المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الموالي من العلماء والرواة - شرح ألفية العراقي - عبد الكريم الخضير - جـ ٥٧

[عبد الكريم الخضير]

الفصل: ‌الموالي من العلماء والرواة

القصد أن مثل هذا يعني يليق به أن يروي عن مثل هذا، أو يكون مشارك لمثل هذا، يعني أن المسألة نسبية وتقريبية ليست بالتحديد.

طالب:. . . . . . . . .

هو من آخر مؤلفاته.

. . . . . . . . . وابن سعد صنفا

. . . . . . . . .

محمد بن سعد كاتب الواقدي، ابن سعد ثقة من الثقات، والواقدي متفق على ضعفه.

. . . . . . . . . وابن سعد صنفا

فيها. . . . . . . . .

يعني في الطبقات أكثر من كتاب، ثلاثة كتب، منها: الطبقات الكبير الموجود المتداول الآن، وهو كتاب عظيم، لا يستغني عنه طالب علم، أشاد به أهل العلم، وفيه حافل بالفوائد الحديثية والعلمية، والحوادث والوقائع التاريخية، كتاب عظيم، لكن الإشكال فيه ما ذكره المؤلف، "ولكن كم روى عن ضُعفا" ومنهم الواقدي وغيره، يعني متفق على ضعفه ويروي عنه، فهذه لا شك أنها علة، لكن إذا بيّن من روى عنه انتهى الإشكال، لكن أحياناً يقول: حدثنا محمد وينسبه إلى جده، وقد يروي عن محمد بن السائب الكلبي الذي تقدم ذكره، وينسبه إلى ما لم يشهر به، فيقع في التدليس، ثم بعد ذلك يقع الباحث والقارئ لهذا الكتاب في الحرج، "ولكن كم روى عن ضُعفا" وكتاب ابن سعد في الطبقات هو من أعظم ما صنف في هذا الباب.

طبقات خليفة كتاب جيد لكنه مختصر، لا يقارب ولا يداني طبقات بن سعد، طبقات بن سعد طبع مراراً، وأول ما طبع في أوروبا، يعني لهم عناية به الأوروبيين عناية خاصة، وطبعوه طباعة الآن نادرة ما توجد، لكن طبع بعد ذلك في مصر وبيروت، طبعات لا تسلم من أسقاط، فيها أسقاط أحياناً يبلغ في الموضع الواحد نحو مجلد، طبع بعض الأقسام المتممة بعد ذلك، وعلى كل حال الكتاب عظيم، حتى لو لم يوجد منه إلا ما وجد، مثل تاريخ ابن أبي خيثمة هذا من أعظم ما صنف في تواريخ الرواة ومع ذلك ما وجد منه إلا قطع يسيرة، نعم.

أحسن الله إليك.

‌الموالي من العلماء والرواة

وربما إلى القبيل ينسبُ

مولى عتاقة وهذا الأغلبُ

أو لولاء الحلف كالتميمي

. . . . . . . . .

كالتيمي.

أحسن الله إليك.

أو لولاء الحلف كالتيمي **مالك أو للدين كالجعفي

وربما ينسب مولى المولى

نحو سعيد بن يسار أصلا

ص: 11

يقول -رحمه الله تعالى-: "الموالي من العلماء والرواة" الموالي منهم من لا ينتسب إلى قبيلة، ومنهم من مسه شيء من الرق، ومنهم من هو من صلب العرب، لكنه التحق بقوم آخرين غير قبيلته لأمر من الأمور، فحالفهم وتولوه وتولاهم فصار من مواليهم، لا يلزم من قولنا: فلان مولى أن يكون رقيقاً، ونجد في كثير من الرواة، فلان ابن فلان الهاشمي مولاهم، فلان ابن فلان التميمي مولاهم وهكذا، وهذا فيه كثرة في الرواة، وفي سائر الفنون، فالموالي لهم قدح معلى في هذا الباب.

طالب:. . . . . . . . .

مما يدل على أن النسب لا يفيد صاحبه شيئاً، إذا لم يقترن بالعمل، ((من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) إذا نظرنا إلى الدواوين المصنفة المعتمدة في الإسلام في التفسير، وفي الحديث، وفي الأحكام، وفي العربية أيضاً وجدنا أن أكثر هذه المصنفات لأعاجم.

وجدنا أيضاً من الموالي الذين مسهم الرق لهم أيضاً يد في سائر الفنون، فالإنسان لا يفتخر بكونه ابن فلان، لكن عليه أن يسعى بنفسه ويكون الذكر من أجله لا من أجل أبيه.

الموالي من العلماء والرواة، العلماء هم الأئمة المحدثون، والرواة من يروي عنهم، أو من يروون عنه، وهم الوسائط بين هؤلاء العلماء وبين الرسول عليه الصلاة والسلام، قال:

وربما إلى القبيل ينسبُ

. . . . . . . . .

ربما، ثم قال:

. . . . . . . . .

. . . . . . . . . وهذا الأغلبُ

(ربما) أكثر ما تأتي للتقليل، وقد تأتي للتكثير لا سيما هنا؛ لأنه قال:

. . . . . . . . .

. . . . . . . . . وهذا الأغلبُ

وربما إلى القبيل ينسبُ

مولى عتاقة وهذا الأغلبُ

لكن أكثر منه النسبة إلى القبيل ممن ينتسب إليها، ممن هم منها بالفعل، ممن ينتسب إليها من أفرادها، وينتسب إليها مولى العتاقة ممن أعتقه أحد من هذه القبيلة فينتسب إليها، ومولى القوم منهم.

. . . . . . . . .

مولى عتاقة وهذا الأغلبُ

أو لولاء الحلف كالتيمي

مالك. . . . . . . . .

مالك: ولاء حلف، مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، عربي من الأقحاح، لكن جده تحالف مع طلحة.

طالب: طلحة إيه.

طلحة بن عبيد الله، فنسب إليه، وهذا ولاء حلف، لا ولاء رق.

ص: 12

. . .

. . . . . . . . . أو للدين كالجعفي

الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- الجعفي مولاهم، ليس هذا رق، ولا حلف، وإنما أسلم جده أو جد أبيه على يد يمان الجعفي، عندنا عبد الله بن محمد المسندي الجعفي شيخ البخاري يكون يمان هذا جد أبيه، والبخاري ينسب إليهم؛ لأن جده أسلم على جد شيخه عبد الله بن محمد المسندي.

وربما ينسب مولى المولى

. . . . . . . . .

على كل حال الولاء هنا للحلف والدين وما أشبه ذلك أو أسلم على يده وغير ذلك، هذا ما فيه توارث، التوارث خاص بولاء العتاقة.

وربما ينسب مولى المولى

نحو سعيد بن يسار أصلا

سعيد بن يسار ينتسب إلى مولى النبي عليه الصلاة والسلام واسمه؟ نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

هاه؟

طالب:. . . . . . . . .

نعم شقران مولى النبي عليه الصلاة والسلام، فيقال: سعيد بن يسار الهاشمي، وينتسب إلى؟ هل ينتسب إلى بني هاشم؟ نعم؟ لا، هل ينتسب على من ينتسب إلى بني هاشم؟ لا، إنما ينتسب إلى مولى من بني هاشم.

وربما ينسب مولى المولى

نحو سعيد بن يسار أصلا

طالب:. . . . . . . . .

نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

إي نعم مولى من فوق المعتِق، والمولى من تحت المعتَق، نعم.

أوطان الرواة وبلدانهم:

وضاعت الأنساب في البلدانِ

فنسب الأكثر للأوطانِ

وإن يكن في بلدتين سكنا

فابدأ بالأولى وبثم حُسنا

وإن يكن من قرية من بلدةِ

ينسب لكلٍ وإلى الناحيةِ

وكملت بطيبة الميمونه

فبرزت من خدرها مصونه

فربنا المحمود والمشكور

إليه منا ترجع الأمور

وأفضل الصلاة والسلام

على النبي سيد الأنام

ص: 13

هذا هو الباب الأخير من أبواب الألفية "أوطان الرواة وبلدانهم" يعني ما كان العرب ينتسبون إلى الأوطان ولا إلى البلدان إنما ينتسبون إلى القبائل، {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [(13) سورة الحجرات] ما كان يعرف الإنسان ببلده، إنما كان يعرف بقبيلته، هذا بالنسبة للعرب، أما بالنسبة لغيرهم من الروم والفرس، وغيرهم باعتبارهم قبائلهم غير منضبطة، ليس انضباطهم في الانتساب إلى القبائل كانتظام العرب، يعني كما هو واقع كثير من البلدان الإسلامية الآن، يعني انتسابهم إلى القبائل نادر جداً، ما تجد حتى ولا إلى عائلة واضحة؛ لأنهم الآن اكتفوا بالبطاقات والأرقام وتميزوا بالأرقام، ميزت بينهم الأرقام، وإلا سعيد محمد علي هذا وين تلقاه؟ صحيح، مش ينتسب إلى بلد وإلا .. ، وقد يكون في البلد مائة بهذا الاسم، لكن لكل زمان رجاله، كانوا في السابق ينتسبون إلى القبائل، القرشي، التميمي، الهذلي .. إلى آخره، الخولاني، ينتسبون إلى قبائل، وغيرهم ينتسبون إلى أوطانهم.

لما تفرق المسلمون في البلدان شابهوا غيرهم، يعني أبعدوا عن قبائلهم، فصاروا ينتسبون إلى الأوطان، يعني لا تعرف فلان ابن فلان التميمي الذي يسكن في خراسان، وقريبه الذي يسكن في الحجاز مثلاً، هذا تميمي وهذا تميمي كيف يتميز هذا من هذا؟ إلا أن تنسبه إلى وطنه، تقول: فلان بن فلان الخراساني، وفلان بن فلان المكي مثلاً، فلما توزعوا وتفرقوا في البلدان، احتيجت النسبة إلى الأوطان.

وضاعت الأنساب في البلدانِ

فنسب الأكثر للأوطانِ

المكي، المدني، الطائفي، المصري، البخاري، النيسابوري، الترمذي، السجستاني، الأصبهاني، أو أصفهاني، في فرق بينهما؟ بالباء والفاء، يقولون: إن أهل المشرق يقولون: أصفهان، وأهل المغرب يقولون: أصبهان.

. . . . . . . . .

فنسب الأكثر للأوطانِ

وإن يكن في بلدتين سكنا

فابدأ بالأولى وبثم حُسنا

ص: 14

يعني سكن مكة أول العمر فتقول: المكي، ثم انتقل منها إلى مصر، وعاش فيها مدة طويلة، ولا يوجد دليل يدل على حد معين لصحة الانتساب إلى البلد، وما يذكر عن بعضهم أنه يحدده بأربع سنين هذا لا دليل عليه، وإنما إذا عرف وشهر في هذا البلد بعد انتقاله إليها ممكن نسبته إليها، فتقول: المكي ثم المصري، المغربي ثم المشرقي، يعني إذا قلنا: إن المغرب بلد، لكن هم يحددون ما كانوا يقولون: المغربي والمشرقي،. . . . . . . . . لكن يحددون مثلاً التونسي أو بلد معين مثلاً، أو جزائري، ثم البغدادي مثلاً، ما كانوا ينسبون إلى القطر الأعم إلا في القليل، لكن إذا وجدت النسبة إلى القطر الأعم، ثم أرادوا تمييزه بما هو أخص منه، ثم أرادوا بعد ذلك تمييزه بما هو أخص فإنهم حينئذٍ يبدءون بالأعم، العراقي البغدادي ثم بعد ذلك إن كان هناك ضاحية من ضواحي بغداد أو قرية من قرى بغداد سكنها ينص عليها، كما يقال: النجدي القصيمي البريدي مثلاً يبدءون بالأعم ثم الذي دونه ثم الأخص، لكن لو بدءوا بالأخص صار الأعم ما له قيمة، ليست له قيمة، إلا إذا كان هذا الأخص موجود في أكثر من مكان، في أكثر من قطر أعم.

قال رحمه الله:

وإن يكن في بلدتين سكنا

فابدأ بالأولى وبثم حُسنا

يعني المكي ثم الطائفي، إذا كان أول عمره في مكة ثم انتقل إلى الطائف أو العكس.

ومن يكن من قرية من بلدةِ

ينسب لكلٍ وإلى الناحيةِ

ص: 15

يعني إذا كانت الناحية مثلاً الإقليم الأعم الشام، والذي أخص منه مثلاً لبنان، وأخص منه بيروت، تقول: الشامي اللبناني البيروتي، الشامي السوري الدمشقي، وإن وجد قرية من أعمال دمشق مثلاً تذكرها إذا كانت إقامته بها، وقلنا: إذا عكس وبدأ بالأخص أغنى عن ذكر الأعم؛ لأنه لا يحتاج إليه، ما حد بيقول: إذا قيل: دمشقي هل هو شامي وإلا ما هو بشامي؟ لكن إذا قيل: شامي هل هو دمشقي وإلا غير دمشقي؟ وإن كان العرف عند الأشوام الآن قد يحمل الشام على دمشق نفسها، "ينسب لكل" يعني ينسب لكل من القرية والبلدة، وإلى الناحية التي هي القطر الأعم، "وكملت" يعني هذه الألفية المباركة "بطيبة الميمون ة "، المدينة النبوية اسمها طيبة وطابة، وكانت تسمى يثرب ثم سماها النبي عليه الصلاة والسلام المدينة، وجاءت تسميتها في النصوص الصحيحة طيبة وطابة، "الميمونة" يعني المباركة، وقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام لها بالبركة، وبركتها ظاهرة يعرفها كل من أقام فيها، فبرزت يعني ظهرت وخرجت هذه الألفية من خدرها مصونة، كالمخدرة من البنات الأبكار، وكما قيل: يعني بنات الأفكار نظير للبنات الأبكار كما يقوله أهل العلم، وغيرة العلماء على بنات الأفكار كغيرتهم على بنات الأبكار، يعني يصعب عليهم أن ينتحل ما أبدعوه وابتكروه من تلقاء أنفسهم أن ينتحله وينسبه بعضهم لنفسه، لكن بعض الناس يبالغ في مثل هذا، مثل المسعودي صاحب التاريخ يقول:"من اختصر هذا الكتاب أو اقتبس منه أو نسب شيء منه إلى غيرنا، أو فعل أو كذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً" يعني صفحة كاملة يدعو عليه، والأمر أهون من ذلك، نعم لكن مع ذلك هم يغارون على .. ، ولذلك شبهها بالبنت البكر التي تبرز من الخدر وهي مصونة، وهذا في وقتهم، وإلا توسع الناس توسعاً غير مرضي في خروج النساء الكبار والصغار المخدرات وغيرها.

. . . . . . . . .

فبرزت من خدرها مصونة

فربنا المحمود والمشكورُ

إليه منا ترجع الأمورُ

يعني بدءنا في الأول وانتهينا في الآخر والكل لله -جل وعلا-.

وأفضل الصلاة والسلامِ

على النبي سيد الأنامِ

يعني سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ص: 16