مائل الطبع إلى نظم الشعر، إلّا أنه لم يتفق له نظم شيء فيما علمته منه، ثم أخبرني بعض الإخوان أنه ذكر له أنه رأى في المنام كأنه ينشد هذين البيتين، قال: وأظن أنهما له، وهما:

كنت في لجّة المعاصيّ غريقا

لم تصلني يد تروم خلاصي

أنقذتني يد العناية منها

بعد ظنّي أن لات حين مناص

إلى أن قال: وكان قد حجّ فمات بمكّة، وكانت وفاته سادس عشر ذي الحجّة سنة (1089) هـ ودفن في المعلاة، وكان عمره (58) سنة، فإني قرأت بخطّ بعض الأصحاب أن ولادته كانت نهار الأربعاء ثامن رجب سنة (1032) هـ باختصار.

والنسخة المذكورة [1] كتبت سنة (1085 هـ) عن نسخة المؤلّف في (1091) صفحة. أما الكتاب فابتداؤه من أول سنة للهجرة إلى ختام سنة ألف.

قال في آخره [2] : وهذا آخر ما أردنا جمعه من «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» وقد بذلت في تهذيبه وتنقيحه وسعي، وسهرت لأجله ليالي من عمري، ونقّحت عبارات رأيت ناقليها انحرفوا فيها عن نهج الصّواب، إما لغلط، أو سبق قلم، أو تحامل على مترجم، ونحو ذلك، وتحرّيت ما صحّ نقله، وربما لم أعز ما أنقله إلى كتاب لظهور ما أثبته وأطلب الاختصار.

[1] يقصد النسخة الخطية التي تكلم عليها الكاتب في مجلة المجمع في ذلك الحين، وهي التي اعتمدنا عليها في التحقيق وقد فصّلنا القول عنها في مقدمتنا للكتاب (1/ 98) .

[2]

انظر المجلد العاشر ص (654) .

ص: 5

إلى أن قال: «وكان الفراغ منه يوم الاثنين تاسع عشر رمضان المعظم من شهور سنة (1080) هـ» .

وقد ذكر في كل سنة من توفي خلالها من الملوك، والوزراء، والعلماء، بغاية الاختصار، مع سلاسة العبارة، فلا يخطر بالبال رجل من رجال الدولة، أو العلم، أو الأدب، أو التّصوف، إلا وتوجد له فيه ترجمة تليق به.

ويوجد فيه أثناء التراجم بعض استطرادات مفيدة وغريبة في بابها:

منها: ما ذكره في ترجمة محمد المقرّي جدّ صاحب كتاب «نفح الطيب» المتوفى سنة (761)[1] ناقلا عن جدّه أنه قال: مولدي بتلمسان أيام أبي حمو موسى بن عثمان، وقد وقفت على تاريخ ذلك ولكني رأيت الصّفح عنه لأن أبا الحسن بن مؤمن سأل أبا طاهر السّلفي عن سنّه فقال: أقبل على شأنك فإني سألت أبا الفتح أزديان (كذا)[2] عن سنّه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت علي بن محمد اللّبان عن سنّه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا القاسم حمزة بن يوسف السّهمي عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا بكر محمد بن عدي المنقري عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا إسماعيل الترمذي عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت بعض أصحاب الشّافعي عن سنّه فقال:

أقبل على شأنك، فإني سألت الشافعيّ عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت مالك بن أنس عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، ليس من المروءة للرجل أن يخبر بسنّه، وأنشد لبعضهم في المعنى:

احفظ لسانك لا تبح بثلاثة

سنّ ومال ما استطعت ومذهب

فعلى الثّلاثة تبتلى بثلاثة

بمكفّر وبحاسد ومكذّب

وفيها أيضا [3] سأل ابن فرحون بن الحكم: هل تجد في التّنزيل ست فاءات مرتبة ترتيبها في هذا البيت:

[1] انظر المجلد الثامن ص (332- 335) .

[2]

كذا أثبتها الكاتب في المقالة وفي الكتاب عندنا: «ابن رويان» .

[3]

أي في سنة (861) من «شذرات الذهب» .

ص: 6

رأى فحبّ فرام الوصل فامتنعوا

فسام صبرا فأعيا نيله فقضى

ففكّر ثم قال: نعم قوله تعالى: فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ من رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ 68: 19- 21 الآية [1] ثم قال لابن فرحون: هل عندك غيره، فقال: نعم قوله تعالى: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ الله ناقَةَ الله وَسُقْياها فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها 91: 13- 14 [2] . وأكثر ما وجدت الفاء تنتهي في كلامهم إلى هذا العدد. اه.

وفيه أيضا أن خلّكان الذي ينسب إليه ابن خلّكان المؤلّف ليس بلدا كما وهم فيه الإسنويّ بل هو لقب لأحد أجداده، كان يكثر من قول: كان أبي، وكان جدّي، فقيل له: خلّ كان وبقيت لقبا له [3] .

وفيه أيضا أن معنى تغري بردي والد المؤرخ الشهير بلغة التّتر «الله أعطى» [4] .

ومن لطائف ما فيه لغز لابن الشّقيقة الدمشقي الصّفار المتوفى سنة (656)[5] في حروف الواو والميم والنون:

أوله آخره

وبعضه جميعه

ثلاثة حروفه

وواحد مجموعه

إن شئت أن تعكسه

فلست تستطيعه

ومنه ما ذكره في ترجمة ابن بطّة الحنبلي المتوفى سنة (387)[6] أنه كان بعينه ناصور [7] ، فوصف له ترك العشاء، فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير ولا

[1] سورة القلم: الآية (91) .

[2]

سورة الشمس: الآية (13) .

[3]

انظر المجلد السابع ص (650)

[4]

انظر المجلد التاسع ص (472)

[5]

انظر المجلد السابع ص (492) .

[6]

انظر المجلد الرابع ص (465) .

[7]

الناصور: علّة تكون في مجرى الدّمع من العين، أي من طرفها مما يلي الأنف. انظر «المنجد في اللغة» (مأق) و (نسر) و (نصر) .

ص: 7

ينام حتّى يصبح، وأنه اجتاز بالأحنف العكبري فقام له، فشق ذلك عليه، فأنشأ الأحنف:

لا تلمني على القيام فحقّي

حين تبدو أن لا أملّ القياما

أنت من أكرم البريّة عندي

ومن الحقّ أن أجلّ الكراما

فقال ابن بطّة متكلّفا له الجواب:

أنت إن كنت لا عدمتك ترعى

لي حقّا وتظهر الإعظاما

فلك الفضل في التقدّم في العل

م ولسنا نحب منك احتشاما

فاعفنى الآن من قيامك أولا

فسأجزيك بالقيام قياما

فأنا كاره لذلك جدّا

إنّ فيه تملّقا وأثاما

لا تكلّف أخاك أن يتلقا

ك بما يستحلّ فيه الحراما

وإذا صحّت الضّمائر منّا

اكتفينا أن نتعب الأجساما

كلّنا واثق بودّ أخيه

فإلام انزعاجنا وعلاما

وفيه أيضا [1] ضبط لقب القاضي محمد بن قريعة صاحب النوادر والأجوبة السّريعة بأنه- بضم القاف، وفتح الراء، وسكون الياء-، [2] مصغّر قرعة وهو في بعض كتب الأدب بالفاء وفي بعضها بالقاف والراء المشددة فعلم أن كل ذلك تحريف [2] .

وفيه أيضا [3] في ضبط لقب ابن القوطيّة صاحب كتاب «تصاريف الأفعال» المتوفى كسابقه سنة (367) أنه بضم القاف، وكسر الطاء، وتشديد الياء المثناة من تحت، نسبة إلى قوط بن حام بن نوح عليه السلام، نسبت إليه جدّته وهي أمّ إبراهيم بن عيسى أحد أجداده من ملوك القوط (Wisigoth) في الأندلس.

[1] انظر المجلد الرابع ص (362) وتمام الضبط والتقييد فيه: «وقريعة: بضم القاف، وفتح الراء، وسكون الياء التحتية، بعدها عين مهملة، وهو لقب جدّه كذا حكاه السّمعاني» .

قلت: قد نقل ابن العماد تقييد نسبته عن «وفيات الأعيان» لابن خلّكان (4/ 384) .

[2]

ما بين الرقمين ليس من كتاب «الشذرات» وإنما أضافه الكاتب من عنده.

[3]

انظر المجلد الرابع ص (362) .

ص: 8

وذكر في ترجمة السّمعاني المؤرّخ أنه بفتح السين ويجوز كسرها، نسبة لسمعان بطن من تميم.

ومما امتاز به الكتاب المذكور ذكره لعدة من النساء العالمات الفاضلات مما يدلّ على اعتناء الأقدمين بتعليم المرأة حتّى كنّ أستاذات لكثير من كبار العلماء المؤلّفين.

ومما يقضي بالعجب أن جلّهنّ إن لم يكن كلهنّ عمّرن كثيرا، فلا تجد منهنّ من ماتت إلّا عن أكثر من ستين سنة كما ترى فيما يلي، ولعل ذلك لأنّهنّ كن في معيشتهن على ما يقتضيه العلم من الآداب الجسمانية والنفسانية:

فمنهن أمّ الكرام (وفي ثبت القسطلاني ستّ الكرام) كريمة بنت أحمد بن حاتم المروزيّة [1] المجاورة، بمكّة. روت «الصحيح» (أي البخاري) عن الكشميهني، عن الفربري، عن مؤلّفه. وكانت تضبط لكتّابها، وتقابل بنسخها، ولها فهم ونباهة، وما تزوجت قطّ. توفيت سنة (463) وقيل: إنها بلغت المائة.

قاله في «العبر» [2] . وعدّها ابن الأهدل من الحفّاظ.

ومنهن بيبى بنت عبد الصمد بن علي أمّ الفضل وأمّ عربية الهرثمية الهروية لها جزء مشهور ترويه عن عبد الرحمن بن أبي شريح توفيت سنة (475)[3] أو التي بعدها وقد استكملت تسعين سنة.

ومنهن فاطمة بنت الشيخ أبي علي الدّقاق زوجة القشيري [4] صاحب «الرسالة القشيرية» المشهورة. كانت كبيرة القدر، عالية الإسناد، من عوابد زمانها.

روت عن أبي نعيم، [الإسفراييني] والعلوي، والحاكم، وطائفة. توفيت في ذي القعدة سنة (480) عن تسعين سنة.

[1] انظر المجلد الخامس ص (266) .

[2]

انظر «العبر» .

[3]

وهم الكاتب بإحالة وفاتها إلى سنة (475) والصواب سنة (477) وذكر ما بعد ذلك مما أشار إليه الكاتب رحمه الله تعالى.

[4]

انظر المجلد الخامس ص (348) .

ص: 9

ومنهن فاطمة بنت الحسن بن علي الأقرع أمّ الفضل البغدادية [1] الكاتبة التي جوّدوا على خطّها، وكانت تنقل طريقة ابن البوّاب، حكت أنها كتبت ورقة إلى الوزير الكندري فأعطاها ألف دينار، وقد روت عن أبي عمر بن مهدي الفارسي.

توفيت في هذه السنة [2] أيضا.

ومنهن فاطمة بنت علي بن المظفّر بن دعبل أمّ الخير البغدادية الأصل النيسابورية [3] المقرئة.

روت «صحيح مسلم» و «غريب الخطابي» عن أبي حسين الفارسي، وعاشت سبعا وتسعين سنة، وكانت تلقّن النساء [4] .

توفيت سنة (532) أو التي بعدها.

ومنهن فاطمة بنت محمد بن أبي سعدى البغدادية أم البهاء الواعظة مسندة أصبهان روت عن أبي الفضل الرازي وأحمد بن محمود الثقفي وسمعت صحيح البخاري من سعيد العيار وتوفيت في رمضان سنة (537)[5] ولها أربع وتسعون سنة.

ومنهن أمة الواحد ابنة القاضي أبي عبد الرحمن الحسيني بن إسماعيل المحاملي حفظت القرآن، والفقه، والنحو، والفرائض، والعلوم، وبرعت في مذهب الشافعي، وكانت تفتي مع أبي علي بن هريرة.

توفيت سنة (377)[6] .

ومنهن شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج الدّينوري ثم البغدادي الكاتبة المسندة فخر النساء.

[1] انظر المجلد الخامس ص (348) .

[2]

أي سنة (480) هـ.

[3]

انظر المجلد السادس ص (164) .

[4]

أي عند موتهن.

[5]

كذا كتب الكاتب رحمه الله، والصواب سنة (539) انظر المجلد السادس ص (201) .

[6]

انظر المجلد الرابع ص (407) .

ص: 10

كانت ديّنة، عابدة، صالحة، أسمعها أبوها الكثير، وصارت مسندة العراق، وروت عن طراد الزّينبي وطائفة، وكانت ذات برّ وخير.

توفيت في رابع عشر المحرم سنة (574)[1] عن نيف وتسعين سنة.

ومنهن تقيّة بنت غيث بن علي الأرمنازي الشاعرة المحسنة، ولها شعر سائر، وكانت امرأة برزة، جلدة، مدحت تقي الدّين عمر صاحب حماة والكبار، وعاشت أربعا وسبعين سنة، ولها ابن محدّث معروف عثرت يوما فجرحت فشقّت وليدة في الدار خرقة من خمارها وعصبت بها جرحها فقالت:

لو وجدت السّبيل جدت بخدّي

عوضا عن خمار تلك الوليدة

كيف لي أن أقبل اليوم رجلا

سلكت دهرها الطّريق الحميدة

وتوفيت سنة (579)[2] .

ومنهن فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن عبد الكريم.

ولدت بأصبهان سنة (522) وسمعت حضورا من فاطمة الجوزذانيّة، ومن ابن الحصين، وزاهر الشّحامي، ثم سمعت من هبة الله بن الطّيبي وخلق، وتزوّج بها أبو الحسن بن نجا الواعظ.

روت الكثير بمصر.

توفيت في ربيع الأول سنة (600)[3] عن ثمان وسبعين سنة.

ومنهن عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارفانيّة الأصبهانية.

ولدت سنة 516 وهي آخر من روى عن عبد الواحد صاحب أبي نعيم، ولها إجازة من أبي علي الحداد وجماعة، وسمعت من فاطمة «المعجمين» الكبير والصغير للطبراني.

[1] انظر المجلد السابع ص (410- 411) .

[2]

انظر المجلد السادس ص (436- 437) .

[3]

انظر المجلد السادس ص (564) .

ص: 11

توفيت في ربيع الآخر سنة (606)[1] عن تسعين سنة.

ومنهن زينب الحرّة أمّ المؤيّد بنت أبي القاسم عبد الرحمن الجرجاني ثم النّيسابوري.

ولدت سنة (524) وسمعت من ابن الفراوي (الذي قيل فيه الفراوي ألف راوي) ومن زاهر الشّحامي، وعبد المنعم بن القشيري، وطائفة.

توفيت في جمادى الآخرة سنة (615)[2] عن إحدى وتسعين سنة، وانقطع بموتها إسناد عال.

ومنهنّ كريمة بنت عبد الوهاب بن علي مسندة الشام أم الفضل القرشية الزّبيرية وتعرف ببنت الحبقبق. روت عن حسّان الزّيّات وخلق، وأجاز لها أبو الوقت وابن الباغيساني ومسعود الثقفي وخلق وروت شيئا كثيرا.

توفيت في جمادى الآخرة سنة (641)[3] ببستانها بالميطور (في صالحية دمشق معروف) .

ومنهنّ فاطمة بنت أحمد بن السلطان صلاح الدّين.

ولدت سنة (597) سمعت من حنبل، وابن طبرزد، وتوفيت سنة (678)[4] عن إحدى وثمانين سنة.

ومنهنّ فاطمة بنت عساكر بنت الحافظ عماد الدّين علي بن القاسم بن مؤرخ الشام أبي القاسم بن عساكر.

ولدت سنة (598) وسمعت من ابن طبرزد وجماعة.

وتوفيت في شعبان سنة (683)[5] عن خمس وثمانين سنة.

[1] انظر المجلد السابع ص (37- 38) .

[2]

انظر المجلد السابع ص (113- 114) .

[3]

انظر المجلد السابع ص (368) .

[4]

انظر المجلد السابع ص (632) .

[5]

انظر المجلد السابع ص (669) .

ص: 12

ومنهنّ ستّ العرب بنت يحيى بن قايماز أمّ الخير الدمشقية الكندية.

سمعت من التاج الكندي مولاهم، وحضرت على ابن طبرزد «الغيلانيات» .

وتوفيت في المحرم [سنة (684][1] عن (85) سنة.

ومنهنّ شاميّة أمة الحقّ بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد البكري.

روت عن جدّها وجدّ أبيها، وحنبل، وابن طبرزد، وتفرّدت بعدة أجزاء، وتوفيت في أواخر رمضان سنة (685)[2] بشيزر عند أقاربها عن (87) سنة.

ومنهن زينت بنت مكّي بن علي بن كامل الحرّاني، الشيخة المعمّرة العابدة. أم أحمد. سمعت من حنبل، وابن طبرزد، وستّ الكتبة، وطائفة، وازدحم عليها الطلبة، وعاشت أربعا وتسعين سنة.

وتوفيت في شوال سنة (688)[3] .

ومنهنّ زينب بنت علي بن أحمد بن فضل الصالحية.

قال الذهبي: روت لنا عن الشيخ الموفق. وتوفيت في المحرم [سنة (695][4] وقد قاربت التسعين.

ومنهنّ عائشة بنة عيسى بن الشيخ الموفق المقدّمي المباركة الصالحة العابدة.

قال الذهبي: روت لنا عن جدّها وابن راجح وتوفيت سنة (697)[5] عن ست وثمانين سنة.

وآخر من ترجم من النساء زينب بنت محمد بن محمد بن أحمد الغزّي الشافعية.

[1] انظر المجلد السابع ص (672) .

[2]

انظر المجلد السابع ص (683) .

[3]

انظر المجلد السابع ص (706) .

[4]

انظر المجلد السابع ص (751) .

[5]

انظر المجلد السابع ص (765) .

ص: 13

قال في «الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة» [1] للغزّي: كانت من أفاضل النساء من أهل العلم والدّين والصّلاح.

مولدها في ذي القعدة سنة (910) وقرأت على والدها وعلى أخيها شقيقها الشيخ الوالد كثيرا، وكتبت له كتابا بخطّها.

ومدحته بقصيدة تقول فيها:

إنما العالم الذي

جمع العلم واكتمل

قام فيه بحقّه

يتبع العلم بالعمل

سهر الليل كلّه

بنشاط بلا كسل

فهو في الله دابه

أبد الدّهر لم يزل

حاز علما بخشية

وبدنياه ما اشتغل

حاسديه تعجّبوا

ليس ذا الفضل بالحيل

ذاك مولاه خصّه

بكمال من الأزل

من يرم مشبها له

في الورى عقله اختبل

أو بلوغا لفضله

فله قطّ ما وصل

فهو شيخي وسيّدي

وبه النّفع قد حصل

وشعرها في المواعظ وغيرها في غاية الرّقة والمتانة. توفيت سنة (980)[2] .

وقد حوى هذا الكتاب أيضا من نفائس الأشعار ولطائف الأخبار ما تقرّ به عين المطالع، وهاك مما فيه من شعر الملوك، والأمراء، والعلماء، وبديع كلامهم ما نحكم به أنهم ملوك الشعر.

قال المعتضد بالله العبّاسي المتوفى سنة (289)[3] لما حضرته الوفاة:

تمتّع من الدّنيا فإنك لا تبقى

وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرّنقا

[1] انظر «الكواكب السائرة» (3/ 154- 155) .

[2]

انظر المجلد العاشر ص (574) .

[3]

انظر المجلد الثالث ص (373) .

ص: 14

ولا تأمننّ الدّهر إني أمنته

فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقّا

قتلت صناديد الرّجال ولم أدع

عدّوا ولم أمهل على ظنّة خلقا

وأخليت دار الملك من كلّ نازع

فشردّتهم غربا وشرّدتهم شرقا

فلما بلغت النّجم عزّا ورفعة

وصارت رقاب النّاس أجمع لي رقّا

رماني الرّدى سهما فأحمد جمرتي

فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ألقى

ولم يغن عنّي ما جمعت ولم أجد

لدى ملك الأحياء في حيّها رفقا

فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى

أفي نعمة الله أم ناره ألقى

وذكر أيضا وصية المأمون العباسي المتوفى في (18) رجب سنة (218)[1] وها هي: «هذا ما أشهد به عليه عبد الله بن هارون أنه يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له في ملكه، ولا مدبّر غيره، وأنه خالق وما سواه مخلوق، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الموت حقّ، والبعث حقّ، والحساب حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، وأن محمدا- صلى الله عليه وسلم بلّغ عن ربّه شعائر [2] دينه، وأدى النصيحة إلى أمته، حتى توفاه الله إليه، فصلى الله عليه أفضل صلاة صلّاها على أحد من ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين، وإني مقرّ بذنبي أخاف وأرجو، إلّا أني إذ ذكرت عفو الله رجوت، فإذا أنا متّ فوجّهوني وغمّضوني، وأسبغوا وضوئي، وأجيدوا كفني، وليصلّ عليّ أقربكم مني نسبا وأكبركم سنّا، ولينزل في حفرتي أقربكم مني قرابة، وضعوني في لحدي وسدّوا عليّ باللّبن، ثم احثوا عليّ التراب، وخلّوني وعملي، فكلكم لا يغني عني شيئا، ولا يدفع عنّي مكروها، ثم قفوا بأجمعكم فقولوا خيرا إن علمتم، وأمسكوا عن ذكر شرّ إن عرفتم. ثم قال: يا ليت عبد الله لم يكن شيئا، يا ليته لم يخلق (يعني نفسه) .

ثم قال لأخيه وولي عهده المعتصم: يا أبا إسحاق، ادن مني واتّعظ بما ترى، وخذ بسيرة أخيك واعمل في الخلافة إذا طوّقكها الله عمل المريد لله الخائف من

[1] انظر المجلد الثالث ص (88) .

[2]

تنبيه: كذا اللفظة في النسخة «آ» التي اعتمدنا عليها في تحقيق الكتاب وكتب عنها الكاتب:

«شعائر» ورجحنا نحن رواية النسخة «ط» التي نقلها ناشرها عن نسخة خطية أخرى فجاءت اللفظة فيها «شرائع» وأثبتناه نحن عنها هناك في موضعها من الكتاب.

ص: 15

عقابه، ولا تغتّر بالله وإمهاله، فكأن قد نزل بك الموت، ولا تغفل عن أمر الرّعية فإن الملك إنما يقوم بهم، ولا يتبين لك أمر فيه صلاح المسلمين إلّا وقدّمه على غيره وإن خالف هواك، وخذ من قويّهم لضعيفهم، واتّق الله في الأمر كله والسلام.

ومن شعر تاج الملوك مجد الدّين بوري أخي السلطان صلاح الدّين المتوفى سنة (579)[1] وله ثلاث وعشرون سنة، وكان أديبا شاعرا له ديوان شعر صغير:

أقبل من أعشقه راكبا

من جهة الغرب على أشهب

فقلت: سبحانك يا ذا العلا

أشرقت الشّمس من المغرب

ومنه أيضا:

أيا حامل الرّمح الشبيه بقدّه

ويا شاهرا سيفا على لحظه عضبا

ذر الرّمح واغمد ما سللت فربّما

قتلت وما حاولت طعنا ولا ضربا

ومن شعر عزّ الدّين فرّوخشاه بن شهنشاه بن أيوب بن شادي صاحب بعلبك وأبو صاحبها الملك الأمجد ونائب دمشق لعمه صلاح الدّين وأخو تقي الدّين صاحب حماه المتوفى سنة (578)[2] قوله:

إذا شئت أن تعطي الأمور حقوقها

وتوقع حكم العدل أحسن موقعه

فلا تصنع المعروف مع غير أهله

فظلمك وضع الشّيء في غير موضعه

توران شاه- ومعناه ملك المشرق- بن أيوب بن شادي أخو السلطان صلاح الدّين الأسنّ منه [3] وهو فاتح اليمن من الخوارج الباطنية، أقام بها ثلاث سنين ثم اشتاق إلى طيب دمشق ونضارتها، فقدمها وناب بها لأخيه، ثم تحوّل إلى مصر ومات بالإسكندرية سنة (576) فنقلته أخته ستّ الشام ودفنته في محلة العونية وكان من أجود الناس وأسخاهم مات وعليه مائتا ألف دينار فوفاها عنه أخوه صلاح الدّين.

[1] انظر المجلد السادس ص (436) .

[2]

انظر المجلد السادس ص (432) .

[3]

انظر المجلد السادس ص (54- 55) .

ص: 16

قال مهذّب الدّين الخيمي نزيل مصر رأيته في النوم فمدحته وهو في القبر، فلف كفنه ورماه إليّ وقال:

لا تستقلّن معروفا سمحت به

ميتا وأصبحت منه عاري البدن

ولا تظنّ جودي شابه بخل

من بعد بذلي ملك الشّام واليمن

إنّي خرجت من الدّنيا وليس معي

من كلّ ما ملكت كفّي سوى كفني

المستظهر بالله الخليفة العبّاسي المتوفى سنة (512)[1] من شعره:

أذاب حرّ الهوى في القلب ما جمدا

لمّا مددت إلى رسم الوداع يدا

وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد

أرى طرائق من يهوى الهوى قددا

إن كنت أنقض عهد الحبّ يا سكني

من بعد حبّي فلا عاتبتكم أبدا

الوزير نظام الملك صاحب المدرسة النّظامية المتوفى سنة (485)[2] من شعره:

بعد الثّمانين ليس قوّه

قد ذهبت شرّة الصّبوه

كأنني والعصا بكفّي

موسى ولكن بلا نبوّه

الوزير الطّغرائي الشهير صاحب «لامية العجم» المتوفى قتلا سنة (514)[3] وقد جاوز الستين ولا ميته تشهد له بعلو كعبه في الأدب، وله ديوان شعر مشهور غير أن صاحب الكتاب أورد له ما يأتي:

أيا قلب [4] مالك والهوى من بعد ما

طاب السّلوّ وأقصر العشّاق

أو ما بدا لك في الإفاقة والألى [5]

نازعتهم كأس الغرام أفاقوا

مرض النّسيم وصحّ والدّاء الذي

تشكوه [6] لا يرجى له إفراق

[1] انظر المجلد السادس ص (54- 55) .

[2]

انظر المجلد الخامس ص (362- 365) .

[3]

انظر المجلد السادس ص (68- 70) .

[4]

رواية الكتاب و «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف: «يا قلب» . وهي الأصح وزنا.

[5]

في أصل المقالة التي كتبها الكاتب: «والأولى» .

[6]

في أصل المقالة والنسخة التي نقل عنها الكاتب: «ترجوه» .

ص: 17

وهذا خفوق البرق والقلب الذي

تطوى عليه أضالعي خفّاق

وله قد جاءه مولود:

هذا الصّغير الذي وافى على كبري

أقرّ عيني ولكن زاد في فكري

سبع وخمسون لو مرّت على حجر

لبان تأثيرها في ذلك الحجر

الوزير عون الدّين بن المظفّر يحيى بن هبيرة [1] وزير المقتضي لأمر الله العباسي وولده وهو مؤلّف كتاب «الإفصاح عن معاني الصّحاح» و «شرح البخاري ومسلم» في عدة مجلدات، منها مجلد ضخم في شرح حديث:«من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين» [2] وهو موجود في دار الكتب العربية شرح فيه الحديث، وتكلّم على معنى الفقه، وآل به الكلام إلى أن ذكر مسائل الفقه المتفق عليها والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة المشهورين وسنفرد له مقالة مخصوصة من شعره كما رواه الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي:

يلذّ بهذا العيش من ليس يعقل

ويزهد فيه الألمعيّ المحصّل

وما عجب نفس [أن] ترى الرأي إنما ال

عجيبة نفس مقتضى الرأي تفعل

إلى الله أشكو همّة دنيوية

ترى النّصّ إلّا أنّها تتأول

ينهنهها موت الشّباب فترعوي

ويخدعها روح الحياة فتغفل

وفي كل جزء ينقضي من حياتها

من الجسم جزء بالفنا [3] يتحلّل

فنفس الفتى في سهوها وهي تنقضي

وجسم الفتى في شغله وهو يعمل

وقال ابن الجوزي وأنشدني لنفسه:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه

وأراه أسهل ما عليك يضيع

قال وأنشدني أيضا لنفسه:

الحمد لله هذا العين لا الأثر

فما الذي باتّباع الحقّ ينتظر

[1] انظر المجلد السادس ص (319- 327) .

[2]

انظر تخريج الحديث في المجلد السادس ص (320) .

[3]

في الكتاب: «مثله» .

ص: 18

وقت يفوت وأشغال معوّقة

وضعف عزم ودار شأنها الغير

والناس ركضى إلى مهوى مصارعهم

وليس عندهم من ركضهم خبر

تسعى بها خادعات من سلامتهم

فيبلغون إلى المهوى وما شعروا

والجهل أصل فساد النّاس كلّهم

والجهل أصل عليه يخلق البشر

وإنما العلم عن ذي الرّشد يطرحه

كما من الطفل يوما تطرح السّرر

وأصعب الدّاء داء لا يحسّ به

كالدّقّ يضعف حسّا وهو يستعر

وإنما لم تحسّ النّفس موبقها

لأن أجزاءها قد عمّها الضّرر [1]

ومن شعر عبد المؤمن بن علي [الكومي التّلمساني] صاحب المغرب والأندلس، المتوفى سنة (558) [2] وقد كثر الثوار عليه:

لا تحفلنّ بما قالوا وما فعلوا

إن كنت تسمو إلى العليا من الرّتب

وجرّد السّيف فيما أنت طالبه

فما تردّ صدور الخيل بالكتب

ومن شعر طلائع بن رزّيك وزير الدّيار المصرية، المتوفى قتلا سنة (556) [3] :

ومهفهف ثمل القوام سرت إلى

أعطافه النّشوات من عينيه

ماضى اللحاظ كأنّما سلّت يدي

سيفي غداة الرّوع من جفنيه

قد قلت إذ خطّ العذار بمسكة

في خدّه ألفيه [4] لا لاميه

ما الشّعر دبّ بعارضيه وإنما

أصداغه نفضت على خدّيه

النّاس طوع يدي وأمري نافذ

فيهم وقلبي الآن طوع يديه

فاعجب لسلطان يعمّ بعدله

ويجور سلطان الغرام عليه

[1] رواية البيت في الكتاب:

وإنما لم يحسّ المرء موقعها

لأن أجزاءه قد عمّها الضّرر

[2]

انظر المجلد السادس ص (305- 306) .

[3]

انظر المجلد السادس ص (296) .

[4]

كذا أثبت الكاتب اللفظة «ألفيه» موافقا في ذلك رواية «وفيات الأعيان» (2/ 527) وفي كتابنا:

«ألفين» .

ص: 19

والله لولا اسم الفرار وأنّه

مستقبح لفررت منه إليه

تميم بن المعزّ بن باديس صاحب القيروان، المتوفى سنة (501)[1] .

من شعره:

إن نظرت مقلتي لمقلتها

تعلم مما أريد نجواه

كأنّها في الفؤاد ناظرة

تكشف أسراره وفحواه

وله أيضا:

سل المطر العام الذي عمّ أرضكم

أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي

إذا كنت مطبوعا على الصدّ والجفا

فمن أين لي صبر فأجعله طبعي

وله أيضا:

فكّرت في نار الجحيم وحرّها

يا ويلتاه ولات حين مناص

فدعوت ربّي أنّ خير وسيلتي

يوم المعاد شهادة الإخلاص

سعيد الكرمي

[1] انظر المجلد السادس ص (5- 6)

ص: 20