المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التحذير من البدع - شرح الأربعين النووية - العباد - جـ ٢٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[26]

- ‌شرح حديث (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب)

- ‌معنى الموعظة البليغة وبم تكون

- ‌حرص الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على الخير

- ‌الوصية بتقوى الله تعالى

- ‌الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمر

- ‌كلام العلماء في قوله: (وإن تأمر عليكم عبد)

- ‌الاختلاف في الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌طريق العصمة من الاختلاف

- ‌معاني السنة

- ‌الحض على التزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين بعده

- ‌التحذير من البدع

- ‌هل في الدين بدعة حسنة

- ‌ضرر مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم في الاتباع

- ‌الأسئلة

- ‌معنى قول عمر رضي الله تعالى عنه: (نعمت البدعة)

- ‌إحداث عثمان رضي الله عنه الأذان الثاني يوم الجمعة

- ‌دلالة تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته الآداب على تعليمه الأصول

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام)

- ‌حكم التحذير من البدع في غير مواطن وجودها

- ‌معنى سن السيئة في الإسلام

- ‌تعليل ابن دقيق العيد السمع والطاعة للعبد الوالي

- ‌حكم إثبات البدعة الحسنة بمقالة (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن)

- ‌وجه ذكر قبح الخلقة في العبد المتولي

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (تركتكم على البيضاء)

- ‌حكم متابعة عمر رضي الله تعالى عنه في حد شرب الخمر

- ‌وجه ترك ذكر خلافة الحسن رضي الله تعالى عنه في الخلافة الراشدة

- ‌حكم تقسيم البدعة إلى محرمة ومكروهة

- ‌الفرق بين الراشد والمهتدي والغاوي والضال

- ‌حكم تنظيم المخيمات الدعوية التي تحتوي على الأناشيد والمسرحيات

- ‌حال زيادة: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)

- ‌حكم السمع والطاعة للأمير الكافر والفاسق

- ‌معنى الواو في قوله: (وسنة الخلفاء الراشدين)

- ‌الرد على من قال بضعف حديث العرباض بن سارية

الفصل: ‌التحذير من البدع

‌التحذير من البدع

ولما رغب عليه الصلاة والسلام في اتباع السنن وحث عليها رهب بعد ذلك من خلافها ومما يخالفها من البدع المحدثة، فقال:(وإياكم ومحدثات الأمور)، ومحدثات الأمور هي الاختلاف الكثير الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل هذا الترغيب والترهيب حيث قال:(فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً) فهذا الاختلاف الكثير هو من البدع في العقائد التي ظهرت، كالجبرية، والقدرية، والمرجئة، والخوارج وما إلى ذلك من البدع، وكل هذه من محدثات الأمور، وكلها من التفرق والاختلاف الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من عاش من أصحابه فسيدرك شيئاً منه.

قوله: (وإياكم ومحدثات الأمور) أي: تلك الأمور التي حصل الاختلاف فيها، والتي خرج أصحابها عن الجادة وعن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الخلفاء الراشدون، فهذا هو الذي يحذر منه، وهذا هو الذي يرهب منه.

وجاء في سنن أبي داود: (فإن كل محدثة بدعة) أي: هذه المحدثات ليس لها أساس في الدين ولم تكن مبنية على نص من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما اتفقت عليه، فهي من المحدثات المنكرة المبتدعة التي لا يجوز الأخذ بها، والتي يجب الحذر منها والابتعاد عنها، وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة رضي الله عنها (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ لـ مسلم:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

فهذه المحدثات مردودة على صاحبها ولا ينتفع بها صاحبها، بل هي مردودة عليه؛ لأنها مخالفة للسنة، ولأنها محدثة على خلاف السنة، ولذلك قال:(من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) وهنا قال: (وإياكم ومحدثات الأمور) فأي محدثة في دين الله باطلة؛ لأنه ليس لها أساس في دين الله، ولا يدل عليها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ص: 12