المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أفضلية الخلفاء الراشدين كترتيبهم في الخلافة - شرح أصول السنة للإمام أحمد - جـ ١

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌أصول السنة للإمام أحمد [1]

- ‌تعريف الأصل المطلوب تحقيقه

- ‌السنة مفسرة للقرآن

- ‌وجوب الإيمان بالقدر وعدم الخوض في الغيبيات

- ‌القرآن كلام الله ليس بمخلوق

- ‌وجوب الإيمان برؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة وفي الجنة

- ‌الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا

- ‌وجوب الإيمان بالميزان الكائن يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بتكليم الله جل وعلا عباده يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بأن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة

- ‌وجوب الإيمان بعذاب القبر وفتنته

- ‌وجوب الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وجوب الإيمان بوقوع فتنة الدجال وقتل عيسى بن مريم له

- ‌الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

- ‌الصحابة أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فضائل بعضهم

- ‌سبب كلام أهل السنة في موضوع الصحابة

- ‌أفضلية الخلفاء الراشدين كترتيبهم في الخلافة

- ‌الصحابة خير قرون هذه الأمة

- ‌أفضل هذه الأمة بعد الصحابة رضي الله عنهم التابعون ثم تابعوهم

- ‌طعن الرافضة على الصحابة والرد عليهم

- ‌وجوب طاعة ولاة الأمر والرد على من أباح الخروج عليهم

الفصل: ‌أفضلية الخلفاء الراشدين كترتيبهم في الخلافة

‌أفضلية الخلفاء الراشدين كترتيبهم في الخلافة

فأهل السنة يترضون عن الصحابة جميعاً، ويعتقدون أنهم أفضل هذه الأمة التي هي أفضل الأمم، فإن أفضل الأمم هي هذه الأمة، وأفضل قرونها هو القرن الذي بعث فيه صلى الله عليه وسلم، وأفضل أولئك القرن الصحابة، وأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة، وأفضلهم أبو بكر؛ فهو أفضل الأمة بعد نبيها، هكذا اتفق على ذلك أئمة السلف وأهل السنة، كما جاء في الصحيح عن عبد الله بن عمر قال:(كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره)، أي: لا ينكر هذا الترتيب الذي هو ترتيبهم في الفضل.

وقد تواتر عن علي رضي الله عنه أنه كان يخطب ويقول: (أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر)، وهذا مشهور عنه من طرق متعددة، ولكن الرافضة قوم بهت؛ فلا يقبلون من كلامه ما يخالف معتقدهم، مع أنهم يعتقدون فيه الولاية والصدق، ولكن لما خالف ذلك معتقدهم ردوا هذا الدليل الواضح الذي هو من كلامه رضي الله عنه.

وعند موته عهد بالخلافة إلى عمر، فقبل ذلك الصحابة وبايعوه، واتفقت الصحابة رضي الله عنهم على بيعة عمر، وكونه هو الخليفة الثاني، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين، وبقي في الخلافة عشر سنين، إلى أن قتله أبو لؤلؤة المجوسي وأصيب المسلمون بقتله، بل كأنه لم تحصل لهم مصيبة مثلها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.

واستمر رضي الله عنه في الخلافة هذه المدة، وهو متقن لهذه الولاية، وعادل بين الأمة، وسائر فيهم أتم سيرة وأحسنها.

ثم بعده بويع عثمان، وصار هو الخليفة بعده، ولم يزل كذلك إلى أن قتله الثوار الذين ثاروا عليه، ولما قتل لم يكن هناك أولى من علي رضي الله عنه، فتمت له البيعة، إلا أن أهل الشام توقفوا عن البيعة حتى يمكنهم من قتلة عثمان، وانفصلوا، وإنما حصل الانفصال بين أهل الشام وبين أهل العراق، وتمت الخلافة لـ علي في العراق وفي الحجاز وفي اليمن وفي خراسان، وانفصلت الشام ثم مصر، وصار في الولاية على الشام ومصر معاوية إلى أن قتل علي رضي الله عنه، ولما قتل تولى بعده ابنه الحسن نصف سنة، ثم إنه تنازل عن الخلافة وسلمها لـ معاوية.

ص: 17