المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصلاة على أصحاب المعاصي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٥٤

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ حكم مرتكب الكبيرة

- ‌سياق ما روي فيمن تاب من الكبائر

- ‌موقف الصحابة والتابعين من أهل الكبائر من المسلمين

- ‌الصلاة على من مات من أهل الكبائر من المسلمين

- ‌فضل التوحيد وخطورة الشرك

- ‌بيان أن من ستر في الدنيا من أصحاب الكبائر فهو في مشيئة الله تعالى يوم القيامة

- ‌إشكال حول حديث جعل ذنوب ناس من هذه الأمة على اليهود والنصارى والجواب عليه

- ‌فضل استمرار العبد في التوبة والاستغفار من الذنوب

- ‌معنى الاستقامة في قوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)

- ‌آيات الرجاء في سورة النساء

- ‌عدم تكفير الصحابة لأصحاب الكبائر

- ‌الصلاة على أصحاب المعاصي

- ‌رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحاب الكبائر

- ‌الأسئلة

- ‌كفارة الكبيرة

- ‌الدعاء للشخص باسمه في السجود

- ‌حكم مرتكب الكبيرة

- ‌حكم اختلاف العلماء، وحكم المضمضة والاستنشاق في الوضوء

- ‌حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور

- ‌حكم تعليق الصور

- ‌حكم إقامة جماعتين في مسجد واحد في وقت واحد

- ‌حال طارق السويدان وأشرطته

- ‌صيغة إرجاع الزوجة المطلقة طلاقاً رجعياً

الفصل: ‌الصلاة على أصحاب المعاصي

‌الصلاة على أصحاب المعاصي

قال: [قال أبو العالية: قلت: يا أبا أمامة! الرجل يكون فينا رجل سوء فيشرب الشراب فيموت أنصلي عليه؟ قال: فإلى من تكلون جنائزكم؟ أي: إذا لم تصلوا على أصحاب الذنوب والمعاصي والكبائر فمن يصلي عليهم؟ وما يدريك لعله استلقى على فراشه فقال: لا إله إلا الله فغفر الله عز وجل له].

ونحن في الحقيقة نعامل أصحاب الصغائر معاملة فيها فظاظة وجلافة، مع أن الأصل أن نتلطف ونرحم أصحاب الكبائر، ونأخذ بنواصيهم إلى الله عز وجل.

قال: [وعن عقبة بن علقمة اليشكري قال: رأيت علياً وقد شهدت معه صفين، فأُتي بخمسة عشر أسيراً من أصحاب معاوية، فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه].

واليوم لو كان هناك خمسة إخوة فقتل أحدهم وبينه وبينهم عداء فإن الجميع سيمتنع من الصلاة عليه وعن تغسيله والدعاء له، مع أنه مجرد خلاف لم يصل إلى حد ما حدث في صفين أو الجمل أو غيرها.

قال: فأُتي بخمسة عشر أسيراً من أصحاب معاوية، فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه، أي: علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

قال: [وعن محمد بن المنكدر قال: كان رجل بالمدينة يقال له: عمران بقرة، وكان مسرفاً على نفسه، فحينما مات أُتي بجنازته فتفرق الناس عنه، أي: ما صلوا عليه، قال: وثبت مكاني -أي: صليت عليه- فكرهت أن يعلم الله عز وجل مني أني أيست له من رحمته].

وهذا موقف محمد بن المنكدر من أصحاب الكبائر.

قال: [وقال محمد بن القاسم: سمعت أعرابياً خرج من خيمته فوقف على بابها، ثم رفع يديه فقال: إلهي إن استغفاري لك مع إصراري للؤم، وإن تركي الاستغفار مع سعة رحمتك لعجز، إلهي كم تحببت إلي وأنت عني غني! وكم تبغضت إليك وأنا إليك فقير! فسبحان من إذا وعد وفى، وإذا توعد عفا.

قال: وخرج أعرابي فقال: اللهم إني أخافك لعدلك، وأرجوك لعفوك، خلصني ممن يخاصمني إليك، فإنه لا يخاصمني إليك إلا كل مظلوم، وأنت حكم عدل لا تجور، عوضهم بكرمك، وخلصني بعفوك يا كريم!].

ص: 12